الإعلام الموالي للأسد يسوق لفكرة «الحوار تحت سقف الوطن»

ناشطون لـ الشرق الأوسط»: النظام السوري لا يتحاور ضمن هذه الجلسات «التهريجية» إلا مع نفسه

TT

في إطار الحملة الإعلامية التي يخوضها النظام السوري، في مواجهة الانتفاضة المندلعة ضده منذ منتصف شهر مارس (آذار) الماضي، تسوق وسائل الإعلام السورية الرسمية، وكذلك الخاصة المقربة منه، لفكرة «الحوار تحت سقف الوطن» يشرح أحد الصحافيين الموالين للنظام السوري مضمون هذه الفكرة لـ«الشرق الأوسط»، بالإشارة إلى أن «الحوار تحت سقف الوطن يجب أن يصب في خانة المصلحة الوطنية من أجل الجميع، فنكون كلنا مدعوين إلى حلقة الحوار، ليدلي كل واحد منا برأيه وبأفكاره التي قد تقدم شيئا مهما وإيجابيا، من أجل إخراج سوريا من أزمتها الراهنة، ولتكون الديمقراطية في أبهى أشكالها هي الوجه المشرق لسوريا ما بعد الإصلاح». ويؤكد الصحافي، ردا على سؤال عن حدود هذا السقف، وعما إذا كانت المعارضة مدعوة لجلسات الحوار الذي سيظله ذلك السقف، أن «كل مواطن شريف في هذا البلد مدعو للحوار، بشرط أن يرفض الارتباط بأجندة خارجية، ويرفض الإملاءات الغربية والأميركية، ويتمسك بالثوابت الوطنية وثوابت المقاومة، والتمسك بحقوقنا وبكل شبر من تراب أرضنا المحتلة، ولا يقبل أبدا بلغة التنازل، لأنها لغة رفضتها سوريا وما زالت ترفضها حتى اليوم»، مشيرا إلى أن «جميعنا يعرف أن الأزمة المفتعلة في سوريا هي الثمن الباهظ الذي تدفعه بسبب مواقفها المبدئية والمشرفة».

وقال: «لتكن لغة الحوار الواعي سبيلنا، الحوار الذي لا بديل له لأنه يمثل حالة ديمقراطية بامتياز أولا، ويفتح أبواب التشارك في الرأي ثانيا، وصولا إلى نتائج ذات قيمة تسهم في بناء سوريا الحديثة، سوريا الديمقراطية، سوريا ما بعد الإصلاح». ويتابع ناشطون معارضون ما يجري من جلسات حوارية في الداخل السوري بكثير من الاستخفاف والسخرية، ويتساءل أحدهم: «لو تجاوزنا مسألة مهمة وهي أن الشارع المنتفض يرفض أي شكل من أشكال الحوار مع نظام قتل أبناءه، فإن النظام السوري لا يتحاور ضمن هذه الجلسات (التهريجية) التي تنظم في المحافظات إلا مع نفسه، حتى إنه لا يتحاور، بل يسمع الخطابات والمواقف التأييدية من الموالين له».

ووفقا لمصادر إدارية سورية، فإن تعميمات من جهات أمنية داخل سوريا، وصلت إلى كل الإدارات المحلية في المحافظات، وكذلك المراكز الحزبية التابعة لحزب البعث، من أجل تنظيم مؤتمرات تتم خلالها «مناقشة آليات الإصلاح، وكيفية تطبيقه في أرجاء الوطن»، ويقوم التلفزيون السوري الرسمي وفضائية «الدنيا» التابعة لشخصيات نافذة في النظام، إضافة إلى قناة «الإخبارية السورية»، ببث وقائع هذه الجلسات على الهواء مباشرة، واستضافة محللين سياسيين للتعليق على مجرياتها.

ويرى ناشطون أن هذه الجلسات هي «جزء من آلية القمع التي يتبعها النظام السوري ضد الثورة الشعبية المطالبة برحيله، بمعنى أن هذا النظام يريد أن يقول لنا: لن يتوقف الأمر عند عدم سماحي لكم بأن تقولوا آراءكم، بل سأقول آرائي الكاذبة وأعممها».

وعن شعار «تحت سقف الوطن» الذي يرفعه النظام السوري كشرط للحوار، يؤكد الناشطون «أن السقف هو بشار الأسد والعصابة المحيطة به، التي تدير عمليات القتل والتهجير والتعذيب ضد السوريين». ويشبه أحد الناشطين جلسات الحوار تلك بمزرعة الدواجن التي «يسعى النظام من خلالها، إلى إدخال الشعب في أقفاصها وإعادة تدجينه»، لكن الشعب السوري وفقا لهؤلاء الناشطين، «حسم أمره، ولن تمر عليه هذه الحيل السخيفة والمكشوفة».