الأمن السوري يكثف عملياته ضد الجنود المنشقين بالقرب من الحدود التركية

المرصد السوري لحقوق الإنسان: جبل الزاوية أصبحت مركزا للعسكريين المنشقين * مقتل 9 مدنيين في عمليات بأنحاء البلاد

دبابات تنتشر في خربة غزالة في حوران في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت» أمس
TT

كثف الأمن السوري أمس عملياته ضد الجنود المنشقين، وقال اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أمس إن أربعة جنود على الأقل قتلوا برصاص الجيش بعد هروبهم من أماكن وجودهم في بلدة تلبيسة في حمص، بينما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 9 مدنيين على الأقل في حمص والرستن وتلبيسة وريف حماه وجبل الزاوية.

وذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن سبب إطلاق النار المتواصل ببلدة تلبيسة بمحافظة حمص، هو هروب عدد من الجنود من أماكن وجودهم «فقامت قوات الجيش باللحاق بهم وقامت بتصفية بعض منهم، لم يعرف عددهم على وجه الدقة بسبب توتر الأوضاع، إلا أن الأنباء الواردة من هناك تقول إن عدد القتلى أربعة». وأضاف أن ثياب الجنود والدماء ما زالت في الشارع، كما تتواصل عملية البحث عن باقي الجنود الفارين وإطلاق النار العشوائي.

وقال سكان سوريون لوكالة «رويترز»، إن القوات السورية قتلت ستة مدنيين على الأقل خلال عمليات عسكرية نفذتها أمس في مناطق بوسط وشمال غربي سوريا، بعد تصاعد الهجمات على الجيش التي يشنها جنود منشقون يعيشون في مناطق ريفية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن أعمال القتل وقعت في جبل الزاوية، وهي منطقة وعرة قرب تركيا، حيث لجأ منشقون إلى مخابئ في الريف وفي محافظة حمص حيث تتعرض حافلات الجيش ونقاط التفتيش التابعة له لمزيد من الهجمات.

وأضاف رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن منطقة جبل الزاوية أصبحت مركزا للعسكريين المنشقين، وأنه تلقى روايات عدة شهود عن العثور على منشقين وقرويين يؤوونهم مقتولين. وقال أحد سكان المنطقة لوكالة «رويترز»، ذكر أن اسمه خالد، إنه عثر على مزيد من الجثث لأشخاص قتلوا بالرصاص وأياديهم موثقة خلف ظهورهم حين شنت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد عملية لملاحقة منشقين طوقت خلالها المنطقة وقطعت الاتصالات عنها.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أربعة مدنيين قتلوا أمس في محافظة حمص بنيران قناصة وعلى أيدي قوات الأمن، بينما جرى اعتقال ثلاثة مرضى من أحد المستشفيات. ونقل المرصد السوري عن سكان أن قناصة أردوا رجلا قتيلا في حي بابا عمرو بمدينة حمص، وقتلوا آخر في مدينة الرستن بالمحافظة التي تقع بوسط البلاد. وقال بيان للمرصد «قتلت امرأة ورجل أيضا برصاص عملاء الأمن في منطقتي بابا عمرو وباب السباع». وأضاف أن رجلا آخر توفي أمس في حمص متأثرا بإصابات لحقت به في وقت سابق هذا الشهر. وأردف المرصد بالقول «اعتقلت قوات الأمن ثلاثة جرحى في مستشفى بحمص واقتادتهم إلى جهة غير معلومة». وأضافت أنه تم العثور على جثة شاب أمس في قرية الحويز بمحافظة حماه إلى الشمال من حمص «بعد أيام من اعتقاله من قبل قوات الأمن».

وفي شمال غربي البلاد، سلمت جثتا رجلين أمس إلى ذويهما في محافظة إدلب التي شهدت عمليات عسكرية وأمنية منذ أيام، بحسب المرصد. وسلمت جثة مواطن من قرية كفر عويد بجبل الزاوية لذويه، كان قيد الاعتقال منذ الخميس الفائت. وفي قرية جوزيف بجبل الزاوية، عثر على جثة شاب فقد يوم الخميس الفائت خلال العمليات العسكرية والأمنية في المنطقة. وفي ريف محافظة حماه، عثر على جثة شاب في قرية الحويز بعد أيام من اعتقاله.

وفي الوقت نفسه، ذكر ناشطون أن الأجهزة الأمنية اعتقلت عماد دروبي، المحامي والناشط الذائع الصيت، في قصر العدل (المحكمة الرئيسية) في حمص. وقال سكان إن المنطقة والأحياء المكتظة بالسكان في حمص شهدت احتجاجات ضخمة تطالب برحيل الأسد في الأسابيع القليلة الماضية، مما استدعى نشر أعداد أكبر من القوات والمسلحين الموالين للأسد.

إلى ذلك، قال ناشط سوري يقيم في لبنان، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أكثر من 20 شخصا اعتقلوا في ساعة مبكرة من صباح أمس في محافظة حمص. وذكر أن قوات الأمن أغلقت الطرق في الكسوة بريف دمشق، حيث تمركزت نحو 40 مركبة تقل جنودا، وشنت حملات دهم للبيوت وتكسير للممتلكات الخاصة تحت غطاء أمني وعسكري كثيف جدا.

من جانبها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تحت شعار «الأحداث على حقيقتها»، أن عنصرا من قوات حفظ النظام قتل وأصيب ثلاثة آخرون بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل «عناصر مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من مدرسة خديجة الكبرى في حي القصور بحمص صباح أمس».

وأضافت أن مسلحين أطلقوا النار أيضا على دورية لقوات حفظ النظام في محيط المشفى الوطني بحمص دون وقوع إصابات.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل 2231 مدنيا و585 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات منتصف مارس (آذار) الماضي.