بان كي مون: علينا جعل الربيع العربي فصلا من الأمل.. والتحرك من أجل سوريا

رئيس الجمعية العامة القطري: الوساطة لحل النزاعات أولوية للأمم المتحدة

مشهد عام للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال إلقاء ساركوزي خطابه (رويترز)
TT

طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس، العالم بأن يدعم طموحات الشعوب العربية، قائلا «علينا جعل الربيع العربي فصلا من الأمل»، لافتا إلى أن الأوضاع في سوريا تستدعي عملا فوريا، إذ «يجب أن يتوقف العنف».

وناشد الأمين العام أعضاء الأمم المتحدة المجتمعين في بداية الدورة الـ66 للجمعية العامة في الأمم المتحدة، الانتباه إلى ما يحدث في سوريا، قائلا إنها «تثير قلقا خاصا».

ولفت بان في خطابه الذي افتتح النقاش العام لدى الجمعية العامة صباح أمس، في نيويورك، إلى التحديات التي تواجه العالم. وقال إن «أعظم الضرورات هي التنمية المستديمة والنهوض بالنمو الاقتصادي.. علينا أن نحقق الأهداف الإنمائية للألفية وأدعوكم للتحليق في فكركم أبعد من عام 2015»، وهو موعد تحقيق الأهداف الإنمائية. أما التحدي الثاني، الذي اعتبره أيضا، فرصة، فهو «الوقاية، فعلينا التصرف قبل نشوب النزاعات، مثل إرسال وفود الوساطة بدلا من نشر قوات حفظ السلام». ويذكر أن محور الوساطة وحل النزاعات بالطرق السلمية هو المحور الرئيسي لخطابات القادة أمس.

واعتبر بان كي مون أن التحدي الثالث المرتبط بالثاني هو «جعل العالم أكثر أمنا وأمانا، وهذه هي مسؤوليتنا». وأضاف: «في أفغانستان والعراق سنواصل اهتمامنا بمساعدة الآخرين واستقرار البلاد». وتحدث مطولا عن الأوضاع في السودان وضرورة منع تصعيد النزاع في منطقة أبيي، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال بان: «علينا كسر حالة الجمود، فقد مضى حين من الدهر ونحن نقول فلسطين بحاجة إلى دولة وإسرائيل بحاجة إلى الأمن، فيجب التوصل إلى حل الدولتين وعلينا أن نتبع الابتكار والعمل على تحقيق الحل».

وشدد بان على أهمية الثورات والاحتجاجات في العالم العربي، قائلا «الأحداث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط مصدر إلهام لنا جميعا.. دعونا نجعل الربيع العربي فصل أمل حقيقي»، ولكنه أردف قائلا إن «الأحداث في سوريا ما زالت مصدر قلق خاص، شهدنا على مدار 6 أشهر تصاعدا في وتيرة العنف والقمع». وأضاف: «الحكومة وعدت بالإصلاح والاستماع إلى شعبها ولكنها لم تفعل ذلك. حان الآن الوقت للتحرك». وتابع بحماس: «يجب أن يتوقف العنف».

وتحدث بان عن أهمية دور الأمم المتحدة في مساعدة الدول التي تشهد تحولات تاريخية. وقال: «هناك دول خارجة من الحرب وتنتقل من الديكتاتورية إلى المزيد من الحرية وأخرى تنتقل من الفقر إلى الازدهار ويجب مساعدتها كلها». وشدد على أهمية «العدالة.. وتطبيق الدروس المستفادة منها» في تلك التجارب.

ووجه بان مناشدة خاصة لمساعدة الصومال ودول القرن الأفريقي. وقال: «أناشدكم مساعدة الأطفال في القرن الأفريقي، وحمايتهم».

وبعد أن أنهى بان خطابه، تولى الحديث رئيس الدورة الـ66 للجمعية العامة، وهو السفير القطري ناصر بن عبد العزيز النصر. ولفت النصر إلى التغييرات التي شهدها عام 2011، وهو أحد أبرز المحاور التي ظهرت في خطابات أمس. وقال: «عام 2011 هو عام الآفاق الجديدة، نرى وجوها جديدة.. سنعمل مع الأصدقاء الجدد والقدماء، وسنعمل على استمرار النمو والتنمية وحماية حقوق الإنسان في ما هو خير للإنسان». وبينما رحب في مستهل خطابه بالسودان الجنوبي، شدد النصر على أهمية القضية الفلسطينية وخاصة مع المداولات هذا الأسبوع. وقال: «سأعمل مع الدول كلها للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في الشرق الأوسط بناء على حل الدولتين من خلال التفاوض». ولم يشر إلى التصويت على عضوية فلسطين أمام الجمعية العامة، مكتفيا بالقول: «سيكون الإنصاف والعدل ركائز أساسية لأي اتفاق». وتابع: «ألتزم بالعمل معكم وخاصة جميع المعنيين».

وحدد النصر أربع أولويات خلال ترؤسه لهذه الدورة، قائلا إنها «تسوية النزاعات بالتسوية السلمية وإصلاح الأمم المتحدة وتحسين التصدي للكوارث وتطوير التنمية المستديمة والرخاء الدولي». وتحدث مطولا عن إصلاح الأمم المتحدة، قائلا إنه يجب أن يكون «مستندا إلى إرادة الدول الأعضاء، إنني أدرك تمام الإدراك ما يعانيه الصومال».

وأما عن دور المنظمة الدولية في الوساطة، فقال إنه يجب تقوية «دور الوساطة لحل النزاعات، فظلت الوساطة واحدة من الأدوات الرئيسية لتسوية النزاعات، وهناك إشارة محددة للوساطة في ميثاق الأمم المتحدة». وأضاف: «حل النزاعات من خلال الوساطة بات حاجة ماسة.. واعتزم إعطاء الأولوية للوساطة خلال هذه الدورة واكتساب الزخم لهذا الموضوع».