الجيش السوري يهدد بلدات لبنانية حدودية باقتحامها في حال استقبلت نازحين

ناشط سوري لـ «الشرق الأوسط»: الأمن يحضر لجرف منازل مطلوبين في هيت

نساء وفتيات تشاركن في مظاهرة بجبل الزاوية في إدلب أمس
TT

بعد أن كانت القرى اللبنانية الشمالية المتاخمة للحدود السورية ملاذا آمنا للنازحين السوريين، وللأشخاص الفارين من الملاحقة الأمنية والعسكرية، بات سكان هذه البلدات بحاجة إلى ملجأ آمن بعد تكرار الخروقات الأمنية وإطلاق القذائف والرشقات النارية باتجاه منازلهم من قبل عناصر الجيش السوري المنتشرين على طول الحدود، وأحيانا اجتياز هؤلاء الجنود الأراضي اللبنانية إلى مداخل بعض هذه القرى بذريعة مطاردة هاربين أو منشقين.

وتختصر بلدتا النصوب والمونسة في جبل أكروم معاناة القرى الحدودية اللبنانية، لكون الأولى تقع مقابل بلدة هيت السورية، والثانية بمواجهة بلدة البويت، اللتان يطوقهما الجيش السوري من كل الاتجاهات. وفي هذا الإطار أكدت مصادر ميدانية، أن «سكان النصوب والمونسة يتلقون تهديدات يومية من الجنود السوريين، باقتحامهما في حال فتحوا بيوتهم مجددا للسوريين الهاربين باتجاههم وتقديم المساعدات لهم، ويضعونهم في خانة من يؤوي إرهابيين ومطلوبين».

وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «هاتين البلدتين تتعرضان لاستفزازات شبه يومية من الجهة السورية، بحيث أن الجنود السوريين يمارسون ضغوطا نفسية عليهما، عبر إطلاق رشقات نارية ليلا باتجاه البلدتين المذكورتين، وآخر فصول هذه الحرب النفسية إطلاق قنابل صاروخية ليل أول من أمس على وادي سرحان الذي يفصل بين هيت والنصوب، وهو ما أحدث أصواتا قوية زرعت الرعب في نفوس أبناء البلدة اللبنانية وخصوصا الأطفال، واستدعى ذلك إخلاء المنازل المواجهة من سكانها إلى منازل في العمق أقل تأثرا بهذه الأصوات».

وأشارت إلى أن «الجنود السوريين ينفذون انتشارا كثيفا غروب كل يوم ويبدأون بتمشيط الحدود بطولها وعرضها، للحؤول دون تمكن أي نازح سوري من التسلل إلى الأراضي اللبنانية»، لافتة إلى أن «الوضع الأمني والنفسي هذا تعيشه أيضا قرى حنيدر والكنيسة والمجدل في وادي خالد التي ينام أهلها ويستفيقون على شائعات ليس أقلها إمكانية مداهمتها بحثا عن مطلوبين سوريين، وهذا القلق الدائم يدفع الأهالي إلى مطالبة الجيش اللبناني بالوجود الدائم في تلك المنطقة، وزيادة عدده هناك بما يؤمن الحماية الكافية لأبناء هذه البلدات».

أما على صعيد القرى السورية الحدودية فقد أكد ناشط سوري رفض ذكر اسمه، أن «أياما سوداء تنتظر بلدتي هيت والبويت اللتين فرغتا كليا من سكانهما عدا عدد قليل من النساء والطاعنين في السن». وأعلن الناشط لـ«الشرق الأوسط»، أن «أبناء هاتين البلدتين الفارين إلى لبنان يتلقون اتصالات من أقارب لهم في أجهزة الأمن السورية، تتحدث عن تحضيرات تعدها قوات الأمن لجرف عدد من المنازل العائدة لمطلوبين، بعدما تعرضت هذه المنازل في الأيام الماضية للتكسير ونهب أثاثها والمؤن والمواد الغذائية من داخلها». ولم يستبعد الناشط «تنفيذ هذا المخطط (جرف المنازل) بين ليلة وضحاها، وهو أمر ليس غريبا عن سلوكيات النظام السوري وشبيحته الذين لم يتوانوا في يوم عيد الفطر عن مداهمة بلدة هيت وقتل خمسة من أبنائها وجرح العشرات الذين جرى اعتقالهم، قبل أن يعمد الشبيحة إلى إطلاق النار على المواشي وقتلها، وإحراق مزارع للدواجن بكل ما فيها».