العثور على مقبرة جماعية لـ1270 من سجناء أبو سليم قرب طرابلس

الجثث تعرضت لأفعال شنيعة وسكبت عليها السوائل المذيبة لإزالة معالم الجريمة

TT

قال المجلس الوطني الانتقالي الحاكم في ليبيا، ومنظمة حقوقية ليبية تتخذ من جنيف مقرا لها، إنه تم العثور على مقبرة جماعية في العاصمة طرابلس، تضم رفات أكثر من 1270 شخصا قتلتهم قوات العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي، في مذبحة عام 1996 في سجن أبو سليم بالعاصمة. وكانت احتجاجات ارتبطت بمذبحة أبو سليم قد فجرت الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي الشهر الماضي. وفي فبراير (شباط) الماضي تظاهر في مدينة بنغازي أسر سجناء قتلوا في مذبحة السجن الواقع بجنوب طرابلس، للمطالبة بإطلاق سراح محاميهم. وقال المتحدث باسم المجلس الانتقالي، خالد الشريف، في مؤتمر صحافي في طرابلس، إنه تم التأكد من الناحية الجنائية والبحث الأمني أن الجثث للسجناء الذين قتلهم حراس السجن في 26 يونيو (حزيران) عام 1996، بعد احتجاجهم على ظروف المعيشة. وأكد أن «أفعالا شنيعة مورست ضد هذه الجثث التي سكبت عليها السوائل المذيبة لإزالة معالم الجريمة»، قائلا إنه تم اكتشاف المقبرة منذ أسبوعين بناء على معلومات قدمها أشخاص اعتقلوا بتهمة التورط في قتل السجناء. وتقول جماعات حقوقية إن نحو ألفي سجين قتلوا في المذبحة. وأفادت منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان، ومقرها جنيف، التي تبذل جهودا للعثور على ضحايا أبو سليم منذ سقوط طرابلس في أيدي الثوار، أواخر الشهر الماضي، إنها تمكنت من التعرف على مكان مقبرة ضحايا سجن أبو سليم في مدينة طرابلس. وبعد أن أشارت قبل أسبوعين إلى توصلها لمعالم تشير لمكان المقبرة الجماعية، قالت أخيرا إنها تمكنت من تحديد المكان الذي تم فيه دفن قرابة 1270 سجينا سياسيا، «هم ضحايا عملية قتل خارج نطاق القانون».

وقالت المنظمة إنه «بعد مقابلة عدد ثلاثة من الحراس الذين كانوا يعملون بسجن أبو سليم عند حصول المذبحة، تبين أنه قد تم دفن جميع الضحايا الذين قضوا في ذلك اليوم في مقبرة جماعية، تقع مباشرة في المساحة الواقعة بعد عنابر الحبس الانفرادي للسجن المركزي»، وإنه «بعد قرابة أربعة أعوام تم نقل رفات الضحايا إلى موقع آخر خارج السجن». وزادت المنظمة قائلة إنه «وفقا لشاهد عيان، وهو من الحراس وكان موجودا في برج المراقبة رقم أربعة، فإن رفات الضحايا تم نقلها بواسطة جرافة داخل السجن، كانت تقوم بعملية حفر مكان القبر الجماعي وتحمل الجثامين وتضعها في شاحنة كانت تكرر عودتها حتى الانتهاء من عملية النقل، التي استمرت حتى منتصف الليل، ليتم بعد ذلك نقلهم إلى مقبرة أخرى تقع مباشرة خارج أسوار مجمع سجن أبو سليم».