لبنان: حذر شديد يلف البلدات الحدودية الشمالية بعد استهدافها بقصف من الجانب السوري

مصادر ميدانية تتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن تعزيزات للجيش السوري بالدبابات والمدرعات

TT

بقي الحذر والترقب سيدي الموقف على طول الحدود اللبنانية الشمالية، خصوصا في بلدات حلواص والنصوب والمونسة في جبل أكروم، التي تعرضت ليل أول من أمس لقصف عنيف بالقذائف الصاروخية، وإطلاق نار كثيف من الرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش السوري المتمركزة في الجهة المقابلة، عند أطراف بلدتي هيت والبويت السوريتين. كما تعيش بلدات حنيدر والكنيسة والكلخة في وادي خالد، الملاصقة تماما للحدود السورية، حالة مماثلة نتيجة التعزيزات التي يفرضها الجيش السوري في نقاط تمركزه على مسافة قريبة جدا منها.

فبعد ليل السبت - الأحد الماضي والقصف العنيف الذي تعرضت له، ظلت بلدتا النصوب وحلواص شبه خاليتين من سكانهما الذين واصلوا نزوحهم إلى البلدات الأخرى البعيدة بعض الشيء عن مرمى النيران، ولم يتمكن الأهالي من العودة إلى بيوتهم باستثناء زيارات خاطفة لبعض النسوة والمسنين الذين عاينوا الأضرار التي لحقت بمنازلهم جراء القصف وإطلاق النار عليها، وتنظيفها من حطام الزجاج الذي خلفه هذا القصف، وهو ما انسحب على بلدة المونسة التي هجر نصف سكانها منازلهم المواجهة للمواقع السورية.

وأفادت مصادر ميدانية، أن «الأهالي آثروا البقاء خارج بلداتهم في هذه الأيام خشية تجدد إطلاق النار عليها». وأكدت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما زاد من مخاوف أبناء هذه القرى الحدودية التعزيزات التي استقدمها الجيش السوري من دبابات وناقلات جند وذخائر، وتكثيف دورياته على طول الحدود الفاصلة». مشيرة إلى أن «هذه التعزيزات ناجمة عن تخوف الجيش السوري من هجوم محتمل قد يستهدف مراكزه هناك، من قبل بعض الشباب السوري كرد فعل على تهجيرهم قسرا من بيوتهم سواء في بلدات هيت أم البويت أم القصير المتاخمة للحدود اللبنانية، سيما أن معظم أبناء هذه البلدات (السورية) موزعون على بلدات أكروم ووادي خالد وغيرها، علما بأن الجيش السوري برر إطلاقه النار والقذائف على البلدات اللبنانية، بأنه رد على إطلاق نار باتجاه مراكزه من قبل مسلحين مجهولين، كانوا موجودين ليلا أول من أمس في وادي سرحان الذي يفصل بين هيت السورية، وحلواص والنصوب اللبنانيتين».

وأعلن شهود أيضا أن الجيش السوري «قام بتعزيز انتشاره على الحدود الشمالية - الشرقية للبنان، وذلك بعد محاولات عدة قام بها مواطنون سوريون في المنطقة للهروب في اتجاه الأراضي اللبنانية». وأوضحوا أن «التعزيزات تركزت في محيط مدينة القصير السورية وكذلك في المنطقة الواقعة قبالة المعبر الحدودي في بلدة القاع اللبنانية في سهل البقاع».

إلى ذلك، نقل ليل أول من أمس إلى مستشفى «سيدة السلام» في القبيات (شمال لبنان)، الجريحان السوريان خالد رجوب وباسل الحاج حسن، اللذان أصيبا في بلدة القصير السورية وأدخلا إلى لبنان عبر بلدة القاع في منطقة البقاع، وتولت سيارتان تابعتان للصليب الأحمر اللبناني نقلهما إلى المستشفى المذكور.