اتهامات للجيش الإلكتروني السوري باستهداف مواقع إلكترونية «معادية» للنظام

اعتدى على موقعي «نيوزويك» ووزارة الخزانة الأميركية.. وصاحب مدونة أميركية: إيران تقدم مساعدات هائلة

TT

انتقد أميركيون محاولة الجيش الإلكتروني السوري، الذي يعتقد أنه تابع لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، استعمال متطفلين (هاكرز) لاختراق مواقع أميركية، مثل موقع مجلة «نيوزويك»، ونجمة التلفزيون السوداء أوبرا وينفري، ونجمة السينما أنجلينا جولي وصديقها برات بت.

وقالت جوليان يورك، مديرة مؤسسة «إلكترونيك فرونتير»: «لم أرَ في حياتي شيئا مثل ما يسمى الجيش الإلكتروني السوري، الذي يبدو أن فيه أعضاء كثيرين، لكن أعتقد أنهم عدد قليل، لكن نشاطاتهم وتصميمهم كبير، وهذا ما يجعلهم مختلفين عن غيرهم». وأضافت أنهم يقومون بحرب إلكترونية هي الأكثر كثافة في العالم العربي.

ولكن يورك ليست متأكدة ما إذا كان الجيش الإلكتروني جزءا من نظام الأسد، إلا أنها أشارت إلى أن الأسد كان قد حيا هؤلاء الشباب في خطاب ألقاه في يونيو (حزيران) الماضي عندما ظهر الجيش الإلكتروني أول مرة.

وقالت إذاعة «إن بي آر»، الأميركية شبه الحكومية، أمس، إن دفاع الجيش الإلكتروني عن نظام الأسد وهجومه العنيف على معارضيه يمكن أن يكون دليلا على أنه ممول من جانب النظام، وقال مراقبون في واشنطن إن مواقع إلكترونية أميركية رئيسية اشتكت من المتطفلين الهاكرز. وأوضحت تحقيقات قامت بها هذه المواقع أن الجيش الإلكتروني السوري يقف وراءها.

وأيضا، اشتكت وزارة الخزانة من هؤلاء المتطفلين، وقال الخبراء إن موقع الوزارة تم استهدافه «ربما لأن الوزارة كانت أعلنت إجراءات عقابية صارمة ضد الرئيس الأسد وكبار مستشاريه وقادة الجيش السوري».

وقال جوش لانديس، أكاديمي أميركي يكتب في مدونة على الإنترنت عن التطورات في سوريا، إن إيران تقدم مساعدات إلكترونية هائلة للسوريين الذين يقودون حملة الجيش الإلكتروني، وإنه عندما بدأت المظاهرات المعارضة في سوريا كان رد الحكومة السورية هو محاولة إغلاق الاتصالات داخل سوريا وعزل سوريا إلكترونيا عن العالم الخارجي ومنع الصحافيين الأجانب من دخول سوريا، مضيفا أن خبراء إلكترونيين واستخباراتيين إيرانيين ساعدوا في ذلك.

وعن محاولات المتطفلين الهاكرز تخريب مواقع شخصيات أميركية مشهورة مثل موقع أوبرا وينفري، قال لانديس إنها لا تعدو أن تكون أكثر من محاولات متطفلين. وأضاف أن الاعتداء على موقع الممثلة السينمائية أنجلينا جولي ربما سببه أنها تقود حملة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة.

ولاحظ لانديس أن الجيش الإلكتروني السوري يستغل التقسيمات الدينية والطائفية داخل سوريا ويكرر أن هناك مؤامرة ضد المسيحيين السوريين والأقليات السورية الدينية الأخرى ويحذر من الإسلاميين ومن الإرهابيين ويصفهم بأنهم خطر على حزب البعث وعلى النظام العلماني في سوريا وأنه يربط بين الحزب والعلمانية ربطا وثيقا.

وقال ناشط إلكتروني أميركي يدير موقعا من أجل الحرية والديمقراطية في سوريا ويطلق على نفسه اسم ألكسندر بيدج، إنه قبل شهور عندما شن موقعه حملة ضد موقع الجيش السوري ومواقع وزارات سورية تصدى للموقع الجيش الإلكتروني السوري وحاول تشويهه. وأضاف بيدج «هذا بالتأكيد وضع جديد وخطير، هذا مثل حرب إلكترونية، أعتقد أن على الناس فهم ما يجري بأن الجيش السوري الإلكتروني قادر على عرقلة نشاطات النشطاء المعارضين من خلال ما يقوم به».