رئيس مجلس الشورى لـ«الشرق الأوسط»: للمرأة العضوية الكاملة.. وقريبا الإعلان عن التفاصيل

أكد أن المرأة أثبتت جدارتها من خلال عملها كمستشارة غير متفرغة في السنوات الماضية

اللحظة التاريخية التي أعلن خلالها خادم الحرمين الشريفيين مشاركة المرأة في الشورى والانتخابات البلدية (تصوير: خالد الخميس)
TT

أكد رئيس مجلس الشورى السعودي لـ«الشرق الأوسط»، أن عضوية المرأة منحت بالكامل إليها، واصفا خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بالمهم، كما أشار إلى أن مشاركة المرأة في مجلس الشورى تأتي بعدما استشار الملك عبد الله فيه عددا من العلماء في الداخل والخارج، الذين قدموا فيه الرأي والمشورة للملك عبد الله، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لا يمكن تجزؤ عضو عن غيره.

وأبان الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى، أن خادم الحرمين الشريفين ذكر مبررات قرارين هامين، يقضي أولهما بإدخال المرأة كعضو في مجلس الشورى السعودي كامل العضوية، فيما يتعلق بالتصويت، ابتداء من الدورة المقبلة للمجلس، التي ستبدأ في عام 2013، ويعطي الآخر الحق للمرأة للترشح لعضوية المجالس البلدية في مقدمة الخطاب، وبين دورها في الإسلام، وبين الحاجة التي دعت إلى مشاركة المرأة سواء في مجلس الشورى، أو على مستوى الانتخابات البلدية، لكون النساء هن شقائق الرجال، وبين خادم الحرمين الشريفين أن الجانب الشرعي استشار فيه عددا من العلماء في الداخل والخارج، الذين قدموا فيه الرأي والمشورة للملك عبد الله.

وأكد آل الشيخ أن الخطوات التنفيذية التي سيتخذها المجلس إزاء مشاركة المرأة سوف تستكمل في وقت قريب، وأبان آل الشيخ أن المجلس لديه مستشارات بما يقارب 12 مستشارة، وهن يشاركن جلسات الشورى، إضافة إلى مشاركتهن في المواضيع التي تحال لهن، ويحضرن الجلسات عندما يكون هناك موضوع يستحق الحضور، إضافة إلى مشاركتهن في المنتديات التي تتطلب حضورهن.

وذكر رئيس مجلس الشورى أن أمر مشاركة المرأة يتوقف عليه عمل ترتيبات القاعات، وترتيب المكاتب، وتنظيم الدخول والخروج، بحيث يكون دخول الأعضاء من النساء منفصلا.

وبين رئيس مجلس الشورى أنه في الوقت الراهن لا يوجد لمجلس الشورى أي تصور كامل عن جانب الأعداد، في حين عاود التأكيد على أن المستشارات لديهن المداخل الخاصة بهن، ولديهن دور في مواضيع حتى وإن كانت غير أسرية، ويعطين بها الرأي والمشورة.

وتابع: «لقد أثبتت المرأة جدارتها في الدراسة والبحث والمناقشة في كل ما يندرج ضمن اختصاصات المجلس، من خلال عملها مستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى في السنوات الماضية، وفي تمثيلها للمجلس في المحافل البرلمانية النسائية الدولية».

وزاد: «إن مجلس الشورى سيعمل على تفعيل المضامين الضافية التي تضمنها الخطاب الملكي، وسيجعل منها منهاج عمل وخارطة طريق، في دراساته ومناقشاته لمختلف المواضيع المطروحة على جدول أعمال المجلس، أو لجانه المتخصصة».

وأشار الدكتور عبد الله إلى أن سيعلن في الوقت القريب الأمور المتعلقة بكيفية المشاركة والعضوية والتصويت، والأماكن التي ستوجد بها.

إلى ذلك عقد مجلس الشورى اليوم جلسته العادية الثانية والخمسين برئاسة الدكتور عبد الله آل الشيخ، رئيس المجلس، وفي مستهل الجلسة رفع باسم المجلس أبلغ عبارات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، على تفضله بتشريف مجلس الشورى وإلقاء الخطاب الملكي السنوي لأعمال السنة الثالثة من الدورة الخامسة للمجلس، وتتويجه للخطاب بالقرار التاريخي بمشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى عضوا، ابتداء من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية.

وأكد آل الشيخ أن هذا القرار الحكيم يأتي تقديرا لما وصلت إليه المرأة السعودية من درجة عالية في التعليم والكفاءة والخبرة في مختلف التخصصات، وتبوئها الكثير من المراكز القيادية في المجالات التعليمية والصحية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية، وأعطاها حق المشاركة بالرأي في مختلف قضايا الوطن.

وقدر رئيس مجلس الشورى عاليا ما جاء في الخطاب الملكي من مضامين أكدت على الوحدة الوطنية وتعزيزها، وسيعمل على أن تكون ضمن محور اهتمامات المجلس وطروحاته خلال الفترة المقبلة.

في حين قدر الدكتور آل الشيخ حرص خادم الحرمين الشريفين واهتمامه بتنمية الإنسان في هذه البلاد، والعمل على تحقيق مزيد من الرفاهية للمواطن وتحسين ظروفه المعيشية، والعمل على تذليل جميع الصعاب وتسخير الجهود، والأخذ بأسباب الرقي لتحقيق التطور في جميع أرجاء الوطن وفي شتى المجالات.

وأشاد رئيس المجلس بما تضمنه الخطاب الكريم من التأكيد على السياسة الخارجية للمملكة، التي تقوم على أساس العلاقات المبنية على الاحترام والتعاون والحوار والسلام بين الأمم والشعوب، وخدمة القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إلى جانب ترسيخ العلاقات بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واعتبار أمنها جزءا لا يتجزأ من أمن المملكة، وهي سياسة رسمها الراحل المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – وسار عليها أبناؤه من بعده، وهاتان السياستان في الداخل والخارج أثمرتا وطنا متلاحما ومقدرا من دول العالم.

وتطرق إلى أن اختيار خادم الحرمين الشريفين منبر مجلس الشورى لمخاطبة المواطن، وتناول القضايا المهمة ذات الصلة بالشأن الوطني الشامل، يؤكد أهمية دور المجلس وحضوره بوصفه واحدا من المؤسسات المهمة في الدولة التي وجدت الدعم والرعاية، وينتظر منه تقديم ما يواكب هذه التطلعات ويحقق آمال المواطن.