اغتيال قريب للقذافي في انشقاقات داخل قبيلة القذاذفة في سرت

الثوار حاصروا المدينة من الشرق والغرب بمساعدة ضربات «الناتو»

مقاتلون من الثوار الليبيين يوجهون نيرانهم تجاه مناصري القذافي في سرت أمس (أ.ب)
TT

قالت مصادر الثوار في سرت، مساء أمس، إن المعارك الشرسة المستمرة منذ الصباح بين قوات العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي وقوات المجلس الانتقالي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، وسط انشقاقات في أوساط قبيلة القذاذفة التي ينتمي إليها العقيد المخلوع، وإن أحد القتلى هو أحد أقارب القذافي من الدرجة الأولى ويدعى عبد الرحمن عبد الحميد، وأضافت أنه «تم اغتياله على يد عائلة من عائلات قبيلة القذاذفة».

ولم يتسن التأكد من صحة هذه الواقعة من مصدر مستقل، لكن عضو اتحاد شباب ثورة 17 فبراير (شباط)، محمد بوبلين، قال لـ«الشرق الأوسط» من مشارف الجبهة الشرقية لسرت إنه توجد انشقاقات كبيرة داخل قبيلة القذافي، وإن عشرات من «المقاتلين القذاذفة» رفضوا الاستمرار في المقاومة، وألقوا بأسلحتهم، مما أدى إلى مهاجمتهم من قبل كتائب القذافي، دون مزيد من التفاصيل، بسبب صعوبة الاتصالات على الخطوط الهاتفية في ليبيا.

وتقول مصادر لمواطنين فروا من سرت إن المدينة تعرضت لدمار كبير، وإن المستشفيات تفتقر إلى الأدوية والمعدات، مشيرة إلى أن بعض عائلات القذاذفة تمنع أبناء عمومتها من العائلات الأخرى من الفرار من المدينة التي «تحولت إلى مدينة أشباح»، وتعاني من انهيار كبير في إمدادات المياه والكهرباء، بينما توجد جثث ما زالت ملقاة في الشوارع، وإن ضربات حلف «الناتو» أدت إلى تحطيم مقار لمدارس ومشاف كان يتحصن فيها مقاتلون لأنصار القذافي ومعدات عسكرية.

واقتحمت قوات الثوار التابعة للحكومة الانتقالية الليبية، تدعمها الطائرات الحربية التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأطراف الشرقية لسرت، مسقط رأس العقيد المخلوع، أمس، وخاضت معارك شوارع مع الموالين للعقيد الليبي، على بعد نحو كيلومترين من وسط المدينة، واستخدمت قوات الثوار الأسلحة الآلية في المعارك ونقلوا دبابات ومدفعية ثقيلة إلى البلدة، وفقا لشهود عيان من وكالة «رويترز».

كما قصفت دبابات تابعة لقوات الثوار في الجبهة الغربية من سرت مواقع للموالين للقذافي في وسط المدينة. وكان المقاتلون المناهضون للقذافي الذين يتقدمون من الجبهة الغربية قد وصلوا إلى بعد بضعة مئات من الأمتار من وسط سرت يوم السبت الماضي قبل أن ينسحبوا يوم أول من أمس لإفساح المجال أمام الضربات الجوية لحلف «الناتو».

وسبق أن انسحبت قوات الحكومة الانتقالية من سرت وبني وليد، المعقل الآخر المتبقي للقذافي، بعدما ووجهت بمقاومة شرسة من الموالين للقذافي، وحرصا على المدنيين الموجودين بها. وبينما ما زال الحصار مضروبا والمناوشات مستمرة بين الثوار وقوات القذافي في بني وليد، توجهت قوات من الثوار للسيطرة على مدينة أخرى اسمها الغريفة، جنوب طرابلس، كانت تحت سيطرة كتائب القذافي بهدف «تحريرها» وطرد قوات القذافي منها. وصرح المتحدث العسكري باسم المجلس الانتقالي، أحمد باني، بأن عددا من أركان نظام القذافي فروا من مدينة سبها جنوب طرابلس باتجاه النيجر بعد سقوط المدينة في أيدي الثوار.

وجرى، أمس، تشييع جثمان القتلى الذين سقطوا يوم أول من أمس أثناء اقتحام قوات من كتائب القذافي واحة غدامس، جنوب غربي طرابلس. وقال مراسل صحافي محلي إن هدوءا مشوبا بالحذر خيم على غدامس بعد الاشتباكات التي سقط فيها 8 قتلى ونحو 50 جريحا من الجانبين، وسط أنباء عن وجود مقاتلين موالين للقذافي على مشارف الواحة التي تفتقر إلى الإمدادات من طرابلس بسبب بعد المسافة، بينما قالت مصادر من الثوار إن قافلة تابعة للمجلس الانتقالي انطلقت من منطقة الزنتان القريبة الواقعة شمال الواحة، لنجدتها وإمدادها بالمؤن الطبية وحمايتها من خطر «بقايا المرتزقة».