ثوار ليبيا يفتحون طريقا آمنا لعائلات من قبيلة القذافي للخروج من سرت

السيطرة على ميناء المدينة وسط مفاوضات للاستسلام وإلقاء السلاح

TT

واصلت قوات المجلس الانتقالي الليبي حصارها لآخر معاقل النظام الليبي السابق، في جنوب وشرق العاصمة طرابلس، وذلك في مدينة سرت، حيث مسقط رأس العقيد الليبي الهارب معمر القذافي، ومدينة بني وليد ذات الطبيعة الجغرافية المعقدة، في وقت أفادت فيه مصادر من الموالين للقذافي بأن قوات من قبائل الطوارق هاجمت واحات وتجمعات سكنية في جنوب الصحراء الليبية، وسقط قتلى من الجانبين بالقرب من حدود كل من الجزائر غربا وحدود النيجر في أقصى الجنوب. يأتي هذا بالتزامن مع كلمة للقذافي بثتها من مدينة بني وليد إذاعة «الجبل» المحلية، حث فيها أنصاره على استمرار المقاومة، وشدد فيها على أنه لن يستسلم، و«نحن بانتظار الشهادة».

وقالت مصادر في المجلس الانتقالي إن الثوار سيطروا على ميناء سرت أمس، ونقلت وكالة «رويترز» عن القائد الميداني في القوات الموالية للمجلس الانتقالي، مصطفى درديف، أن الثوار تمكنوا من السيطرة على الميناء بعد اشتباكات عنيفة خلال الليلة قبل الماضية. وأضافت أن قوات المجلس استولت على مخبأ للأسلحة تابع لقوات القذافي على الجبهة الشرقية من سرت في حين واصل حلف شمال الأطلسي أمس قصف أهداف في المدينة لليوم الثالث على التوالي.

وأفادت مصادر من قبيلة القذاذفة لـ«الشرق الأوسط» بأن خمسين عائلة على الأقل من القبيلة التي ينتمي إليها القذافي، وتمثل أغلبية سكان سرت، تمكنت أمس من الخروج من المدينة بعد أن كان شيوخ في القبيلة بالمدينة يتصدون لمثل هذه المحاولات. وقالت المصادر، إن الثوار فتحوا طريقا آمنا لخروج تلك العائلات من دون أسلحة، وإن أفرادا من أبناء قبيلة القذاذفة ممن يقاتلون في صفوف الثوار لإخضاع سرت، يشاركون في مهمة البحث عن بعض الشخصيات المطلوب القبض عليها.

ويشارك عدد من القذاذفة المنضمين للثوار في إجراء اتصالات للتفاوض على استسلام المدينة منذ سقوط طرابلس أواخر الشهر الماضي، من أجل حقن الدماء ووقف نزيف الدم. وأضافت المصادر أن الاتصالات جارية من جانب قبيلة القذافي طلبا للهدنة، بعد أن وقع دمار كبير في المدينة التي يتحصن فيها موالون للعقيد الليبي من عائلته وأقاربه، من بينهم نجله المعتصم بالله، مشيرا إلى أن عدم انتظام الاتصالات الهاتفية لشركتي المحمول الليبيتين، جعل الاتصالات تعتمد في معظمها على هواتف «الثريا» التي تعمل بالاتصال بالأقمار الصناعية وغير متاحة لقيادات أخرى من قيادات القبيلة أصبحوا معزولين داخل سرت تحت ضربات الثوار والحصار المفروض على عدة تقاطعات في شرق المدينة ووسطها.

وصرح القائد الميداني في الجبهة الشرقية، وسام بن حميد، بأن أغلب أهالي سرت موافقون على التسليم. وأضاف أن الثوار يقتربون من الوصول إلى وسط المدينة، وأن المجموعات التي تتحصن داخل سرت هم «أعداد بسيطة ممن تورطوا في الدماء»، لكن الرائد جاد الله، أحد المسؤولين عن تنسيق الجبهة الشرقية لسرت، قال عبر الهاتف إن «بعض القادة الميدانيين يتخوفون من اللجوء لحرب شوارع داخل سرت إذا لم يحدث استسلام».

وتقول مصادر من الموالين للعقيد الليبي، من قبيلة القذافي، إنها متمسكة بالمقاومة، وإن القوات التي تدافع عن المدينة كبدت قوات الثوار خسائر فادحة، خاصة من الناحية الشرقية، وإن من بين القتلى القائدالميداني صلاح ابو بكر آمر كتيبة الجبل وهو من درنة, وقتل برصاص قناص مما يسمى بـ«أفراد الشعب المسلح».

وعلى جبهة بني وليد المستعصية بسبب صعوبة تضاريس المدينة التي تقول المعلومات، إن سيف الإسلام نجل القذافي يقود المقاتلين فيها، أفاد مصدر ان العقيد سالم الطوير الرئيس السابق للمجلس العسكري لمدينة الخمس قد قتل مع أربعة من الثوار الآخرين بعد تعرضهم لقذيفة هاون من كتائب القذافي ما أدى أيضا الى جرح 11 آخرين.

وتراجعت قوات الثوار عن مواقع سبق وأن سيطرت عليها في الأيام الماضية، بعد قيام الموالين للعقيد الليبي باستهداف تجمعات للثوار ونصب أكمنة لإمدادات كانت قادمة من الشمال لمساندة الثوار، منها رتل للثوار كان قادما من منطقة مزدة وجرى استهدافه في كمين بمنطقة تسمى المششية وقتل من كان فيه دون ذكر تفاصيل إضافية.

وصرح مسؤول في المركز الإعلامي لمدينة زوارة بأن مجموعات من الثوار والمعدات توجهوا إلى جبهة بني وليد قادمين من عدة مناطق منها صبراتة والزنتان، وأن مجموعات أخرى توجهت إلى غدامس وسبها للتصدي لبقايا كتائب القذافي.

وذكرت مصادر من أنصار القذافي في مدينة بني وليد أن طائرات حلف الناتو قصفت أمس المدينة واستهدفت فندق الزيتونة في وسط بني وليد، إضافة إلى قلعة بلخير، مشيرة إلى أن القصف خلف دمارا كبيرا، دون أن يشير إلى وقوع ضحايا من كتائب القذافي أو المدنيين.

وقال العقيد أحمد باني، المتحدث العسكري باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، إنه عثر في سبها على مواد ذات علاقة بالأسلحة الكيميائية، مشيرا إلى أن خبراء دوليين وصلوا منذ مدة إلى ليبيا للمساعدة في التعاطي مع هذه المواد المكتشفة، بينما قال عبد المنعم حريشة، المسؤول في المجلس عن منطقة سوق الجمعة بطرابلس، إنه تم أمس إرسال مزيد من المساعدات والتبرعات لمؤازرة المواطنين الليبيين في سبها.

وقال عدنان ماقورة، منسق «ائتلاف 17 فبراير» بمدينة غدامس التي تعرضت لهجوم من قوات القذافي قبل يومين، إن سرية دعم من الثوار وصلت أمس قادمة من مدينة القلعة في يفرن، وإن حشودا من أهالي غدامس استقبلوا الثوار استقبالا حافلا.