الخارجية المصرية تبدد مخاوف المحجبات في العمل بالسلك الدبلوماسي

نفت أن يكون هناك تمييز ضد اختيار الأقباط

TT

بموجب مسابقة أعلنت عن عقدها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تستعد وزارة الخارجية المصرية لاستقبال أولى الدفعات من الملحقين الدبلوماسيين بعد ثورة 25 يناير، وسط مفارقة غريبة متمثلة في وجود مخاوف لدى فئتين مختلفتين من الشباب المصري، تجعلهم مترددين في التقدم للالتحاق بالمؤسسة الدبلوماسية المصرية، الفئة الأولى هي الفتيات المحجبات، اللاتي يرين أن غطاء رؤوسهن سيكون عائقا أمام هذا الطموح، في حين ترى الفئة الثانية وهي من الأقباط أن فرصها محدودة بحكم ما يعتبرونه تمييزا يمارس ضدهم في مختلف المؤسسات المصرية على مدار العقود السابقة.

هذه المخاوف لدى الفتيات المحجبات والشباب القبطي تعززها من الناحية العملية لغة الأرقام، فمن بين تسعمائة وخمسين دبلوماسيا مصريا يمثلون قوام الجهاز الدبلوماسي ليس من بينهم سوى 23 قبطيا فقط في مختلف الدرجات. ورغم أن الخارجية المصرية تعد من أقدم المؤسسات الدبلوماسية في الشرق الأوسط التي عرفت تمثيل المرأة وكانت الدكتورة عائشة راتب أول سفيرة عربية، فإنه من النادر أن ترى من بينهن محجبة، فضلا عن أن عدد المحجبات لا يتجاوز أصابع اليد، ما جعل هذا الانطباع يترسخ مع مرور الوقت بأن عرفا قد استقر بعدم وجود المحجبات داخل السلك الدبلوماسي.

«الشرق الأوسط» تحدثت إلى المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية وسألته عما إذا كان الحجاب قيدا على من تريد الالتحاق بالسلك الدبلوماسي، وكذلك عن فرص الأقباط في مسابقة الملحقين الدبلوماسيين القادمة. فقال: «غير صحيح بالمرة، وهذا ليس نمط وزارة الخارجية في تقييم المتقدمين، وهناك عدد من الزميلات الدبلوماسيات محجبات وبعضهن من دفعتي، وقد يكون حدث في حالات نادرة أن كان للجنة الاختبار الشفهي أو أحد أعضائها ملاحظات على المظهر العام، وهو أحد مقومات الدبلوماسي، إضافة إلى أشياء أخرى كثيرة، وليس شرطا أن تكون الملاحظة أن المتقدمة محجبة، فعلى العكس قد تكون الملاحظة أن ملابسها قصيرة أكثر من اللازم. وعلى المستوى الشخصي أنا زوجتي محجبة، ومن قبل التحاقي بالخارجية وعندما كنت في جنيف كان معنا زميلة محجبة، وكانت تشغل وظيفة سكرتير ثان، وقد دخلت الوزارة محجبة ونقلت إلى جنيف وهي محجبة».

أما في ما يتردد عن اضطهاد أو ممارسة تمييز في حق الأقباط الذين يتقدمون للالتحاق بالسلك الدبلوماسي، فقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية: «نحن لا نقبل فلانا لأنه قبطي وفلانا لأنه مسلم، ومكتب وزير الخارجية يضم في أعضائه زملاء أقباطاـ ولكن انضمامهم كان لكفاءتهم وليس لأنه قبطي، وهناك زملاء أقباط في مواقع متميزة في الكثير من بعثاتنا الدبلوماسية بالخارج»، مؤكدا أنه «على جميع الشباب أن يتقدموا للاختبارات ويثقوا في أنفسهم وفي قدراتهم وأن الكفاءة هي أساس الانتقاء بينهم».