والدة زينب الحصني غير متأكدة من أن ابنتها على قيد الحياة

منظمتا العفو الدولية و«هيومان رايتس ووتش» تطالبان بدخول سوريا للتحقيق في مزاعم التعذيب

TT

قالت والدة زينب الحصني، الشابة التي ظهرت على التلفزيون السوري أول من أمس تكذب خبر مقتلها، بعد أن كان الأمن قد سلم ما ادعى أنها جثتها المقطعة والمشوهة لأهلها، أنها ليست متأكدة من أن الفتاة التي ظهرت على التلفزيون هي ابنتها.

وأعربت والدة زينب في تصريحات لتلفزيون «العربية»، عن أمنيتها بأن تكون ابنتها لا تزال على قيد الحياة وأن تكون الجثة التي تسلمتها ودفنتها لفتاة أخرى، خاصة أنها كانت مقطوعة الأيدي والرأس ومن الصعب التعرف عليها. وأضافت «أشك أن البنت التي كانت على التلفزيون هي ابنتي وإن كانت فمن إذن تلك التي أعطوني إياها ومع ذلك أتمنى أن تكون ابنتي على قيد الحياة». وروت الوالدة أن الأمن سلم جثة الفتاة وقال إنها ابنتها وأجبرها على التوقيع على ورقة تقول إن عصابة إرهابية هي من قتلها.

من جهتها، أصدرت منظمة العفو الدولية في لندن ومنظمة هيومان رايتس ووتش بيانا مشتركا أمس، عبرتا فيه عن أسفهما لـ«عدم الدقة في التعرف» على جثمان امرأة سورية ظهرت في التلفزيون السوري بعد إعلان وفاتها الشهر الماضي. وكانت المنظمتان قد تبنتا قصة زينب في بيان سابق.

وأعلنت المنظمتان أمس أنهما تحققتا من المعلومات الخاصة بشأن زينب الحسني «من مصادر متعددة ومستقلة». وقالت منظمة العفو إنها نشرت نشرتها الإخبارية بعد التحدث إلى أحد أشقاء الحسني، فيما قالت هيومان رايتس ووتش إنها تحدثت إلى والدتها وأقاربها الآخرين. وقال البيان المشترك «يبدو الآن أن عائلة زينب لم تتعرف على الجثمان الذي قدم لهم بسبب أضرار شاملة في الجثمان». ودعت منظمة العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش السلطات السورية بالسماح لهما بدخول البلاد دون تأخير للتحقيق في ذلك «وحالات أخرى مزعجة» تم إبلاغهما بها. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، انتشرت قصة هذه الشابة التي باتت رمزا لضحايا القمع الذي يمارسه نظام بشار الأسد، في كل أنحاء العالم بعد إعلان منظمات دولية لحقوق الإنسان العثور على جثتها مقطوعة الرأس ومقطعة الأوصال. وقالت الشابة التي قدمها التلفزيون على أنها زينب في المقابلة «هربت من البيت لأن إخوتي كانوا يضربونني. ولا يعرف أهلي المكان الذي اختبئ فيه». ولم تتمكن عائلتها من الاتصال بها بعد ظهورها على التلفزيون.

وكانت منظمة العفو الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تنتقد قتل المعتقلين في سوريا، وثقت في 23 سبتمبر حالة زينب الحصني (18 عاما) التي اعتقلت في حمص (وسط) وعثرت عائلتها على جثتها المشوهة. وكانت منظمة العفو ذكرت سابقا أن رجالا بثياب مدنية خطفوا الشابة في 27 يوليو (تموز) للضغط على ما يبدو على شقيقها محمد (27 عاما) الذي كان يشارك في تنظيم التظاهرات في حمص. وفي 13 سبتمبر، استدعي ذووهما إلى مستشفى عسكري لتسلم جثة محمد الذي اعتقل أيضا، وتعرض على ما يبدو للتعذيب وتوفي في الاعتقال. عندئذ عثروا على جثة فتاة قيل لهم إنها جثة زينب لكن لم يسمح لهم بتسلمها إلا بعدما وقعوا وثيقة تفيد أن «عصابة مسلحة» قتلت ولديهما. وكانت جثة الفتاة التي خالوها زينب مقطوعة الرأس ومقطعة الأوصال ومسلوخة الجلد، كما ذكرت منظمة العفو ومنظمات دولية أخرى غير حكومية.