قوى سياسية تنتقد تغطية التلفزيون المصري للأحداث وتطالب بإقالة وزير الإعلام

أجهزة الأمن تقتحم قناتي «25» و«الحرة» وتحطم الكاميرات وتصادر أشرطة الفيديو

TT

بينما قامت أجهزة الأمن المصرية يرافقها بضعة من رجال القوات المسلحة باقتحام مقري قناة «25» وقناة «الحرة» ووقف بثهما على خلفية تغطيتهما لأحداث «ماسبيرو» التي وقعت الليلة قبل الماضية، انتقدت القوى السياسية المصرية وشباب الثورة التغطية التي قدمها التلفزيون المصري لأحداث العنف في «ماسبيرو»، وقالت إنها ذكّرتهم بتغطية الأحداث في بداية ثورة 25 يناير (كانون الثاني) قبل أن يتنحى الرئيس السابق، حسني مبارك، في 11 فبراير (شباط) الماضي، مطالبة بإقالة وزير الإعلام، أسامة هيكل.

وكان أحد المذيعين في التلفزيون المصري، أمس، قد ناشد المصريين بالنزول إلى الشارع لحماية قوات الجيش، التي قال إن المتظاهرين يطلقون عليهم النار، وإن هناك العديد من الضحايا من الجنود. كما تصدر نشرة أخبار التلفزيون المصري مساء أول من أمس، الأحد، خبر عاجل نصه: «المصابون يؤكدون استخدام المتظاهرين الأسلحة النارية أمام (ماسبيرو)».

ووصف الدكتور محمد أبو الغار، رئيس مجلس أمناء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، الإعلام المصري في تناوله قضية «ماسبيرو» بـ«الكاذب والمنافق والمتخاذل»، مطالبا، خلال مشاركته في مؤتمر الوحدة الوطنية الذي عقد بالقاهرة، أمس، بإقالة أسامة هيكل وزير الإعلام فورا، بعدما سمح للتلفزيون المصري بدعوة المسلمين، أمس، للنزول إلى الشارع ومساندة الجيش في التصدي للمسيحيين.

وطالبت الإعلامية والناشطة السياسية جميلة إسماعيل، بوقف الخدمة الإخبارية في التلفزيون المصري من اليوم لحين وضعها على الطريق الصحيح، والتصدي لتحريضه المتعمد للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين.

كما اتهم بيان لاتحاد شباب الثورة، التلفزيون المصري بتأجيج نيران الفتنة وبث أخبار مغلوطة واللعب على أوتار مشاعر الشعب المصري لإشعال فتيل الفتنة الطائفية واستضافة والاتصال بشباب لا ينتمون للثورة للتحدث على أنهم من شباب الثورة وهو ما أدى إلى وصول صورة خاطئة عن تلك الأحداث. لكن وزير الإعلام، أسامة هيكل، قال إن المصريين في أشد الحاجة للوحدة الآن أكثر من أي وقت مضى، مناشدا جميع وسائل الإعلام إلى التعامل مع أحداث «ماسبيرو» بحكمة شديدة، مشيرا إلى أن أحداثا كثيرة مرت على مصر في الماضي وتم التعامل معها بحكمة، مطالبا جميع الإعلاميين بتحمل مسؤولياتهم تجاه الحدث وأن لا ينزلقوا وراء العواطف وإثارة الفتن.

وقال هيكل في اتصال هاتفي مع القناة «الأولى» بالتلفزيون المصري، مساء أول من أمس، الأحد: «إننا لم نقل إن فئة بعينها ارتكبت هذه الأحداث، ولكننا أمام أحداث شغب ارتكبها بعض المصريين، ولا نعلم من هم بالتحديد، وإنما يجب أن يخضع هذا الأمر إلى تحقيق فوري»، مشيرا إلى أن «حق التظاهر مكفول للمواطنين، ولكن من دون قطع الطرق أو إتلاف ممتلكات الدولة».

من جهة أخرى، قامت أجهزة الأمن المصرية يرافقها بضعة من رجال القوات المسلحة باقتحام مقري قناة «25» وقناة «الحرة» ووقف بثهما، على خلفية تغطيتهما لأحداث «ماسبيرو» التي وقعت الليلة قبل الماضية.

وقالت نسمة الخطيب، كبير المعدين في قناة «25»، لـ«الشرق الأوسط»، إن العاملين بالقناة فوجئوا أثناء قيامهم بتغطية أحداث «ماسبيرو» بعشرات من مجندي الأمن المركزي يرافقهم ضابط أمن مركزي وآخر من القوات المسلحة يقتحمون مقر القناة المجاور لمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون في «ماسبيرو» ويقومون بتحطيم كاميرات التصوير وشرائط الفيديو المسجلة عن الأحداث، بالإضافة إلى ضرب العاملين الأقباط الموجودين داخل القناة ضربا مبرحا، مرددين أن الأقباط قتلوا زملاءهم المجندين أمام مبنى «ماسبيرو».

وأضافت الخطيب أن القناة كانت تستضيف القس فلوباتير جميل، راعي كنيسة العذراء بفيصل بالجيزة، وفوجئت بعملية الاقتحام، فقام العاملون بالقناة بإخفائه داخل دورة المياه لحمايته وضمان عدم الاعتداء عليه، مشيرة إلى أن المجندين أخبروها ومذيعة برنامج «التوك شو» الرئيسي في القناة، شيرين الصياد، بعدم اعتزامهم الاعتداء عليهما كونهما مسلمتين، وأنهم على استعداد لإخراجهما خارج مقر القناة بسلام. وأكدت كبير المعدين في قناة «25» أن إدارة القناة قررت وقف بث برامجها احتجاجا على عملية الاقتحام وإلى حين تقييم حجم الخسائر وحصر أشرطة الفيديو التي تم تحطيمها ومصادرتها.

وفي السياق ذاته، أفاد شهود عيان أمام القناة أن رجال الأمن والقوات المسلحة قاموا باقتحام القناة للحصول على شرائط الفيديو الخاصة بالأحداث، التي تثبت بالدليل القاطع قيام إحدى مدرعات الجيش بصدم المتظاهرين وقتل نحو 8 أشخاص منهم سحقا تحت عجلات المدرعة، وهو ما دفع المتظاهرين إلى إعطابها والتعدي على المجندين الذين كانوا بداخلها ثم إحراقها.

كما قامت الأجهزة الأمنية ورجال القوات المسلحة باقتحام مقر قناة «الحرة»، التي تقع في الطابق الأعلى من قناة «25»؛ حيث إنها تستأجر الاستوديو الخاص بها من شركة «فيديو كايرو» المملوكة لصاحب قناة «25»، وقام المجندون بتحطيم أدوات وكاميرات التصوير وكذلك أشرطة الفيديو دون التعدي على أي من العاملين فيها مثلما حدث مع العاملين بقناة «25».