القس فليوباتير: أردتها مسيرة سلمية لا دموية.. والجيش تعامل معنا بعنف كبير

قال لـ«الشرق الأوسط» إن دعوته كانت تطالب بحل جذري لمطالب الأقباط

القس فليوباتير («الشرق الأوسط»)
TT

أكد القس فليوباتير جميل، كاهن كنيسة العذراء بالقاهرة، أنه لم يكن يتوقع أن تكون دعوته للشباب القبطي واتحاد شباب ماسبيرو (القبطي) للخروج بمسيرة من منطقة «دوران شبرا» إلى منطقة «ماسبيرو» أول من أمس تحت مسمى «يوم الغضب النبيل»، أن تتحول إلى اشتباكات دموية يقع فيها ما يقارب 25 قتيلا و300 جريح.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «حينما دعوت لهذه المظاهرة كنت أعتقد بوجود عقلاء ومسؤولين يمتلكون الحس السياسي القادر على أن يتعامل مع غضب الشباب بنوع من ضبط النفس والحنكة، واتحاد شباب ماسبيرو لم يكن ينوي الاعتصام، بل كانت مجرد مسيرة سلمية لساعات لاعتراضهم على ما يحدث ضد الأقباط».

وأضاف: «الذي حدث أنه فور وصول المسيرة السلمية إلى ماسبيرو تم اتخاذ القوة المفرطة مع الشباب، وبدأ العنف ضدهم بالعصي والهراوات ثم السحل والدهس باستخدام المدرعات التي كانت تسير على سرعات عالية وسط المتظاهرين لتسقط أكبر عدد منهم، والدليل على ذلك وجود إحدى المدرعات مقلوبة بجانب كوبري 6 أكتوبر لأن سائقها أخذ المنحنى على سرعة عالية ما أدى إلى انقلابها».

واستنكر فليوباتير الموقف الصارم والسريع الذي اتخذ ضد شباب الأقباط، قائلا: «في الماضي كانت الأمور يكون فيها تهدئة وحوار، حيث كان يأتي إلينا المسؤولون ويتحدثون مع الشباب في محاولة لامتصاص غضبهم والوصول إلى تهدئة، ولكن الذي حدث بالأمس أن العنف تم مباشرة عقب وصول المسيرة دون سابق إنذار».

وأكد فليوباتير أن المسيرة كانت تطالب بحل جذري لثلاث نقاط أساسية، هي إقالة محافظ أسوان من منصبه بعد فشله في احتواء الأزمة، ومحاسبة شيخ المسجد الذي أشعل الفتنة بشهادة المحافظ نفسه، وإصدار قرار بإعادة بناء كنيسة «ماريناب» بذات الترخيص القديم.

ويشير فليوباتير من ناحية أخرى إلى أن احتواء ملف الأقباط بات أكثر صعوبة حاليا، قائلا: «بعد أحداث يوم الغضب النبيل الذي تحول إلى مجزرة، أصبح هناك انفجار في الشارع القبطي، وبينما كانت تسير الأمور في الماضي في نهج التهدئة باتت اليوم تسير في نهج التصعيد وأصبح الوضع أكثر تعقيدا»، نافيا أن يكون قد حدث أي اتصال من نوعه ما بين أعضاء من المجلس العسكري أو رئاسة الوزراء منذ اندلاع الاشتباكات أول من أمس وقيادات اتحاد شباب ماسبيرو.

وعما إذا كانت أحداث ماسبيرو قد تدفع بالأقباط إلى مقاطعة الانتخابات البرلمانية المقبلة كرد فعل لها كما يتردد، رفض فليوباتير ذلك بقوله: «مقاطعة الانتخابات البرلمانية ستكون رد فعل سلبيا لا يليق ولن يجدي في شيء، ونحن لنا صوت ومن حقنا أن نفعله».

وكشف فليوباتير أنه مستعد للمثول أمام القضاء بعد أن تقدم أحد المحامين أمس ببلاغ ضده للنائب العام يتهمه فيه بالتحريض على الفتنة الطائفية، قائلا: «من يملك مستندات تؤيد ما يقوله في حقي فليعرضها، فأنا أثق في القضاء المصري وعدالته، وحينما دعوت إلى المسيرة فقد كانت بهدف سلمي للتعبير عن مطالبنا المشروعة، وهي حق المواطنة في دولة مدنية».

وكشف أن إعلان قداسة البابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية، الصيام لمدة 3 أيام متتالية هو ذو مغزى معين، قائلا: «نحن مؤمنون بالله وحينما تغلق أبواب الأرض في وجوهنا نلجأ إلى أبواب السماء وهو ما أردناه بإعلان صيامنا لمدة 3 أيام حتى يرفع الله الغمة عن مصر».

يذكر أن شهر مارس (آذار) الماضي كان تاريخ بداية ظهور اتحاد شباب ماسبيرو على الساحة السياسية على خلفية هدم كنيسة الشهيدين في قرية صول بأطفيح بضاحية حلوان (جنوب القاهرة)، حيث جاءت فكرة تأسيس الاتحاد وقت الاعتصام الذي قام به شباب الأقباط اعتراضا على هذه الحادثة و«وفقا لمعتقدات وقناعات يؤمن بها شباب الأقباط» كما يقول سامح سعد عضو مؤسس في الاتحاد لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا: «نحن مؤمنون بعدالة قضية الأقباط وضرورة إقامة دولة مدنية حقيقية تحفظ حقوق كل المصريين».

ويوضح عضو الاتحاد أن اختيار منطقة ماسبيرو للتظاهر والاعتصام وأيضا كمكون أساسي في اسم الاتحاد جاء لدلالة خاصة يعتنقها الشباب القبطي، قائلا: «اختيارنا لماسبيرو وليس ميدان التحرير الذي شهد أحداث ثورة 25 يناير (كانون الثاني) جاء لفضح الإعلام الحكومي المضلل والفاسد الذي باع قضيتنا ويذيع دوما الأكاذيب ويقوم بالتعتيم على الحقائق، لهذا أردنا في اعتصامنا ومظاهراتنا أن نواجهه وجها لوجه».

ونفى سامح أن يكون الاتحاد له أي علاقة بالكنيسة المصرية وعلى رأسها قداسة البابا شنودة. قائلا: «نحن كيان سياسي ولسنا كيانا دينيا، وحينما وقفنا أمام ماسبيرو كنا نريد حقوقنا السياسية في المواطنة ولم نكن نقيم الصلوات الدينية، ولا علاقة لنا بأي من رجال الكنيسة».