محمد قحطان: الغرب له الدور الأكبر في حماية الشعوب العربية من تسلط أبناء جلدتها

رئيس الدائرة السياسية للإصلاح في اليمن لـ«الشرق الأوسط»: مستعدون للذهاب للانتخابات المبكرة حالما تتحرر المؤسسات العسكرية والأمنية من سيطرة النظام

TT

أكد محمد قحطان، رئيس الدائرة السياسية في التجمع اليمني للإصلاح والناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك، أن المعارضة اليمنية مستعدة للذهاب إلى الانتخابات المبكرة في أي وقت، شريطة ما سماه «تحرير المؤسستين العسكرية والأمنية، ومؤسسات المال» من هيمنة نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقال قحطان في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» إن الحسم الثوري السلمي هو الخيار المرجح في اليمن، لأن النظام لن يتخلى عن السلطة طائعا مختارا حسب تعبيره. وقال قحطان إن المسار السياسي كان من أسباب تأخر الحسم في اليمن، لأن المعارضة حريصة على أن لا تنجر إلى العنف في انتقال السلطة. وأضاف قحطان إن ثورات الربيع العربي عملت على تغير العلاقة التقليدية بين الإسلاميين والغرب نحو الإيجاب، وأكد أن الغرب هو الذي كان له الدور الأكبر في حماية الشعوب العربية من بطش أبناء جلدتها حسب قوله. وأكد قحطان أن العشرين سنة المقبلة سيكون لها دور حاسم في تحديد شكل العلاقة بين الشرق المسلم والغرب المسيحي بالإيجاب أو السلب. وذكر قحطان أن منح جائزة نوبل للسلام هو رسالة واضحة ومؤشر على تغير نظرة الغرب للشعوب العربية بعد ثورات الربيع العربي.

وفي مايلي نص الحوار:

* تعرض عليكم السلطة اليوم الذهاب إلى انتخابات مبكرة تشرف عليها حكومة أنتم تشكلونها، وبرقابة دولية، ولا يترشح فيها الأخ رئيس الجمهورية ولا ابنه.. ماذا تريدون في المعارضة أكثر من ذلك؟

- نحن نقول إن هناك شرطا أساسيا وموضوعيا لإجراء أي انتخابات ويتمثل بتحرير المؤسستين العسكرية والأمنية ومؤسسات المال والاقتصاد من الهيمنة العائلية، لتصبح مؤسسات وطنية بكل معنى الكلمة، فور أن يتحقق ذلك، فاللقاء المشترك سيكون جاهزا لخوض أي انتخابات عامة.

* هناك من يطرح أن النظام في اليمن ليس بدموية النظامين السوري والليبي. بل على العكس، رموز النظام تعرضوا لعمل إرهابي طالهم في مسجد الرئاسة، وبالتالي فالضحايا من الطرفين، وعلى اليمنيين لملمة جراحهم والاتفاق فيما بينهم؛ ماذا تقول المعارضة؟

- المعارضة أدانت كل أعمال العنف وطالبت بلجنة تحقيق دولية في كل حوادث وجرائم العنف، بما في ذلك حادثة دار الرئاسة، والنظام هو من اعترض على ذلك، وأما مسألة كونه أقل من نظامي السوري والليبي فلا أظن ذلك، وما قد يوجد من مؤشرات يوحي بمعنى السؤال الذي أشرت إليه إنما مرده إلى أمرين؛ أولا الشعب اليمني شعب مسلح، والثاني تعقل المعارضة الزائد وحرصها الشديد على تجنب الدماء.

* ألا تلاحظ أن الرئيس صالح لا تزال لديه قاعدة شعبية عريضة من الصعب تجاهلها، وهذا ما يحتم الذهاب إلى الحل السياسي وليس «الحسم الثوري»؟

- يستطيع أي نظام باستخدام آلية الدولة حشد مجاميع من البشر حوله، وفي ما فعله ويفعله النظامان السوري والليبي شاهد على ذلك.

* هناك تسريبات عن خطة لاتفاق سياسي على أساس المبادرة الخليجية من ثلاث نقاط: تفويض النائب بالحوار مع المعارضة والتوقيع على المبادرة الخليجية والذهاب لانتخابات مبكرة بنهاية 2011، وإعادة هيكلة القوات المسلحة. ما حقيقة هذه التسريبات؟

- لقد أفشل صالح كعادته تفويضه لنائبه وما كان قد تم الاتفاق عليه بما في ذلك النقاط الواردة في السؤال.

* يبدو أن هناك عجزا واضحا عن حسم المعركة بين السلطة والمعارضة بالأسلوب العسكري أو حتى بالزحف على المنشآت الحكومية؛ ألا يهدد عدم الحسم بانقسام البلاد، في ظل وجود قوى أخرى لها أجندة مختلفة مثل «القاعدة» والحوثيين وبعض العناصر القبلية؟

- نحن لا نراهن لا من قريب ولا من بعيد على الحسم العسكري، وتنادي قيادات الجيش وقيادات قبلية لحماية المتظاهرين لا يعني أبدا الأخذ بالخيار العسكري، فالثورة اليمنية انطلقت سلمية وستظل سلمية وستسقط بسلميتها نظام صالح.

* لماذا برأيك تأخر الحسم الثوري في اليمن؟

- جزء من تأخر الحسم الثوري يعود إلى المسار السياسي الذي طال الأخذ والعطاء فيه، والجزء الآخر ربما يعود إلى حرص المعارضة على تجنب محاولة صالح الزج بالبلاد في أتون العنف.

* إذا تحدثنا عن حزب الإصلاح في إطار اللقاء المشترك؛ هل يسعى الإصلاح إلى رئاسة الحكومة أو رئاسة الجمهورية في المرحلة المقبلة؟

- الإصلاح جزء من اللقاء المشترك، ومعالجة حجم الدمار الذي خلفه صالح في البلاد يتطلب تضافر الجهود الوطنية لـ15 سنة مقبلة على الأقل، وأي طرف سياسي يظن أن بمقدوره منفردا التصدي لهذا الإرث الهائل من الدمار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي فهو واهم، وجميع أطراف المشترك ومعهم الإصلاح يدركون هذه الحقيقة جيدا، ويبنون استراتيجيتهم على استمرار العمل المشترك وتوسيعه؛ فمن دون برنامج وطني للبناء والتنمية يحظى بتأييد قاعدة واسعة داخل المجتمع ودعم دولي وإقليمي لن يكون بمقدور اليمن أن ينهض من كبوته.

* ما حقيقة المواجهات التي دارت بين القبائل المؤيدة للقاء المشترك والحوثيين في الجوف، التي راح ضحيتها المئات حسب مصادر قبلية؟

- ما حصل يشبه أي خلافات قبلية، وقد بذلت جهود ومساع قبلية لوقف المواجهات.

* هناك اتهامات مبطنة من بعض قوى المعارضة لبعض الدول الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية، بدعم نظام الرئيس صالح.. ما حقيقة هذه الاتهامات؟

- ما نأخذه نحن كمعارضة سياسية على أشقائنا في المملكة والخليج هو أنهم باستثناء دولة قطر لم يعلنوا بوضوح من هو الطرف الذي رفض التوقيع على المبادرة ولم يدينوه، وأما بعض ردود الفعل الشعبية فمردها بصورة أساسية إلى إعلام النظام الذي بث فيضا إعلاميا واسعا ومضللا يصور فيه الأشقاء في المملكة العربية السعودية وكأنهم طرف في الصراع الداخلي يقف إلى جانب صالح وعائلته ضد الآخرين.

* ترددون كثيرا أنه لا خطر على الوحدة اليمنية من انهيار النظام في اليمن، مع أن الشواهد تشير إلى أن الانهيار المفاجئ للنظام يعني الانفصال، في ظل إصرار قيادات جنوبية على مبدأ فك الارتباط، وفي ظل وجود انقسام فعلي حاليا حيث انفصلت صعدة بإدارة حوثية وأبين تحت سيطرة الجماعات المسلحة ومحافظات أخرى شبه منفصلة؛ ألا تدركون خطورة الوضع؟

- نحن على يقين بأن الثورة خلقت مناخا إيجابيا للشراكة الوطنية، وهي قادرة بإذن الله على بناء الدولة اليمنية الحديثة على قاعدة اللامركزية والمواطنة المتساوية والنظام السياسي التعددي، الذي سيصون جميع حقوق جميع اليمنيين وسيمكن جميع المكونات السياسية والاجتماعية من المشاركة السياسية بصورة تلقائية ودونما عنف.

* يقول النظام إنكم إنما تستغلون الشباب للقفز على السلطة والانقلاب على الشرعية، ما مدى صحة ذلك؟

- يتوهم نظام صالح أن له شرعية، وكثيرا ما يتحدث عنها عملا بمقولة اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، وحقيقة الأمر أنه ليس له أدنى شرعية، فالانتخابات مزورة وشرعية الإنجاز تقضي عليها أرقام الفقر والبطالة والأمية وتدني المستوى المعيشي للمواطنين ومليارات الدولارات التي نهبها هو وشلته الفاسدة من قوت المواطنين وعرقهم ومن مساعدات وقروض الأشقاء والأصدقاء للشعب اليمني.

* يبدو أن الغرب والإقليم لم يروا فيكم بعد البديل المناسب لنظام صالح.. ولذلك يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى فيما يخص الوضع اليمني، ما مدى صحة ذلك في ظل مخاوف غربية وإقليمية من انهيار الوضع الأمني مما يهيئ لـ«القاعدة» العمل بشكل أوسع؟

- ربما يصدق السؤال على بعض الدول دون أخرى، ولكن بصورة عامة أستطيع القول إن دول الإقليم والدول المانحة عموما أبانت عن رأيها بوضوح؛ بأنها مع حق اليمنيين في التغيير، وقد يكون مرد التلكؤ إلى الخوف من تفجر حالة العنف في اليمن بصورة تستعصي على الاحتواء، هذا من جهة ومن جهة أخرى الوعود التي أطلقها صالح مرارا وتكرارا، وعندما يقول: «أنا هذه المرة سأنقل السلطة.. سأوقع على المبادرة.. سأفوض نائبي بالتوقيع... إلخ».

* هناك تغير إيجابي ملحوظ في العلاقة بين الإسلاميين والغرب خلال السنوات الأخيرة توج بالتعاون في إطار ثورات الربيع العربي بشكل عام. كيف تنظرون في التجمع اليمني للإصلاح لتغير صورة الغرب لدى الدوائر الإسلامية والوجدان المسلم بشكل عام؟

- لدي يقين بأن ثورات الربيع العربي قد غيرت كثيرا من المفاهيم التي كانت سائدة في الفترات الماضية؛ فقد شاهد ملايين الشباب العربي والمسلم كيف أن أنظمتهم تتجه لقتلهم في الوقت الذي كان فيه الصوت الغربي أقوى الأصوات التي ارتفعت للمطالبة بحماية الدم العربي والمسلم من تسلط وجبروت أبناء جلدتهم، كما كان للضغوط الغربية الدور الأساس في إنجاح الثورات العربية. أنا متأكد من تشكل ثقافة جديدة ستنشأ فيها الأجيال الجديدة بنظرة مختلفة للغرب عما كان سائدا لدى الأجيال التي عايشت الاستعمار أو الأجيال التي تربت على يد الأجيال التي عايشت الاستعمار، وعانت من ويلاته خلال القرنين الماضيين. هناك تغير واضح، وأتوقع أن يكون لمواقف الشعوب العربية انعكاسات إيجابية لدى الشعوب الغربية. في الماضي كانوا عندما يتحدثون عن العربي يقدمون للحديث عنه بصورة الجمل كرمز للعربي البدوي والمتخلف، واليوم الوضع مختلف. هناك نوع من الإعجاب بالنماذج التي تقدمها الشعوب العربية لنيل حريتها وكرامتها.. والبيئة اليوم مهيأة وصالحة لتغيير الانطباعات السالبة عن العربي والمسلم في الوجدان الغربي. ومع ذلك فلا ينبغي أن يكون لدينا أوهام بأن الأمور ستسير بصورة إيجابية خالية من المشكلات والمعضلات. والنخب التي ستحكم مستقبلا هي التي سوف تحدد طبيعة العلاقة التي ستكون بين الشرق العربي المسلم والغرب المسيحي إن جاز التعبير، وسوف سيكون للعشرين سنة المقبلة دور حاسم في تحديد شكل العلاقة بين الطرفين من خلال تصرف النخب الجديدة التي ستحكم في الشرق العربي والتصرف المقابل لدى الغرب، نأمل أن تسير الأمور بشكل جيد، مع أننا نتوقع صعوبات، وكما نقول في المثل اليمني، فإن «مخرب غلب ألف بناء». وفيما يخص التغيرات التي طرأت على حركات الإحياء الإسلامي، أعتقد أن هذه الحركات التي انخرطت في العمل السياسي تخلت الآن عن الكثير من أوهام نظريات التآمر التي كانت تحكم نظرتها للأمور في الماضي، وكلما مارست هذه الحركات العمل السياسي بشكل أكبر تشكل لديها وعي جديد، مغاير لوعيها أثناء مراحل الوعظ والإرشاد.

* هناك من يطرح أن ثورة الشباب العربي ليست موجهة ضد أنظمة الحكم وحدها، ولكنها نوع من صراع الأجيال، وقد تكون ثورة داخل إطار الحزب الواحد فيما بين أجياله المختلفة. هل سيكون هناك نوع من صراع الأجيال داخل التجمع اليمني للإصلاح بعد الثورة؟ هل سيحدث لديكم ما حدث في مصر عندما دعا الشباب إلى حزب سياسي جديد بعيدا عن سيطرة الحرس القديم؟

- مع تحفظي على مصطلح «الحرس القديم»، فإنني أقول إن هناك ما يمكن تسميته «استحقاقات الجيل». فالجيل الأول ما لم يدفع نحو انتقال سلس للقيادة بكل معانيها الشاملة، فإن مشكلات لا بد أن تنجم. ونحن سنبحث في المؤتمر العام الخامس للإصلاح الذي سيعقد بعد الثورة إن شاء الله، والذي أجل للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، سنبحث إحداث تغييرات بنيوية عميقة تتناسب مع متطلبات تبادل الأجيال أو تداول القيادة بين الأجيال، وهو مفهوم أكثر عمقا من تبادل السلطة في إطار الجيل الواحد، لأنه تبادل عميق البنية، وهو يحدث على الأغلب كل أربعين سنة، وأنا أعتقد أننا لسنا في معزل عن هذا، وقد طورنا كإصلاح بنية لامركزية، وبعض المحافظات تعاطت إيجابا مع مسألة تبادل الأدوار بين الأجيال. وأعتقد أنه ما لم يقم الإصلاح بخطوات جادة في هذا الشأن خلال المؤتمر العام الخامس، فإن الإصلاح هو الخاسر، مع يقيني أن قيادة الإصلاح تعي أهمية هذه القضية، وتسعى للتعاطي معها.

* كثيرا ما يتهم الإصلاح - ضمن تيارات إسلامية أخرى - بأن إيمانه بالديمقراطية مجرد ذر للرماد في العيون، بمعنى أنه يؤمن بها وسيلة للوصول إلى السلطة، وإذا ما حصل على ما أراد، فإنه سوف ينقلب على الديمقراطية التي أوصلته إلى السلطة. ما تعليقك على هذه المسألة؟

- السؤال مهم جدا، والنزوع للتمسك بالسلطة نزوع لا يُنكر، والإسلاميون على محدودية التجارب ليسوا بدعا من الناس، يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم، وهم ليسوا بعيدا عن البيئة التي تجعل التمسك بالسلطة عادة متبعة. والحديث عن النوايا حديث غير صحيح. يجب أن نعمل على إيجاد أوضاع معينة لا تسمح لأي طرف بالانفراد بالسلطة، وذلك من خلال مرتكزين أساسين في هذا الشأن: الأول يتمثل في السعي الجاد لتحييد مصادر القوة في المجتمع، وأقصد بهذه المصادر الجيش والمال والإعلام، وإذا تم تحييد هذه الوسائل فسوف ننحو بعيدا عن هذه البيئة المتخلفة التي تنتج ثقافة الانفراد بالسلطة، ولكي نخرج من تقاليد هذه البيئة، فلا بد من تحييد هذه المصادر المذكورة بالشكل الذي يجعل العملية الديمقراطية تمشي بشكل تلقائي دون اعتساف أو تكييف من قبل من يملك أي مصدر من مصادر القوة المذكورة. وأما المرتكز الثاني فيتحدد بتطوير النظام الانتخابي اليمني بما يتلاءم مع متطلبات ألا ينفرد طرف بعينه بالسلطة في البلاد، حتى ولو حاز هذا الطرف أغلبية الأصوات أو أغلبية مقاعد البرلمان. أعتقد أن النظام الانتخابي الألماني من أفضل النظم في هذا الشأن. هذا النظام تشكل بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا نتيجة خوف الألمان وحلفائهم بعد الحرب من أن تؤدي العملية الديمقراطية إلى سيطرة طرف بعينه يتصرف فيما بعد كما تصرف هتلر، قام الألمان بتطوير نظام انتخابي لا يسمح بالسيطرة المطلقة لطرف بعينه على السلطة، وهناك تفاصيل فنية في هذا الشأن مجملها أن هذا النظام يقوم على المزاوجة بين النظام النسبي والفردي في التصويت، بما يحتم ضرورة التحالف بين أكثر من طرف للوصول إلى السلطة، مع وجود طرف يكون هو الأغلب بالطبع. ونحن في اليمن قمنا بزيارة لألمانيا وكنت ضمن الوفد الذي ذهب إلى هناك للاطلاع على التجربة الألمانية في هذا الصدد، وقد ذهبنا في «المشترك» إلى اعتماد هذا التوجه مع مراعاة الخصوصية اليمنية لصياغة النظام الانتخابي في اليمن بعد الثورة.

* هناك من يصنفك على أنك ضمن صقور الإصلاح، في وقت يُصنف آخرون في الإصلاح ضمن الحمائم، يدعم ذلك بعض التصريحات النارية التي تطلقها بين الحين والآخر.. ما مدى صحة هذا التصنيف؟

- لم يُبقِ لنا النظام أي إمكانية لأن ننقسم إلى صقور وحمائم. فممارساته جعلت حتى المستقلين مع الجميع في حالة ثورية واسعة. الشعب اليوم ثائر، وفي الثورة لا توجد تصنيفات من مثل «صقور وحمائم»، فالكل ثائر، والكل في حالة من الثورة التي لا تتلاءم مع هذا التصنيف.

* حصلت الناشطة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام، وهي المرة الأولى التي تُمنح فيها امرأة عربية هذه الجائزة. ماذا يعني ذلك لكم، وخصوصا أن كرمان تنتمي سياسيا للتجمع اليمني للإصلاح؟

- منح توكل كرمان هذه الجائزة مؤشر إيجابي لاتجاه العلاقة بين الشرق المسلم والغرب المسيحي اتجاها يعكس التعايش الحضاري وحوار الحضارات بدلا من المفاهيم التي كانت سائدة خلال الفترات الماضية، التي تعكس صراع الحضارات وتخندقها. وبما أن توكل امرأة مسلمة محجبة ومنتمية للإصلاح، وقد منحت هذه الجائزة، فهذا يؤشر على أن هناك تغيرا في رؤية الغرب نحو العالم الإسلامي. وهي رسالة واضحة للثورة السلمية في اليمن وللثورات العربية السلمية ضمن ما بات يعرف باسم «الربيع العربي»، تؤكد هذه الرسالة على أن الغرب لا يقف في تقييماته على حدود الأشكال والمظاهر والأجناس. ومنح هذه الجائزة لامرأة محجبة يعني أن الغرب لا ينظر للحجاب كشكل أو صورة، ولكنه ينظر لما مثله من يحمل هذه الجائزة من قيم تتسق مع حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية وحقوق المرأة، بعيدا عن تصنيفات من هي محجبة ومن هي غير محجبة. وعلى كل فإن الرسالة جميلة للعرب والمسلمين والثورات العربية والمرأة العربية على وجه الخصوص.

* ما توقعاتكم لمستقبل اليمن، هل الحرب الأهلية واردة؟ هل الاتفاق السياسي؟ هل الحل الثوري عن طريق الجماهير؟

- الحل الثوري الجماهيري السلمي المسنود بجهد سياسي من المجتمع الدولي ومن الأشقاء والأصدقاء هو الذي سيسود في نهاية المطاف.

* أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استعداده التخلي عن السلطة خلال أيام، ألا يشكل ذلك تطورا ملحوظا؟ وكيف تنظرون إلى خطاب الرئيس السبت الماضي؟

- نحن عبرنا أكثر من مرة أن النظام إنما يسعى لكسب المزيد من الوقت، وأنه ليست لديه النية الحقيقية لنقل السلطة بشكل سلمي، ونحن في المعارضة لا نريده أن يسلمنا السلطة، كل ما هو مطلوب من الرئيس صالح أن يسلم السلطة لنائبه حسب المبادرة الخليجية. ولكنه مع ذلك يماطل ويناور دون أن يكون لديه توجه حقيقي لنقل السلطة إلى نائبه والبدء في متطلبات المرحلة الانتقالية. وما خطابه الأخير إلا محاولة مكشوفة للتأثير على المشاورات التي تدور في مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن.