ممثل المجلس الوطني في موسكو لـ«الشرق الأوسط»: وفد «المعارضة الداخلية» يمثل الحكومة السورية

وفد سوري برئاسة قدري جميل يلتقي مسؤولين في الخارجية الروسية لتقديم شكره على «الفيتو» في مجلس الأمن

TT

أعرب ممثل لجنة دعم الثورة السورية وممثل المجلس الوطني السوري في روسيا، محمود الحمزة، عن دهشته تجاه استقبال موسكو لوفد «المعارضة الداخلية السورية» الذي قال إنه يمثل الحكومة وليس المعارضة السورية. وأكد أن الكثير من الشخصيات المعارضة في سوريا رفضت الانضمام إلى، وذكر منهم كلا من ميشيل كيلو وطيب تيزيني وعارف دليلة.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال الحمزة، إن قدري جميل «هو ابن للنظام السوري، وسبق وأعلن أكثر من مرة عن معارضته للانتفاضة الشعبية الوطنية السورية»، مشيرا إلى أن تركيبة الوفد تسيء إلى المعارضة الداخلية في الوطن.

وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قد التقى أمس وفد المعارضة السورية برئاسة قدري، بمبنى الوزارة في موسكو، بحسب ما ذكرت قناة «روسيا اليوم». وذكرت القناة أن قدري يتولى قيادة «اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين»، وأن الاجتماع ناقش آفاق الحوار السوري الداخلي والوضع في البلاد. وأفاد مراسل القناة بأن الاجتماع كان مغلقا.

وكان ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث باسم الخارجية الروسية، أعلن الأربعاء الماضي، أن موسكو ستستضيف وفدين من زعماء المعارضة السورية، من الداخل، وآخر من المجلس الوطني الذي تم تشكيله في إسطنبول، الشهر الحالي، في إطار جهود التوصل إلى إنهاء العنف في البلاد من خلال التفاوض.وقال الحمزة عن زيارة وفد المعارضة الخارجية الذي قالت موسكو الرسمية إنها في سبيل دعوته، إن المسؤولين الروس أبلغوه رسميا بهذه الدعوة لزيارة موسكو، لكنهم لم يؤكدوا على المستوى الذي سوف يستقبل الوفد نظرا لأن موسكو لم تعترف رسميا به. وقال إن المجلس الوطني يعكف على دراسة هذه الدعوة معربا عن أمله في أن يكون الاستقبال على المستوى المناسب الذي يتفق ومكانة المجلس في أوساط المعارضة السورية.

وأشار بيان رسمي، صدر عن وزارة الخارجية الروسية بعد لقاء بوغدانوف بوفد المعارضة الداخلية في موسكو، أنه «جرى تبادل معمق للآراء حول الأوضاع في سوريا وسبل الخروج من الأزمة الراهنة وتشكيل النظام السياسي الاجتماعي». وأشار البيان إلى أن هذا اللقاء الذي قالت مصادر مطلعة إنه لم يستمر أكثر من خمس وعشرين دقيقة، تناول استعراض المواقف المبدئية للجانب الروسي تجاه تسوية الأوضاع في سوريا، وإعرابه عن استعداده لمواصلة الجهود النشيطة الرامية إلى تنظيم حوار سياسي متعدد الأطراف بين السلطات السورية وممثلي القوى السياسية الأخرى في البلاد بكل أطيافها. وتضمن البيان أيضا سردا لما قاله ممثلو المعارضة السورية حول «رفضهم الحاسم لما وصفوه بالحركات الشعبية في سوريا ومحاولات التدخل الخارجي والاستفزازات والعنف الذي يستهدف الدفع بسوريا إلى النزاع بين أبناء الوطن الواحد وإنهم يعربون عن استعدادهم للحوار مع السلطات والتنسيق مع ممثلي المجموعات المعارضة الأخرى ممن يقفون معهم على أرضية وطنية لصالح الاستجابة لطموحات الشعب السوري نحو حياة كريمة في دولة ديمقراطية عصرية واحدة».

وكان ممثلو المعارضة عقدوا مؤتمرا صحافيا في أعقاب لقائهم المسؤول الروسي عادوا فيه إلى تأكيد امتنانهم لمواقف موسكو تجاه الجهود الرامية إلى بلوغ التسوية والاستقرار. ومن جانبه أعرب قدري جميل رئيس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين ورئيس الوفد عن شكره للجانب الروسي، مشيرا إلى أن الفيتو الذي فرضته موسكو على قرار مجلس الأمن ضد سوريا يفتح الطريق أمام الحوار الوطني. وكان جميل أشار في أعقاب لقائه ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد، إلى أنهم قدموا إلى موسكو «ليقولوا شكرا على هذا الفيتو»، مضيفا أن «الحقيقة تكمن في أن الروس حالوا بهذا الشكل دون التدخل الخارجي في الشأن السوري وفتحوا الطريق أمام الحوار ووفروا الضمان لحماية المدنيين في سوريا». وفي حين تنتظر موسكو قرار المجلس الوطني السوري حول الزيارة المرتقبة، أشارت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إلى أن وفدا حكوميا سوريا سوف يصل إلى موسكو للمشاركة في اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة.