إطلاق اسم القيادي المعارض مشعل تمو على شارع رئيسي في منطقة عفرين

ناشطون يتداولون عبارة «سجّل.. أنا كردي» تكريما لمشاركة الأكراد في الانتفاضة السورية

TT

أعلنت تنسيقية منطقة عفرين للثورة السورية صباح أمس، في بيان تم تداوله على موقع «فيس بوك»، أن ناشطي المنطقة قرروا تسمية أحد الشوارع الرئيسية باسم المعارض الكردي مشعل تمو الذي تمت تصفيته في القامشلي نهاية الأسبوع الفائت. وتشهد المدينة، التي تتبع إداريا محافظة حلب وتبعد عها نحو 63 كلم شمال غربي سوريا وتقطنها أغلبية كردية، الكثير من المظاهرات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد، كان أكثرها زخما بعد إعلان خبر مقتل تمو، الذي اغتالته شبيحة النظام السوري، وفقا للمعارضة السورية.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة «سجّل.. أنا كردي»، في إشارة إلى مطلع قصيدة الشاعر الكبير محمود درويش «سجّل.. أنا عربي»، تكريما للأكراد الذين قدموا وفقا لأحد الناشطين «أحد أبرز قياداتهم الشهيد مشعل تمو على طريق حرية سوريا وكرامتها».

وكان مقتل تمو يوم الجمعة الفائت، الذي أطلق عليه الناشطون اسم «جمعة المجلس الوطني يمثلني» قد أشعل الشارع الكردي، إذ خرج في تشييعه نحو 50 ألف متظاهر هتفوا ضد نظام الأسد وطالبوا بمحاكمته. ويرى مراقبون أن انتفاضة الأكراد بدأت بشكل فعلي بعد أن كانت مشاركتهم تقتصر على بعض المناطق والقرى البعيدة.

ويعد تمو من أهم القيادات الكردية الناشطة في الشأن السوري العام والكردي بشكل خاص، وهو يحظى باحترام كل شرائح المجتمع السوري. ويتحدر بأصوله إلى منطقة الدرباسية شرق سوريا، وكان مقيما في مدينة القامشلي حيث يعمل كمهندس زراعي، وهو أب لستة أبناء.

وأسس تمو مع بعض النشطاء السوريين ما عرف بـ«لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا»، إضافة إلى تأسيسه منتدى «جلادت بدرخان الثقافي» في مدينة القامشلي، حيث تمت مناقشة مواضيع «تهم الشأن الكردي على وجه الخصوص والسوري بشكل عام، حتى تم إغلاقه»، وعرف تمو كمثقف وسياسي وكاتب كردي متميز.

إلا أن المحطة الأبرز في مسيرة تمو كانت في تأسيسه في عام 2005 مع مجموعة كردية شبابية «تيار المستقبل الكردي في سوريا»، وهو مشروع تحديثي سياسي وثقافي من حيث الفكرة والتطبيق، وقد طرح نفسه بقوة بعد أحداث 12 مارس (آذار) الدامية في مدينة القامشلي.

وتأتي تسمية شارع في منطقة عفرين باسم تمو عرفانا وتقديرا لتضحياته والحراك الذي قام به على الساحة الكردية خاصة. وكان تمو اعتقل في 15 أغسطس (آب) 2008، وأصدرت محكمة الجنايات الأولى في دمشق حكما بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بحقه بتهم «النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة». ولم تحُل السنوات الثلاث والنصف التي قضاها تمو في السجن دون متابعة نشاطه المعارض، فخرج من السجن في الثامن من يونيو (حزيران) الفائت ليلتحق بصفوف المتظاهرين، معلنا مطالبته بإسقاط النظام.