سرت.. مدينة شهدت بداية القذافي ونهايته

كان يأمل أن تكون عاصمة للولايات المتحدة الأفريقية

الزعيم الليبي معمر القذافي في مناسبات وازياء مختلفة (أ.ف.ب)
TT

في حين كانت مدينة سرت الليبية تشتهر، على مدار 42 عاما من حكم العقيد الليبي معمر القذافي، بأنها المدينة التي ولد بها قائد الثورة الليبية، وأصبحت منذ أشهر آخر معاقله الحصينة.. تحولت المدينة أمس إلى المكان الذي شهد نهاية عهد، ناء به وانقلب عليه أبناء ليبيا منذ فبراير (شباط) الماضي.

وتعد مدينة «سرت»، التي أعلن المجلس الوطني الانتقالي أن العقيد معمر القذافي قتل بها أمس الخميس، كبرى مدن المنطقة. وكان المجلس الذي يمثل الثوار، الذين أطاحوا بنظام القذافي في 23 أغسطس (آب) الماضي ينتظر سقوط هذه المدينة الاستراتيجية (360 كلم شرق طرابلس) لإعلان «تحرير ليبيا تماما».

وفي 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، أي بعد ستة أيام من نهاية المهلة التي تركتها السلطات الليبية الجديدة أمام قوات القذافي لإلقاء السلاح، شن مقاتلو المجلس الوطني هجوما على تلك المدينة بدعم من غارات الحلف الأطلسي. وقد ولد معمر القذافي في ضواحي سرت، وهي ميناء صيد بحري وتجاري معروف منذ القرون الوسطى، في يونيو (حزيران) 1942. وأنشأ القذافي في مدينته مركز مؤتمرات كبيرا وحديثا يتناقض مع بساطة الهندسة المحلية في بقية أنحاء المدينة.

وفي 1999 استدعى القذافي القادة الأفارقة إلى سرت لإقناعهم بأن يتخلوا عن منظمة الوحدة الأفريقية، ويحولوها إلى الاتحاد الأفريقي الذي كان يريد أن يكون أول من يترأسه.. لإقامة الولايات المتحدة الأفريقية وعاصمتها سرت.

وفي سبيل ذلك، أسس مركز المؤتمرات «واغادوغو» الضخم والفخم والذي يحمل اليوم آثار المعارك الضارية بين الثوار والقوات الموالية للقذافي.. حيث تم تفجير كل فتحاته الزجاجية والتوى سقفه المعدني من شدة القصف.

وطال الدمار كل شيء في المدينة؛ من قصر القذافي الذي سوي بالأرض بفعل غارات الحلف الأطلسي، حتى الطريق السريع المحاذي للبحر الذي تتناثر فيه أنقاض البنايات المدمرة بفعل القصف المدفعي.

وكانت سرت تضم نحو 120 ألف نسمة، قبل المعارك الطاحنة التي دفعت بآلاف الأشخاص إلى الفرار منها. وهي المدينة الممتدة على طول الساحل المتوسطي بين البحر والصحراء، والمتكونة من شوارع طويلة وضيقة تتخللها متاجر صغيرة وفنادق متواضعة أصبحت اليوم مدمرة.