كلينتون علمت بمقتل القذافي عندما شاهدت جثته عبر هاتف جوال

جدل في واشنطن حول معرفتها مسبقا بقرب نهايته

كلينتون وقد بدت عليها الدهشة بعد معرفة مقتل القذافي
TT

بينما احتجت روسيا على ما قالت إنه دور طائرات حلف الناتو في قتل العقيد الليبي معمر القذافي أول من أمس، شهدت واشنطن أمس مناقشات بين سياسيين وصحافيين حول دور الحلف في قتل القذافي، وحول معرفة هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، مسبقا بقرب نهاية القذافي.

ونقلت تلفزيونات أميركية صورا لكلينتون، وهي في باكستان، تقول بصوت عال، وقد ظهرت علامات الدهشة واضحة على وجهها: «واو» (يا للدهشة)، عندما قدمت لها هوما عابدين، مساعدتها الأميركية المسلمة، تليفونا ذكيا من نوع «بلاك بيري»، وعليه صورة جثة القذافي.

ونقل تلفزيون «فوكس» الأميركي أسئلة وأجوبة بين كلينتون ومراسله المرافق للوزيرة، حيث سألها المراسل: «ما رأيك في قتل القذافي؟»، وأجابت: «نحن جئنا، نحن شاهدنا، وهو توفي». وسألها: «هل زيارتك لليبيا (قبل الوصول إلى باكستان) لها أي صلة بمقتل القذافي»، فقالت مازحة: «لا»، ثم أضافت بأن الرد الصحيح هو: «أنا واثقة بأن للزيارة صلة» بمقتل القذافي.

وبينما كان صحافيون يحيطون بالوزيرة ومساعدتها، تكررت أسئلة أخرى من الصحافيين، وقالت الوزيرة: «ربما نحن لسنا متأكدين. هناك كثير من التقارير صدرت في الماضي حول القبض على القذافي». وأضافت: «أخبار القبض عليه تكررت في الماضي».

وكانت كلينتون، قبل باكستان، زارت ليبيا، وقابلت كبار المسؤولين فيها. وفي مؤتمر صحافي، أعلنت تقديم مساعدات تقدر بعشرة ملايين دولار، من جملة مساعدات تصل إلى 135 مليون دولار. وقالت: «أنا فخورة بأنني أقف هنا على أرض ليبيا الحرة. الولايات المتحدة فخورة بالوقوف معكم في الكفاح من أجل الحرية. ونحن سوف نواصل الوقوف معكم وأنتم تواصلون هذه الرحلة». ونقلت مصادر أميركية أن كلينتون قالت، وهي في ليبيا، إنها تتمنى لو أن القذافي «سيسقط قريبا جدا». وقالت مصادر أخرى إنها قالت «سيقتل قريبا». لكن، أمس، رفض المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن يؤكد ذلك.

وقال مراقبون في واشنطن إن النقاش يدور حول ما إذا كانت الوزيرة تعرف، وهي في ليبيا، أن ساعات بقيت قبل القبض على القذافي أو قتله، خاصة أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) كانت تتابع، عن طريق أقمار فضائية وطائرات «درون» (من دون طيار) حصار مواقع المعارضة الأخيرة في سرت.

في وقت لاحق، أعلن حلف الناتو أن طائراته قصفت سيارات تابعة لمؤيدي القذافي وهي تهرب من مدينة سرت، مع زيادة ضغط الثوار عليهم. وقال متحدث باسم السلاح الجوي الفرنسي أول من أمس إن طائرات فرنسية قصفت رتل السيارات. غير أن متحدثا باسم حلف الناتو قال أمس إن الحلف لم يكن يعرف أن القذافي في الرتل.

وقال المراقبون في واشنطن إن معرفة أو عدم معرفة كلينتون مسبقا بقرب نهاية القذافي له صلة بانتقادات صدرت أمس من موسكو عن دور حلف الناتو في قتل القذافي. وقال سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إنه لا بد من التحقيق في قتل القذافي لمعرفة إذا كان في الإمكان إنقاذ حياته. وأضاف الوزير: «نريد أن نعرف مدى التزام الناتو بالقوانين الدولية عن الحرب وأسرى الحرب». وقال: «كان خطأ قتل القذافي».