منح الدراسة للفقراء.. ودعم المراكز والبحوث والجامعات.. سمتان في حياة الأمير سلطان

من بينها مركز عالمي موجه للعاملين في الإعاقة البصرية

الأمير سلطان بن عبد العزيز مع الأمير نايف بن عبد العزيز في إحدى المناسبات الأمنية («الشرق الأوسط»)
TT

حرص الأمير سلطان على التبرع للكليات والجامعات والكليات التخصصية، خاصة التي تهدف إلى خدمة البحث العلمي، مع الدعم السنوي لآلاف المنح الدراسية والموجه لأبناء الأسر المستفيدة من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية أو لجنة رعاية السجناء، والمفرج عنهم وأسرهم، والمتعافين من الإدمان، ومن الأيتام.

وقال الدكتور أحمد يماني مدير جامعة الأمير سلطان في الرياض إن الجامعة تتلقى سنويا مئات المنح التي يتم دفعها، من قبل مؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز الخيرية، وتحرص الجامعة أن يحصل عليها المميزون من أصحاب الدرجات العليا في الثانوية العامة، شريطة أن يكون المتقدم من المحتاجين، إضافة إلى أن الجامعة تلقت دعما من قبل الأمير سلطان قبل 3 أعوام بتبرع بنحو 130 مليون ريال.

وكان آخر تبرع للأمير سلطان دعمه السخي بمبلغ 60 مليون ريال لإنشاء كلية الأمير سلطان بن عبد العزيز لذوي الإعاقة البصرية بالمنطقة الشرقية ليكون حلقة جديدة ضمن سلسلة أعمال الخير التي يتبناها ويدعمها في أرجاء الوطن حيث تهدف الكلية إلى توفير فرص التعلم والتدريب لذوي الإعاقة البصرية وإعدادهم وتأهيلهم من خلال الدراسات الجامعية لسوق العمل، وتمليك ذوي الإعاقة البصرية مهارات الحياة بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وزيادة الثقة في أنفسهم.

وتهدف الكلية إلى سد العجز الكبير الذي يواجهه المجتمع السعودي والمجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة، في مجال توفير الخدمات التعليمية والتدريبية لذوي الإعاقة البصرية، حيث تعتبر الكلية الوحيدة على مستوى الشرق الأوسط.

وتتميز الكلية بعدة خصائص تجعلها في مصاف نظيراتها من الكليات العالمية، التي تعنى بذوي الإعاقة البصرية، الإمكانيات الكبيرة أحدث الوسائل التقنية التي تساعد في توصيل المادة التعليمية لذوي الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى بيئة تعليمية تفاعلية لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية في التغلّب على إعاقة أبنائهم والاعتماد على أنفسهم.

وتمثل رؤية كلية الأمير سلطان لذوي الإعاقة البصرية في توفير البيئة المثلى التي تساعد ذوي الإعاقة البصرية على التغلب على إعاقتهم والمشاركة في المجتمع، أما رسالتها فتتمثل في إعداد ذوي الإعاقة البصرية وتأهيلهم بما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم والانخراط في المجتمع وتحقيق طموحاتهم في الحياة، وتنحصر الأهداف في توفير فرص التعلم والتدريب لذوي الإعاقة البصرية، وإعداد ذوي الإعاقة البصرية للدراسات الجامعية والانخراط في سوق العمل.

وتكمن أهمية الكلية في سد العجز الكبير الذي يواجهه المجتمع السعودي والمجتمع العربي والإسلامي بصفة عامة في مجال توفير الخدمات التعليمية والتدريبية لذوي الإعاقة البصرية، كما تعد إضافة نوعية للمساهمات العالمية في هذا المجال.

وتحرص الكلية في تقديم خدماتها على أن تسهم في تغطية المحتاجين في جميع مدن ومناطق السعودية، وحتى على مستوى الدول العربية والإسلامية.

وسيكون للمعاقين من الخريجين بعد تخرجهم الحصول على فرص عمل كثيرة وفي مختلف المجالات التي يمكن أن ينخرط فيها ذوو الإعاقة البصرية حيث عملت كليات مماثلة للكلية في الدول المتقدمة، من تأهيل ذوي الإعاقة البصرية للالتحاق بوظائف سوق العمل ونجحت الكلية في تأهيلهم للالتحاق بأكثر من 46 مجالا في سوق العمل.

وهذه المجالات تشمل ليس فقط الوظائف الإدارية ولكن كذلك بعض الوظائف المهنية مثل مجال العلاج الطبيعي، بالإضافة إلى المجالات التي تحتاج إلى قدرات ذهنية والتي يستطيع أن يقوم بها ذوو الإعاقة البصرية كغيرهم من أفراد المجتمع، ومن هنا نستطيع أن نستنتج أن فرص العمل متاحة ولكن المشكلة تكمن في تأهيل ذوي الإعاقة البصرية وتمليكهم للمعارف والمهارات التي تتطلبها الوظائف في سوق العمل.

وحرص الأمير سلطان على التبرع وبشكل منتظم في كليات وجامعات السعودية وفي الخارج وذلك ضمن اتفاقيات مبرمة بين مؤسسته الخيرية وتلك المؤسسات التعليمية، وفي مقدمتها جامعة الخليج العربي، والاتفاقية مع كلية دار الحكمة، واتفاقية التعاون مع جامعة الأمير سلطان للسياحة، وكلية إدارة الأعمال. وتواصل برنامج المؤسسة للمنح البحثية والذي تعددت محاوره ليشمل عددا من الجامعات العربية والأجنبية، وكان البرنامج قد انطلق قبل نحو 15 عاما بالتعاون مع جامعة الخليج العربي وبلغ عدد المستفيدين من هذه الاتفاقية حتى نهاية العام المنصرم 630 طالبا وطالبة في مجال التربية الخاصة والرعاية والتأهيل للمعاقين.

وأولت مؤسسة سلطان دعم المؤسسات العلمية والتعليمية أهمية خاصة، وذلك بعد النجاح المتميز الذي حققه مشروع المؤسسة الرائد والمتمثل في مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بالخبر، وواصلت المؤسسة برنامجها في تحديث وتطوير المؤسسات العلمية والتعليمية القائمة ومن ذلك ما تم تقديمه من دعم لجامعات الملك سعود والأمير محمد بن فهد والأمير فهد بن سلطان، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، وتبني إنشاء المكتبة المركزية للكتب الناطقة بوزارة التربية والتعليم - التربية الخاصة.

وبالتوازي مع جهود المؤسسة في مجال برامج المنح الدراسية، تم تقديم دعم مالي وعيني ولوجيستي، وتبني إنشاء عدد من المنشآت العلمية والبحثية ومنها منحة المؤسسة لجامعة الملك سعود والتي بلغت 30 مليون ريال تخصص لاستقطاب باحثين موهوبين في مجالات علمية وتطبيقية متخصصة وساهمت المؤسسة في توجه لإقامة شراكة علمية بين جامعة الملك سعود وجامعة ميزوري للعلوم والتقنية الأميركية والتي تقترن باتفاقية تعاون مع المؤسسة، كما قدمت المؤسسة منحة قدرها 10 ملايين ريال لدعم تأسيس جامعة الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية.

كما قدمت المؤسسة منحة مالية قدرها 15 مليون ريال دعما لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، إلى جانب تقديم دعم سنوي للمركز قدره مليون ريال، ودشنت المؤسسة العام المنصرم برنامجا محليا للكراسي العلمية بالتعاون مع عدد من الجامعات في مقدمتها جامعة الملك سعود، كما استفادت الجامعة من اتفاقية التعاون المبرمة بين المؤسسة وجامعة ميزوري للعلوم والتقنية الأميركية حيث تم عقد اتفاقية شراكة تعليمية تشمل برامج للدراسات العليا والتبادل المعرفي ونقل التقنية.

وفي الجانب السياحي حرص الأمير سلطان على دعم منطقة عسير جنوب السعودية من خلال تبرعه بـ20 مليون ريال لإنشاء أول كلية تعنى بالسياحة بهدف توطين الوظائف السياحية، وخلق فرص عمل موجهة لسوق العمل.

وجاءت فكرة إنشاء كلية متخصصة في السياحة والإدارة من أجل تحقيق مستوى متميز من التأهيل والتدريب للكوادر البشرية لتلبية متطلبات سوق العمل من الإداريين والقياديين في مجالات الإدارة ونظم المعلومات والسياحة والضيافة والحج والعمرة.

وتعتبر كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة إضافة حضارية متميزة تثري المجتمع السعودي وتسهم في توفير التوازن بين التنمية البشرية والتنمية المادية وكذا تعطي انطلاقة جادة للارتقاء بصناعة السياحة بمفهومها الحديث.

ومن هذا المنطلق فقد حرصت الكلية على تقديم تخصصات تحتاجها سوق العمل ولم تقف عند هذا الحد بل ركزت على المهارات الأساسية التي تميز خريج الكلية ومنها اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي بالإضافة إلى أخلاقيات العمل التي نؤمن بأنها جزء لا يتجزأ من بناء شخصية طالب الكلية.

ولأننا نعيش في عصرٍ تداخلت فيه المفاهيم والقيم وأصبح قرية واحدة فإن الكلية حرصت على أن تكون جميع تخصصاتها متوافقة مع المعايير الأكاديمية العالمية مما يضمن لخريج الكلية المنافسة في الأسواق العالمية بكل جدارة واقتدار.

وتهدف الكلية إلى الإسهام في تأهيل وتطوير الكفاءات البشرية تأهيلا فنيا وعلميا لتلبية احتياجات قطاع السياحة والإدارة ووفق المفاهيم العلمية الحديثة، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي في مجال السياحة والإدارة والحج والعمرة، والنهوض بالقطاع السياحي والإداري في المملكة بما يتلاءم مع خصوصيتنا، وتحقيق التوازن بين التنمية المادية والتنمية البشرية في مجال السياحة والضيافة والإدارة والحج والعمرة، ودعم تنمية القطاع السياحي والإداري في المملكة وفق مفاهيم علمية جديدة، وتقديم الاستشارات والدراسات العلمية في مجالات تخصصات الكلية للقطاعين العام والخاص، وإتاحة الفرصة للمتفوقين من الدارسين لإكمال دراساتهم العليا في مجالات الكلية.