السعودية في استقبال جثمان «سلطان الخير»

الملك يوجه بإقامة صلاة الغائب على الراحل بالحرمين الشريفين وجميع المناطق.. ودول عربية تعلن الحداد.. وتوقع مشاركة ممثلي 100 دولة في العزاء

خادم الحرمين الشريفين يتلقى التعازي في ولي العهد من الأمير سلمان بن عبد العزيز قبل مغادرته أرض المطار أمس (تصوير: بندر بن سلمان)
TT

تودع المملكة العربية السعودية، اليوم، فقيدها الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي وافته المنية بعد معاناة مع المرض في أحد مستشفيات الولايات المتحدة الأميركية.

ومن المقرر أن تقام صلاة الميت على ولي العهد الراحل بعد عصر اليوم، ثم يوارى الثرى بعد ذلك في مقبرة العود، وهي ذات المقبرة التي دفن فيها الملوك السعوديون السابقون، الذين كان آخرهم الملك الراحل فهد بن عبد العزيز.

ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بإقامة صلاة الغائب بعد صلاة عصر اليوم على أخيه الفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، وفي جميع جوامع ومساجد مدن ومحافظات ومراكز وقرى المملكة.

ويتوقع أن تحظى مراسم التشييع، التي ستقام عصر اليوم في العاصمة الرياض، بمشاركة عربية وإسلامية واسعة، في حين ينتظر أن يحضر مراسم العزاء ممثلون عن 100 دولة.

ومن الشخصيات الأجنبية التي ستحضر لتقديم التعزية، نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق، والكثير من الشخصيات الهامة.

وأعلنت غالبية دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، الحداد لوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، واعتبرت لبنان اليوم الثلاثاء يوم حداد وطني.

وأصدر رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، مذكرة إدارية قضت بإعلان الحداد الرسمي اليوم، على وفاة ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود. وجاء في نص المذكرة: «يُعلن الحداد الرسمي على وفاة المغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام في المملكة العربية السعودية، حيث تُعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع المصاب الجلل، ولمدة يوم واحد، وذلك يوم الثلاثاء الواقع فيه 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2011، من الساعة الثامنة صباحا ولغاية الانتهاء من مراسم التشييع».

من جهته، أعرب عبد العزيز بوتفليقة، الرئيس الجزائري، عن تعازيه الأخوية في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

وأكد الرئيس الجزائري لسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر، الدكتور سامي بن عبد الله الصالح، وقوف بلاده، حكومة وشعبا، إلى جانب المملكة العربية السعودية في هذا المصاب الجلل، سائلا الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.

وقد عبر سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الجزائر عن تقديره لما أبداه بوتفليقة من مشاعر نبيلة، ولحرصه على دوام التواصل مع أشقائه في المملكة.

وقدمت نائبة رئيس حكومة الظل الفيدرالية الأسترالية، جولي بيشوب، التعازي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وشعب المملكة العربية السعودية، في وفاة الفقيد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

وأشادت في بيان لها، أمس، باسم نواب أحزاب الائتلاف الأسترالي المكون من حزبي الأحرار والوطني، بالدور القيادي المهم الذي أداه الأمير سلطان من خلال منصبه وزيرا للدفاع والطيران، في دعم الاستقرار الإقليمي.

وبينت بيشوب أن عددا كبيرا من المسؤولين الأستراليين الذي التقوا مع ولي العهد عبروا عن إعجابهم وتقديرهم الكبير لدور سموه ورغبته في تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة وأستراليا.

إلى ذلك، نعت حركة العدل والمساواة السودانية، الأمير سلطان بن عبد العزيز، وتقدم رئيس الحركة، الدكتور خليل إبراهيم محمد، والقيادات التشريعية والتنفيذية، بأخلص التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسائر أعضاء الأسرة المالكة والشعب السعودي قاطبة، في وفاة المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المدني، سائلين المولي - جل شأنه - أن يتغمده بواسع رحمته، ويحشره مع الصديقين والشهداء والصالحين.

ولبنانيا، رأى رئيس جبهة النضال الوطني، النائب وليد جنبلاط، أن المملكة العربية السعودية فقدت ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي كان رجل مؤسسات، وقام بالكثير من أعمال الخير والإحسان في داخل وخارج المملكة، كما أنه اهتم بدعم خطط التنمية وجذب الاستثمارات ومشاريع نقل التقنية.

وقال جنبلاط: «سوف تفتقد الأمة العربية والإسلامية مآثره الكبيرة على أكثر من صعيد». وأضاف: «لطالما وقفت المملكة العربية السعودية إلى جانب لبنان، وسعت إلى دفعه نحو الاستقرار بعيدا عن الحروب والاقتتال والتوتر، وهي لم تتأخر يوما، لا سيما خلال مرحلة الحرب الأهلية الأليمة، عن بذل كل الجهود للحؤول دون الانزلاق نحو الفتنة، ولاحقا سعت للخروج من النفق المظلم والحد من الخسائر، فتُوجت جهودها باتفاق الطائف».

وشدد جنبلاط على أن «الملك عبد الله بن عبد العزيز، أكد في كل المناسبات على التضامن العربي، متخطيا في الكثير من الأحيان الإساءات الشخصية تمسكا منه بهذا التضامن، وعقد المصالحات الشهيرة في قمة الكويت وسواها لرأب الصدع العربي، وإعادة بناء علاقات عربية - عربية سليمة».

ورأى أن «خادم الحرمين الشريفين يقرأ بدقة التحولات السياسية الكبرى التي تمر بها المنطقة العربية، وهو يسعى لإدخال إصلاحات واسعة على الواقع السعودي لمواكبة المتغيرات، وقد دفع أخيرا في اتجاه إشراك المرأة السعودية في مجلس الشورى ومنحها حق الترشح للانتخابات البلدية، وهاتان خطوتان مهمتان جدا في مسيرة الإصلاح والتقدم داخل المجتمع السعودي، ولا شك أنه يملك رؤية متكاملة لكيفية التعاطي مع التحديات في المرحلة المقبلة».