المعارضون والناشطون السوريون يختلفون في قراءة الخطوة الأميركية بسحب السفير من دمشق

زيادة لـ«الشرق الأوسط»: هي رسالة تحذير أميركية شديدة اللهجة ولا نتوقع عودته قريبا

TT

اختلفت مواقف الناشطين السوريين من الخطوة الأميركية المفاجئة بسحب السفير الأميركي روبرت فورد من دمشق، إلا أن التوجه العام اعتبرها مقدمة لإمكانية تدخل دولي في سوريا لحماية المدنيين، وأنها تطور في موقف واشنطن إزاء الأحداث.

وفي أول موقف رسمي عن المجلس الوطني السوري من الموضوع، اعتبر رئيس المركز السوري للدراسات الاستراتيجية، عضو المجلس الوطني رضوان زيادة أن «سحب السفير يعد رسالة تحذير أميركية شديدة اللهجة لدمشق ومقدمة لتصعيد أميركي قريب للحد من المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري بعد الانتهاء من المسألة الليبية والتفرغ للملف السوري»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لعل التصريحات الأميركية العالية اللهجة التي نسمعها مؤخرا أكبر دليل على تطور الموقف الأميركي باتجاه التصعيد».

وتوقع زيادة «ألا يعود السفير الأميركي قريبا إلى دمشق على الرغم من تأكيدات الخارجية الأميركية بأنه عائد»، وأضاف: «شهدنا سحب السفير الأميركي من دمشق مع اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وهو لم يعد إلا بعد 5 سنوات من القطيعة السورية الأميركية وبالتالي الحال اليوم ليس أفضل بكثير».

وإذ شدّد زيادة على أن «لا المعارضة السورية ولا المجلس الوطني السوري طالبوا بسحب السفراء الأجانب من دمشق»، لفت إلى أن «من مصلحة المعارضة اليوم بقاء هؤلاء ليكونوا شهود عيان على ما يجري في سوريا وليراقبوا ما يقترفه النظام السوري بحق المتظاهرين»، وأضاف: «السفير فورد أظهر شجاعة استثنائية من خلال تحركاته باتجاه المعارضة بالداخل السوري. نحن كنا نأمل بقاءه ليمارس دوره المتميز ولكن حملة التحريض الواسعة التي يشنّها عليه النظام وضعت على ما يبدو سلامته الشخصية بخطر».

واستبعد زيادة أن تسحب باقي الدول الغربية سفراءها من دمشق، داعيا بعض الدول العربية «لاتخاذ خطوة مماثلة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا خاصة بعض الدول التي تتخذ مواقف غير مشرفة بحق الشعب السوري كلبنان»، وقال: «موقف الحكومة اللبنانية يسيء للعلاقات التاريخية بين الشعبين وهي يجب أن تحاسب على تواطئها مع النظام».

وردا على سؤال عن إمكانية أن تكون الخطوة الأميركية مقدمة لتدخل دولي في سوريا، قال زيادة: «هذا الموضوع تتم مناقشته جديا في دوائر صنع القرار ونحن كمجلس وطني بتنا ندفع باتجاه صدور قرار عن مجلس الأمن يحمي المدنيين من خلال فرض حظر جوي وإقامة منطقة عازلة على الحدود التركية تضم الجنود المنشقين».

وقد أثار سحب السفير الأميركي، سلسلة من ردود الفعل المتضاربة بين الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي. فاعتبر أحد الناشطين أن «سحب السفير الأميركي من دمشق يمكن ربطه بحديث السيناتور الأميركي جون ماكين وللمرة الأولى عن إمكانية للتدخل العسكري في سوريا لحماية المدنيين»، مضيفا: «وهذا يعني أن التدخل العسكري أصبح قريبا جدا لإنهاء حكم الديكتاتورية الأسدية في سوريا».

وقد ردّ عدد من الناشطين على هذه القراءة، معتبرين أنه «لو صح هذا السيناريو لكانت الولايات المتحدة الأميركية أغلقت سفارتها في دمشق أو على الأقل طردت السفير السوري من واشنطن أو حتى اعترفت بالمجلس الوطني السوري».