العالم يوجه بوصلته نحو الرياض

القنوات تبرز مآثر الأمير سلطان.. والمذيعات يرتدين اللون الأسود

الأمير نايف بن عبد العزيز والأمير خالد بن سلطان يتشاركان في حمل الجثمان (أ.ب)
TT

اتجهت أنظار كاميرات القنوات العالمية والعربية والمحلية، يوم أمس، نحو الرياض، حيث تشييع جنازة الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، بحضور زعماء ورؤساء وسفراء دول العالم، لتقديم العزاء لخادم الحرمين الشريفين، وللشعب السعودي كافة، بينما تصدرت أخبار التشييع المواقع الإخبارية، بعد أن تصدرت سابقا وصول جثمان الأمير سلطان مساء يوم الاثنين الماضي.

وخصصت القنوات العالمية والعربية جزءا من برامجها لذكر مواقف الأمير سلطان الإنسانية والسياسية، وظهرت معظم المذيعات بلباس محافظ وبلون أسود. بينما تتسابق معظم الصحف في الحصول على لقطات مؤثرة لمسؤولين سعوديين والزعماء والرؤساء العرب، التي تناقلتها أجهزة الهواتف وشبكات الإنترنت، كصورة الأمير سلمان بن عبد العزيز وسعد الحريري.

وأبرزت قناة «الجزيرة» والموقع الإلكتروني لها نقل تشييع جنازة ولي العهد السعودي سلطان بن عبد العزيز، وأشارت إلى الحضور الكبير من الشخصيات الرفيعة التي وصلت إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في تشييع ولي العهد، الذي توفي السبت الماضي في نيويورك إثر معاناة مع المرض.

وبينت «الجزيرة» الشخصيات التي حضرت عمليات التشييع وتقديم التعازي، من بينهم وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، الذي يسود التوتر بين بلاده والسعودية منذ أحداث البحرين، ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر، المشير محمد حسين طنطاوي، إضافة إلى استقبال رفعت الأسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد، المعارض للنظام الحالي، إلى الرياض فجر يوم أمس، ونائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، والرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، ورئيس الوزراء الماليزي، نجيب رزاق.

أما قناة «العربية» فنقلت أمس صلاة العصر وصلاة الجنازة على ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز، وقالت إن الملك عبد الله بن عبد العزيز تقدم المشيعين، ولفيف من الأمراء وكبار رجال الدولة، والكثير من الوفود وقادة الدول الذين قدموا العزاء لخادم الحرمين الشريفين داخل المسجد.

وذكرت «العربية» لمحة عن مقبرة العود، التي قبر فيها الأمير سلطان، مجاورا لقبر الراحل الملك فهد، في جزء مخصص للعائلة السعودية المالكة، والتي تعتبر واحدة من كبرى المقابر في العاصمة السعودية، وتبلغ مساحتها أكثر من 500 ألف متر مربع، وتضم رفات الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود.

وكان جثمان الأمير سلطان بن عبد العزيز قد وصل إلى قاعدة الرياض الجوية مساء أمس الاثنين مقبلا من نيويورك، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في مقدمة مستقبلي جثمان الأمير الراحل.

وأشارت إلى أن مقبرة العود واحدة من المقابر التاريخية في الرياض، حيث دفن فيها الإمام عبد الرحمن بن تركي، والملك المؤسس عبد العزيز، وأبناؤه الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد، وهناك موقع خاص بالجهة الجنوبية من المقبرة للأسرة المالكة. وذكرت «العربية» أن دول مجلس التعاون الخليجي واليمن أعلنوا الحداد، وتم إلغاء جميع الاحتفالات الرسمية، في حين واصلت الفعاليات الرسمية والشعبية على امتداد المناطق السعودية الشاسعة التعبير عن مشاعر الأسى برحيل ولي العهد، وذكر مآثره، وما عُرف عنه من حب الخير والبساطة والتواضع، عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل.

أما قناة «bbc» البريطانية فنقلت خبر تشييع جنازة الأمير سلطان، وأبرزت ملامح من هذه الشخصية، بدءا من مولده في مدينة الرياض في عام 1924، وتلقيه التعليم على أيدي مدرسين خاصين، واستكمالا بالحديث عن بدء حياته السياسية بتولي إمارة منطقة الرياض عام 1947، ثم عين وزيرا للزراعة والمياه عام 1953، وفي الخطوط الجوية السعودية التي يعود الفضل له في تأسيسها.

وفي الكويت أعلنت الحكومة الحداد الرسمي على وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الثلاثاء، وسيتم تنكيس الأعلام داخل البلاد وعلى سفارات دولة الكويت في الخارج، وخصصت القنوات الرسمية والخاصة برنامجا أشادت فيه بمواقف الأمير سلطان، وخاصة أثناء غزو العراق، وبمواقفه الإنسانية، وكانت معظم المذيعات الكويتيات يلبسن الأسود، والملابس المحافظة.

وأبرزت «cnn» الأميركية خبر وصول جثمان الأمير وتشييع الجنازة، مع إبراز الشخصيات الرسمية في السعودية ومن دول العالم، مع ذكر تولي الأمير سلطان للكثير من المسؤوليات، بينها قيادة الحرس الملكي وحقيبة الزراعة والمياه، قبل أن يعين وزيرا للدفاع والطيران منذ أكثر من أربعة عقود، أما ولاية العهد فقد آلت إليه مع تولي الملك عبد الله بن عبد العزيز الحكم عام 2005. وفي مصر أبرزت جميع القنوات الرسمية والخاصة خبر وفاة الأمير سلطان وقدمت تعازيها للأسرة المالكة وللشعب السعودي، وبينت أن المشير حسين طنطاوي، القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، سيحضر عمليات التشييع، وسيكون على رأس وفد مصري يضم الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، والفريق رضا حافظ، قائد القوات الجوية، واللواء أركان حرب مختار الملا، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لتقديم العزاء والمواساة والمشاركة في تشييع جنازة ولي العهد السعودي. بينما نشرت جميع وكالات الأنباء العالمية خبر وصور تشييع ولي العهد، وحصلت معظم المواقع الإلكترونية على تلك الصور لنشرها عبر صفحاتها الأولى، والتي أشعلت التغطيات والصور الحصرية أجهزة الـ«بلاك بيري»، لتتناقله الأيدي التي لخصت الحزن لدى الكثيرين من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.