الإضراب العام يشل مدنا سورية.. وناشطون يعتبرونه استراتيجية جديدة لإسقاط النظام

الغضبان لـ«الشرق الأوسط»: هناك توجه عام ليصار لإضرابات أسبوعية.. ومقتل 22 بينهم 11 مدنيا في مظاهرات احتجاجية

مظاهرة في دوما بريف دمشق في أربعاء الإضراب العام ومظاهرة في حرستا بريف دمشق في أربعاء الإضراب العام (أوغاريت)
TT

شل إضراب عام معظم المحافظات السورية، دعا إليه نشطاء الداخل والأمانة العامة للمجلس الوطني السوري، بينما التزام آلاف السوريين به، فأغلقت المحال التجارية، وخلت الشوارع من المارة، وأظهر أكثر من فيديو تم تحميله عبر الـ«يوتيوب» وصفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» عبر الـ«فيس بوك» - التزام معظم المدن السورية الرئيسية بالإضراب من حمص إلى ريف دمشق وحلب وريف حماه، جبلة، إدلب، حوران، حرستا، معرة النعمان، دوما وغيرها، تحت عنوان «الإضراب استراتيجيتنا الجديدة لإسقاط النظام».

وبينما خرج العشرات في البوكمال لتشييع جاسم الخليفة الذي سقط أول من أمس، سارت أكثر من مظاهرة طلابية في دير الزور ودرعا - طريق السد. وكشف عضو المجلس الوطني المعارض السوري نجيب الغضبان أن هناك «توجها عاما ليصار لإضرابات أسبوعية»، مشددا على أن «المقررات في هذا الإطار تخضع لتعاطي النظام مع ناشطي الداخل ومجريات وتطور الأمور على أرض الواقع».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أوضح الغضبان أن «فكرة اللجوء للإضراب خرجت من رحم الداخل السوري، واعتمدها المجلس الوطني بعدما أثبتت نجاحها في درعا ومناطق أخرى»، وأضاف: «وجدنا أنه حان الوقت للارتقاء بإطار تحركاتنا السلمية باتجاه التصعيد من التظاهر إلى الإضراب، خاصة أن للإضراب مفاعيل مباشرة على الوضع الاقتصادي للنظام الذي يشكل نقطة ضعف أساسية لديه، كما أن الالتزام به (أي بالإضراب) لا يعرض حياة الناشطين للخطر، ويخفف من التكلفة في ما يخص عدد الشهداء والجرحى».

وعن إمكانية الانتقال لمرحلة العصيان المدني، قال الغضبان: «الخطوات اللاحقة يحددها الحراك بالداخل واستعداد النشطاء للقيام بخطوة بهذا الحجم. التنسيق بين المجلس الوطني والتنسيقيات بالداخل قائم وبأفضل حالاته، خاصة أن التنسيقيات الأساسية ممثلة بالمجلس الوطني وجزء من عملية صنع القرار».

ولفت الغضبان إلى أن «التطورات الإقليمية المتسارعة من سقوط عميد طغاة العرب القذافي إلى الانتخابات التونسية، كلها تؤكد أن الربيع العربي يسير بالاتجاه الصحيح، وبالتالي هو سينعكس إيجابا على الحراك السوري». وأضاف: «الخط العام في سوريا يسير وبنجاح باتجاه الهدف الأساسي بإسقاط النظام».

بدوره، أكد ناشط حقوقي في الداخل السوري لـ«الشرق الأوسط» أن «معظم المناطق السورية التزمت بالإضراب، وخاصة مناطق ريف دمشق»، لافتا إلى أن «الكرنفال الذي أراده النظام في ساحة الأمويين لاستقبال وفد جامعة الدول العربية شكل حافزا للمترددين، للبقاء في منازلهم والتضامن مع الناشطين السوريين بدعوتهم للإضراب».

في هذا الوقت، نشطت عملية التصويت لتسمية يوم الجمعة المقبل على «صفحة الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» وقد حازت تسمية «جمعة جا دورك» على أكبر عدد من الأصوات في مقابل تسميات «جمعة أحفاد المختار»، «استغاثة الأبرياء»، «نخوة الشعوب العربية» وغيرها.

وقد طالب عدد كبير من الناشطين خلال النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوجوب «إسقاط شعار سلمية الثورة وتسليح الناشطين للدفاع عن أنفسهم بالحد الأدنى». وقال أحد الناشطين عبر الـ«فيس بوك»: «نريد السلاح، نريد أن نموت ونحن نقاوم وبكرامة». بدورها، شددت إحدى الناشطات على «وجوب إعلان العصيان المدني وبأسرع وقت ممكن قبل الامتثال للدعوة لتسليح الثورة.

إلى ذلك، أفادت مصادر سورية معارضة بأن 11 شخصا قتلوا، بينهم طفلان، كما قتل 11 عسكريا بينهم ضابط، في اشتباكات جرت أمس. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن «مسلحين أطلق قذيفة آر بي جي على حافلة كانت تقل عناصر من الجيش في قرية الحمرات الواقعة على طريق حماه - السلمية (وسط)، مما أسفر عن مقتل 9 عسكريين بينهم ضابط». وذكرت مصادر أخرى أن القتلى من العسكريين وصل إلى 11. وفي ريف إدلب (شمال غرب) ذكر المرصد أن «مواطنا قتل في مدينة سراقب وأصيب ثلاثة بجروح إثر إطلاق الرصاص من حاجز عسكري جنوب المدينة بشكل عشوائي». وأشار المرصد إلى إصابة «خمسة أشخاص بجروح، أحدهم إصابته حرجة إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات الأمن لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في ساحة الجامع الكبير بمدينة معرة النعمان، يشارك فيها الطلاب الذين رفضوا الذهاب لمدارسهم». كما أصيب «ثلاثة أشخاص بجراح، أحدهم بحالة حرجة إثر إطلاق الرصاص من قبل قوات أمنية وعسكرية تمركزت على سطح البريد في بلدة كفرومة»، بحسب المرصد.

وفي شرق البلاد، ذكر المرصد أن «رجلا قتل برصاص قوات الأمن في مدينة البوكمال». وفي حمص (وسط) تابع عبد الرحمن «أسفر إطلاق نار عشوائي من قبل رجال الأمن أثناء عملية مداهمة في حي كرم الزيتون عن مقتل شخص». وأضاف «قتلت طفلة وأصيب أفراد أسرتها بجراح إثر سقوط قذيفة على منزلهم في حي البياضة، وقتل مواطن بإطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في حي باب الدريب».

كما أشار إلى مقتل «مواطن في شارع الستين برصاص قناصة من الشبيحة» (عناصر مدنية موالية للنظام). وتابع «وأصيب أكثر من 17 شخصا بجراح، بعضهم إصابته حرجة بحي البياضة نتيجة القصف بالرشاشات الثقيلة، كما نتج عنه تهدم جزئي لبعض المنازل، كما هز انفجار حي كرم الزيتون».

وفي ريف حمص، أقدم رجال الأمن على «إطلاق النار من حاجز أمني في قرية الغاصبية قرب مدينة الرستن، مما أسفر عن مقتل مدني». وفي ريف درعا (جنوب)، ذكر المرصد «أصيب سبعة أشخاص بجراح إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن في مدينة الصنمين».

وفي ريف دمشق، قال المرصد «استشهد طفل متأثرا بجراح أصيب بها الظهر (أمس) إثر إطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الأمن خلال مداهمات في مدينة دوما».