السوريون يتظاهرون في جمعة «الحظر الجوي».. والمعارضة تعد خارطة طريق

رحال لـ«الشرق الأوسط»: السلمية لن تحرر سوريا و4 جيوش تنفذ عمليات عسكرية في الداخل

TT

توافق الناشطون في الداخل السوري على الخروج اليوم في جمعة «الحظر الجوي» تحت شعار «من أجلك يا حمص.. من أجلك يا سوريا.. الحظر الجوي». وتتزامن التظاهرات اليوم مع الحملة التي شنّها الناشطون على زيارة وفد جامعة الدول العربية إلى سوريا ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرين أنّها لا تعنيهم لأنّهم يرفضون مبدأ الحوار بالمطلق مع النظام.

وفي هذا السياق، قال عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني لـ«الشرق الأوسط» «الهدف الأساسي من الدعوة للحظر الجوي تأمين حماية المدنيين بعدما ثبت أن النظام يستخدم الطيران الحربي لقمع المتظاهرين»، لافتا إلى أن «فرض الحظر الجوي ستكون له فوائد عديدة، إن من حيث محاصرة النظام وتقييد حركته أو من حيث تسهيل مهمة الجيش السوري الحر لحماية المدنيين». وأضاف «الحظر الجوي سيتيح فرصة آمنة لمزيد من الانشقاقات في أكثر من قطاع في الجيش خاصة أنّه وردنا أن العديد من العناصر تريد الانشقاق ولكنّها تتخوف من قصف مراكزها بالطيران».

وأوضح سرميني أن «الأمم المتحدة معنية مباشرة بالمطالبة بالحظر الجوي فهي التي يجب أن تسهر على منع الطيران الحربي السوري من خرق القرار وبالتالي على حماية الشعب السوري الأعزل»، وقال «نحن لا نسعى إلى المثال الليبي ولكننا قد نلجأ إلى أكثر من طريقة لحماية المدنيين، إن كان من خلال قوات ردع عربية أو دولية أو من خلال الحظر الجوي وغيره من أشكال الحماية».

وإذ أكّد سرميني أنّه «وخلال الأيام المقبلة سينتهي المجلس الوطني من وضع خارطة طريق وورقة سياسية واضحة المعالم بما خص الخطوات التي سيتخذها في الأيام المقبلة»، طالب وكخطوة أولى بإرسال «لجنة مراقبة دولية لحماية المدنيين»، لافتا إلى أنّه «وفي حال رفض النظام السوري استقبالها فعندها يتم الانتقال لخطوة تصعيدية لاحقة لأنّه لم يعد يمكن السكوت عمّا يتبين وكأنّه مفاوضات سياسية تجري بين الدول على حساب دماء الشهداء بعدما أصبح المواطنون السوريون بنظرهم مجرد أرقام».

بالمقابل، انتقد مستشار مجلس الحكم الانتقالي محمد رحال مطالبة المجلس الوطني بحظر جوي «فيما المطلوب خطوة أكبر من ذلك وبكثير للتصدي للمجازر الحاصلة بحق الشعب السوري»، مشددا على أن «شعار السلمية الذي يتمسك به هذا المجلس لن يحرر سوريا من النظام ولا من الاحتلال الإيراني». وقال لـ«الشرق الأوسط» «نحن نؤمن بأن لا حل إلا بالكفاح المسلح لذلك شكّلنا مجلسا عسكريا أعلى وجيش صلاح الدين الذي بات يضم 4 جيوش تقوم بعمليات عسكرية في مناطق شمالي سوريا في إدلب وحماة وحمص، ةفي مناطق جنوبي سوريا وفي دير الزور» لافتا إلى أنّه «وحتى الساعة فهذا الجيش لا يعلن عن عملياته ولكنّه يمتلك أشرطة فيديو يخرجها للعلن عندما يحين الوقت».

وإذ أكّد رحّال أن «التجربة العسكرية أكثر من ناجحة»، لفت إلى أن «كمّ المظاهرات تراجع في بعض المدن لأنه لا يوجد مسلحون يحمون المتظاهرين»، وأضاف «أما فيما يخص الدعوة لفرض حظر جوي فهذا إحدى أدوات خدمة الثورة، ولكن المفروض أن تترافق مع دعم خارجي بالمال والسلاح»، مشددا على أنّه «وفي حال لم تقدم بعض الدول العربية الدعم المطلوب للثوّار وبقيت تدعم قسما من المعارضين دون غيرهم فشرارة الثورة ستمتد إليها».

وتطرق رحّال لزيارة وفد جامعة الدول العربية إلى سوريا، فقال «مجرد قيامهم بهذه الزيارة نوع من أنواع المؤامرة المستمرة على سوريا التي تتشارك فيها قطر وتركيا وجامعة الدول العربية والنظام السوري» مشددا على أن «هؤلاء متفقون على تطويق الأزمة واعتماد سياسة الإمهال سعيا لارتخاء الثورة للقضاء عليها فيما بعد نهائيا».

وكانت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» أطلقت عملية التصويت على تسمية يوم الجمعة منذ يوم الأربعاء الماضي، وقد حظيت تسمية «جمعة أجا دورك» بعدد كبير من الأصوات ولكن وبعد دخول اقتراح «جمعة الحظر الجوي» على لائحة الاقتراحات، تمكنت من اجتذاب أكبر عدد ممكن من المرحبين.

وقد أكد أحد أعضاء المجلس الوطني لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية التسميات لا تزال تخضع للعبة الديمقراطية وبالتحديد لمبدأ التصويت»، مشددا على أن «المجلس لا يقرر فيما يخص تسمية يوم الجمعة أو غيره».