اليوم.. بيعة شعبية لولي العهد في السعودية

أوباما يهنئ خادم الحرمين على الاختيار ويشيد بدوره في مكافحة الإرهاب.. وأمير قطر يتصل بالأمير نايف مهنئا * الحريري: تعيين الأمير نايف وليا للعهد قيمة مضافة لنهج الاستقرار

خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز في أحد مهرجانات الجنادرية (تصوير: خالد الخميس)
TT

يبدأ السعوديون بعد عصر اليوم، مبايعة الأمير نايف بن عبد العزيز بولاية العهد، بحسب بيان رسمي صادر أمس، في وقت هنأ فيه رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بهذا الاختيار، مشيدا بدور الأمير نايف في مكافحة الإرهاب.

يأتي ذلك، فيما وجد اختيار خادم الحرمين للأمير نايف لولاية العهد، ترحيبا شعبيا واسعا، فيما كان أيضا محل ترحيب من قبل الفعاليات السعودية بمختلف توجهاتها.

وستبدأ بيعة المواطنين بولاية العهد للأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية؛ بعد صلاة عصر اليوم السبت بقصر الحكم في مدينة الرياض.

وقال بيان صادر في السعودية أمس، إنه «تيسيرا على المواطنين ورفعا للمشقة عنهم فقد وجه الأمير نايف، أمراء المناطق باستقبالهم في مناطقهم، وذلك نيابة عنه لتلقي البيعة بولاية العهد غدا الأحد».

هذا، وهنأ رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، السعودية على اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء.

وقال أوباما في بيان صدر أمس عن المكتب الصحافي في البيت الأبيض «أهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والشعب السعودي على اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد ونائبا لرئيس الوزراء». ومضى البيان يقول: «لقد خدم الأمير نايف بن عبد العزيز أمته بتفان وتميز لأكثر من 35 عاما بصفته وزيرا للداخلية، وتسلم منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء منذ عام 2009م، ونحن في الولايات المتحدة نعرفه ونكن له كل الاحترام نظير التزامه القوي بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن الإقليميين، وإن الولايات المتحدة تتطلع إلى مواصلة شراكتها الوثيقة مع الأمير نايف بن عبد العزيز في منصبه الجديد في وقت نسعى فيه إلى تعزيز صداقة عميقة وطويلة الأمد بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية».

من جهته، ثمن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، عاليا، اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: «نبايع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله) وليا للعهد ونسأل الله عز وجل أن يوفق سموه الكريم وأن يجعله خير معين لخادم الحرمين الشريفين وأن يحفظ على الدولة أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية».

وتابع قائلا: «إن خادم الحرمين الشريفين قائد محنك وحكيم ووفقه الله دائما للرأي والفعل السديد، فصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز من رجالات الدولة البارزين المعروف عنهم والمشهود لهم بالحكمة وبعد النظر السياسي والإداري والنظامي وبحرصه على أمن المواطن والوطن واستقراره ووحدته، وأن انجازاته (حفظه الله) في العديد من المجالات وخاصة المجال الإسلامي والأمني خير شاهد على ذلك».

كما رفع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة باسمه وباسم منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة والملاحق ومدراء المكاتب السعودية خالص التهاني والتبريكات للأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لهذه الثقة الملكية الغالية، داعين الله عز وجل أن يوفقه للمهام التي كلف بها بوصفه خير خلف لخير سلف.

وسأل السفير الله عز وجل أن يحفظ للوطن والمواطنين قيادته الرشيدة وأن يديم عليها قوة اللحمة والتماسك وأن يوفق الله ولي العهد، ليكون عضدا وساعدا أيمناً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمواصلة مسيرة التنمية والنهضة في المملكة في المجالات كافة.

إلى ذلك، بارك رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري «للمملكة العربية السعودية وشعبها مبايعة الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد»، وسأل «الله سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ويمده بالعافية والسلامة، ليواصل مسيرة البناء والازدهار والإصلاح، وقيادة المملكة نحو المزيد من الاستقرار والخير والتقدم». ورأى أن «تعيينه اليوم وليا للعهد، سيشكل قيمة عربية مضافة لنهج الاستقرار والتقدم ومواجهة الإرهاب ومحاولات الهيمنة على القرار العربي».

وقال، في بيان، تعليقا على تعيين الأمير نايف وليا للعهد في المملكة العربية السعودية: «نحمد الله، سبحانه وتعالى، الذي قيض للمملكة العربية السعودية قيادة حكيمة، تولاها ورعى شؤونها رجال أوفياء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فتعاقبوا على تحمل المسؤولية ونذروا حياتهم لخدمة الأمة وشعوبها ومصالحها وقضاياها». وأضاف: «هاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يقدم النموذج المتجدد لهذه القيادة، فيترأس اجتماع هيئة البيعة، إثر الانتهاء من تقبل التعازي بالمغفور له الأمير سلطان بن عبد العزيز، يرحمه الله، ويعلن عن تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، في خطوة تعبر عن التفاف الهيئة حول قائدها، وعن الإرادة الوطنية للشعب السعودي وتمسكه بالقيم والمبادئ التي قامت عليها المملكة منذ بدايات القرن الماضي».

وأشار الحريري إلى أن «اللبنانيين، الذين يحبون للمملكة العربية السعودية ما يحبونه لبلدهم، يعبرون عن عمق ارتياحهم لقرار خادم الحرمين الشريفين، فكل ما يمكن أن يوفر الازدهار والتقدم والأمان للسعودية وشعبها يصب في مصلحة لبنان ومصالح الشعوب العربية دون استثناء، خصوصا أن سمو ولي العهد الأمير نايف لا يشكل ركنا من أركان القيادة في المملكة فحسب، بل هو ركن من أركان الأمن القومي العربي، وشخصية مميزة لعبت دورا بارزا في تعزيز القدرات الأمنية المشتركة للدول العربية وتطويرها».

إلى ذلك، تلقى الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس، اتصالا هاتفيا من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر هنأه خلاله باختياره وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية. وعبر أمير دولة قطر عن تمنياته للأمير نايف بن عبد العزيز بالتوفيق في أداء مهامه وأعماله.

من جانبه أعرب ولي العهد عن شكره وتقديره لأمير دولة قطر على مشاعره الأخوية الصادقة، متمنيا للبلدين مزيدا من النمو والازدهار.

ومن جهته، أعرب الدكتور عبد الله آل الشيخ رئيس مجلس الشورى، باسمه ونيابة عن أعضاء المجلس ومنسوبيه عن سعادتهم باختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، للأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للداخلية.

ونوه في تصريح له باختيار الملك للأمير نايف بن عبد العزيز ليكون وليا للعهد وساعدا أيمن له في إدارة شؤون الدولة ومواصلة مسيرة النهضة التنموية بالمملكة في مختلف المجالات.

وقال آل الشيخ: «إن هذه الثقة جاءت تتويجا لعطاءات الأمير نايف وإنجازاته في مسيرته العملية التي لم تقتصر على جهوده في المجال الأمني بوصفه وزيرا للداخلية ورجل الأمن الأول في المملكة فحسب بل تجسدت في موقعه كرجل دولة يملك الخبرة الإدارية وبعد النظر حيث تصدى للكثير من قضايا الوطن والمواطن وعالجها بكل حنكة وخبرة وبمهارة السياسي ذي الرؤية السديدة التي توازن بين مصلحة الدولة ومصالح المواطنين، وأسهم في تنمية الوطن عبر المناصب التي تقلدها واللجان التي رأسها».

وأضاف: «إن ولي العهد يملك رصيدا ضخما من العطاء بذله في خدمة دينه ومليكه ووطنه والدفاع عن حياضه والسهر على أمنه واستقراره والحفاظ على مكتسباته»، لافتا الانتباه إلى النجاح منقطع النظير الذي حققه ولي العهد في التصدي لأرباب الفكر الضال ومحاولاتهم الإرهابية والضربات الاستباقية التي حققها رجال الأمن لوأد المخططات الإرهابية والوصول إلى أوكارهم قبل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية، تلك النجاحات التي شهدت بها كبريات الدول، فضلا عن جهود كبيرة ومشهودة في الحفاظ على أمن الحجاج وسلامتهم والسهر على رعايتهم وتيسير السبل لهم.

بدورها، هنّأت رابطة العالم الإسلامي، الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود بصدور الأمر الملكي الكريم باختياره وليا للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية.

ونوه الأمين العام للرابطة الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي في بيان أصدره باسم الرابطة والهيئات والمراكز والمؤسسات التابعة لها في العالم بثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بالأمير نايف بن عبد العزيز واختياره وليا للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية.

وأبرز في ذات السياق جهود الأمير نايف بن عبد العزيز في تحقيق الأمن في المملكة وحماية الوطن وأهله وممتلكاته من الأعمال الإرهابية التي تم تفكيك شبكاتها ودحر فلولها.

وقال: «إن الأمير نايف نشأ في كنف المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - وتربّى على يده، وسار على نهجه، في الرؤية الصحيحة للمملكة وتطبيقها للإسلام، ورؤيتها الإسلامية في التعاون العربي والإسلامي والعالمي، وعاصر ملوك المملكة وكافح معهم في تنميتها وأداء رسالتها، ونال العديد من الأوسمة والجوائز من عدد من الجامعات والهيئات الدولية بسبب جهوده وأعماله».

وأضاف: «نال ولي العهد وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، والذي يُعد أعلى وسام في المملكة، كما نال جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009م من الكونغرس الطبي الدولي في بودابست تقديرا لدوره الإنساني في الإشراف على اللجان والحملات الإغاثية الإنسانية في المملكة العربية السعودية، وتقديم العون للبلدان المتضررة».