كلينتون تلتقي توكل كرمان.. وتؤكد دعمها لثورة شباب اليمن وانتقال السلطة في إطار اتفاقية مجلس التعاون

الناشطة اليمنية طالبت الإدارة الأميركية بتجميد أرصدة صالح وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية

هيلارى كلينتون مع توكل كرمان أمس ( أ. ب)
TT

طالبت توكل كرمان، الناشطة اليمنية المعارضة والحائزة لجائزة نوبل للسلام، الإدارة الأميركية بالعمل على إحالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، وتجميد أرصدة وممتلكات صالح وعائلته لدى الولايات المتحدة.

وكانت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، قد استقبلت كرمان وعددا من شباب الثورة اليمنية صباح أمس في مقر وزارة الخارجية الأميركية، لمناقشة الأوضاع في اليمن. وأشادت كلينتون بدور النساء الحاسم في اليمن وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط، ودور كرمان توكل على وجه الخصوص في المشاركة في حركات الاحتجاج في اليمن.

وأكدت كلينتون إدانة الإدارة الأميركية لاستخدام العنف من جميع الأطراف، وكررت تأكيدها على دعم الجهود السلمية الرامية إلى الانتقال باليمن إلى طريق الديمقراطية والأمن والاستقرار والوحدة. وقالت كلينتون «هذا الاجتماع يوضح دعمنا للجهود السلمية للشعب اليمني وتطلعاته لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا يشمل أن يقوم الرئيس علي عبد صالح بنقل السلطة في إطار اتفاق مجلس التعاون الخليجي».

وقالت كرمان في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» عقب لقائها وزيرة الخارجية الأميركية «إن اللقاء كان مثمرا ومشجعا للغاية، واعترفت خلاله وزيرة الخارجية بأن الثورة اليمينية سلمية وتهدف إلى تحقيق الديمقراطية في اليمن، ووعدتني بوقوف الإدارة الأميركية بجانب شباب الثورة اليمنية، واتفقت معنا على ضرورة رحيل صالح من السلطة وأن يكون رحيله سريعا، واتفقنا أيضا أن الخوف الأكبر هو دخول اليمن في حرب أهلية إذا استمر صالح في الحكم، وفي المقابل تعهدنا بأن تظل ثورتنا سلمية من دون عنف». وأكدت كرمان «الشعب اليمني مصمم على استكمال الثورة السلمية، فيما يريد صالح جر البلاد إلى حرب أهلية، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية أن ينحاز إلى القيم والمبادئ الديمقراطية وأن يقف إلى جوار الشعب اليمني».

وأوضحت كرمان أن أحد مطالب الثورة اليمنية هو تقديم الرئيس صالح إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت «أوضحت لنا الوزيرة كلينتون أن الولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، لكنها وعدت بالعمل والتنسيق مع دول أخرى أعضاء بالمحكمة الجنائية لدفع مطلب تقديم صالح إلى المحاكمة. واتفقت معنا أن الرئيس صالح لا يفي بوعوده، وأن الأمر يتطلب موقفا حاسما وفرض عقوبات عليه». وأشارت كرمان إلى رفضها لقاء السفير الأميركي بصالح الأسبوع الماضي، وطالبت بضرورة وقف كل الاتصالات الأميركية الدبلوماسية مع الرئيس صالح، وقالت «تفهمت كلينتون هذا المطلب، وأكدت أن الرئيس صالح هو الذي طلب إجراء هذا اللقاء مع السفير الأميركي وليس العكس». وأشارت كرمان إلى أن كلينتون ستجتمع مع الرئيس أوباما لتنقل إليه الصورة حول الموقف في اليمن وآراء شباب الثورة اليمنية. وأضافت كرمان «سأقوم بزيارة إلى باريس غدا (اليوم)، وأهدف من زيارتي للولايات المتحدة وفرنسا أن أحصل على اعتراف بالثورة، وأن نبدأ في بناء شراكة مع جميع البلدان الأوروبية والأميركية وكل بلدان العالم مع شباب الثورة اليمنية».

وقال منير الماوري، ممثل مجلس شباب الثورة اليمنية في واشنطن «إن المجلس قدم من خلال توكل كرمان طلبا إلى كل مسؤولي البيت الأبيض والخارجية الأميركية والكونغرس لتجميد أرصدة الرئيس علي عبد الله صالح الذي تقدر ثروته بنحو 38 مليار دولار في كل أنحاء العالم، وما بين ثلث إلى نصف هذه الثروة عبارة عن أرصدة بنكية وممتلكات عقارية في الولايات المتحدة، ولدينا بيانات وعناوين العقارات التي يملكها صالح في مدينة الإسكندرية ومدينة فيرفاكس بولاية فيرجينيا وعقاراته بمدينة واشنطن».

وفي ما يتعلق بإطار اتفاقية مجلس التعاون الخليجي لتنحي صالح عن السلطة قال الماوري «لقد طرحنا بدائل أخرى غير هذه الاتفاقية التي تعطي صالح حصانة من الملاحقة القانونية، وهي أن يتولى المجلس الرئاسي الانتقالي المكون من 17 عضوا إدارة البلاد، وأن يكون المجلس الوطني المكون من 143 عضوا بديلا للبرلمان، والتوسع في هذين المجلسين ليشملا كل القوي الوطنية».

كانت كرمان قد جاءت إلى الولايات المتحدة يرافقها نساء ورجال الثورة اليمنية لتوصيل رسائل إلى رجال السياسة الأميركية بضرورة الانحياز لمطالب الشعوب بالحرية والعدالة، ومطالبة الإدارة الأميركية بأخذ موفق حاسم من الرئيس علي عبد الله صالح، بما يرضي تطلعات الشعب اليمني. والتقت كرمان مع سامانثا باور، مسؤولة حقوق الإنسان بمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، وعدد كبير من مسؤولي الأمن القومي، كما عقدت لقاءات مع أعضاء بالكونغرس الأميركي، منهم عضو الكونغرس المسلم كينيث اليسون الذي وعد بالعمل لدفع الكونغرس للتصديق على مشروع لفرض عقوبات ضد الرئيس اليمني والضغط على الإدارة الأميركية لأخذ موقف حاسم ضده.

وأكدت كرمان في لقاءاتها بالمسؤولين الأميركيين أن الرهان الأفضل هو الرهان على الشعب اليمني وليس على الرئيس صالح، وأن الشريك الوحيد القادر على تجفيف الإرهاب ومحاربة تنظيم القاعدة هو شباب الثورة والشعب اليمني. وأوضحت الفائزة بجائزة نوبل للسلام أن عمليات تنظيم القاعدة تراجعت منذ بدء الثورة اليمنية، وأن أكبر رادع لآيديولوجيات التنظيم هو الثورة المدنية على النظم القديمة وفتح الأبواب أمام حرية الرأي في العالم العربي.