الأسد بعد أن حذر من «الزلزال» و«عشرات من أفغانستان»: ارتكبنا أخطاء كثيرة في البداية

الرئيس السوري «ممتن» لموسكو لاستخدامها الفيتو.. ويؤكد: لم نسلك مسلك حكومة عنيدة

بشار الأسد (أ.ب)
TT

حذر الرئيس السوري بشار الأسد من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى «زلزال» من شأنه أن «يحرق المنطقة بأسرها»، وجاء تحذيره قبل ساعات من اجتماع بين سوريا واللجنة العربية المكلفة بالملف السوري في الدوحة في أجواء من غياب الثقة بين الجانبين.

وقال الأسد في مقابلة أجرتها صحيفة «صنداي تلغراف» أمس إن «سوريا اليوم هي مركز المنطقة. إنها الفالق الذي إذا لعبتم به تتسببون بزلزال.. هل تريدون رؤية أفغانستان أخرى أو العشرات من أفغانستان؟». وأضاف أن «أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بأسرها. إذا كان المشروع هو تقسيم سوريا فهذا يعني تقسيم المنطقة برمتها».

وأكد الرئيس السوري أنه يدرك أن القوى الغربية «سوف تكثف الضغوط حتما» على نظامه، ولكنه شدد على أن «سوريا مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف، والواقع السياسي مختلف».

وأقر الأسد بأن قواته الأمنية ارتكبت «أخطاء كثيرة» في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشددا بالمقابل على أنها لا تستهدف اليوم إلا «الإرهابيين». وأضاف «لدينا عدد ضئيل جدا من رجال الشرطة، وحده الجيش مدرب للتصدي لتنظيم القاعدة»، وتابع قائلا «إذا أرسلتم جيشكم إلى الشوارع فإن الأمر عينه قد يحدث. الآن، نحن نقاتل الإرهابيين فقط. لهذا السبب خفت المعارك كثيرا».

وشدد الرئيس السوري على أن رده على «الربيع العربي» كان مختلفا عن ردود فعل القادة العرب الآخرين الذين أطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية.

وقال «نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة»، موضحا أنه «بعد ستة أيام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) بدأت بالإصلاح. الناس كانوا متشككين بأن الإصلاحات ما هي إلا مهدئ للشعب، ولكن عندما بدأنا الإعلان عن الإصلاحات، بدأت المشاكل تتناقص، وهنا بدأ التحول، هنا بدأ الناس يدعمون الحكومة»، حسبما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وشدد الأسد على أن «وتيرة الإصلاح ليست بطيئة. الرؤية يجب أن تكون ناضجة. يتطلب الأمر 15 ثانية فقط لتوقيع قانون ولكن إذا لم يكن مناسبا لمجتمعك سيؤدي إلى انقسام. هذا مجتمع معقد جدا».

وأكد الرئيس السوري أن ما تشهده سوريا اليوم هو «صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين)»، مضيفا «نحن نقاتل (الإخوان المسلمين) منذ خمسينات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم». وكان حافظ الأسد والد بشار قد أخمد انتفاضة مسلحة لـ«الإخوان المسلمين» في مدينة حماه عام 1982 وقتل عدة آلاف، وقال الأسد إن أحدث أزمة جزء من نفس الصراع.

ويقول معارضو الأسد إنه على الرغم من إلغائه قانون الطوارئ ومنح الجنسية لآلاف الأكراد فإن وعوده بالإصلاح تأتي جوفاء في الوقت الذي تقتل فيه قوات الأمن محتجين وتعتقل آلاف الأشخاص. ويقولون أيضا إن الاحتجاجات تحركها رغبة في زيادة الحريات وليس أجندة إسلامية. إلى ذلك، قال الرئيس السوري للتلفزيون الروسي في حوار مقرر بثه في وقت لاحق من مساء أمس إنه يتوقع من موسكو مواصلة دعمها مع تعرض نظامه لإدانات متزايدة لحملته على المعارضة، مؤكدا أن «الدور الروسي شديد الأهمية». وأضاف «منذ الأيام الأولى للأزمة أبقينا الاتصال بشكل دائم مع الحكومة الروسية، ونحن نطلع أصدقاءنا الروس بالتفصيل على مستجدات الأوضاع».

وعبر الأسد عن «شكره وامتنانه» لروسيا التي «لعبت دورا مهما في الساحة الدولية ولا سيما لدى استخدامها لحق الفيتو في مجلس الأمن»، مشيرا إلى أن ما قامت به يستند إلى إدراكها لأخطار التدخل السياسي أو العسكري في الشؤون الداخلية لسوريا ولمغبة مثل هذا التدخل على مصائر الشعوب والأوضاع في المنطقة. وجاءت تصريحات الأسد بعد أقل من شهر من قول الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف للزعيم السوري للمرة الأولى إن عليه إما أن يقبل بإصلاحات سياسية أو ينحني للمطالبات بتنحيه.

غير أن روسيا تواصل دعم سوريا في مجلس الأمن، وقد حالت في الماضي دون صدور قرارات تدعو لعقوبات أشد على الحليف التقليدي لموسكو.