حمص تشيع ضحايا السبت الدامي.. والأمن يدك حي باب السباع بالقذائف ونيران الرشاشات

سقوط قتيلين.. وحملات اعتقالات واسعة.. والسلطات تزرع أجهزة تجسس في بيوت المعارضين الفارين

صورتان بثتها مواقع معارضة أمس الاولى لسوري يراقب دبابة تقصف مواقع في الحولة .. وثانية لدبابة تقف في أحد أحياء حمص أمس وسط توتر الأجواء في المدينة واستمرار القصف والاعتقالات
TT

بينما استمرت العمليات العسكرية في حمص، أمس، أثناء تشييع 6 من ضحايا الاحتجاجات في حي بابا عمرو، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن قتيلين سقطا، أمس، برصاص قوات الأمن السورية، أحدهما شابة في حي دير بعلبة في مدينة حمص، والآخر شاب في قرية الغنطو بمحافظة حمص.

وأضاف المرصد أن 10 أشخاص آخرين أصيبوا بجروح، اثنان منهم في «حالة حرجة»، في إطلاق رصاص من أحد الحواجز الأمنية المنتشرة في حي دير بعلبة في حمص.

كما أعلن المرصد وفاة شاب من حي بابا عمرو في حمص متأثرا بجراح أصيب بها أول من أمس، موضحا أن قوات الأمن السورية «نفذت حملة مداهمات واعتقالات في بلدة القريتين في محافظة حمص أسفرت عن اعتقال 12 شخصا».

وأفاد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» بأن قوات الأمن السوري استهدفت موكب التشييع في بابا عمرو واعتقلت العشرات. وأوضح الناشطون أن حواجز أمنية تابعة للنظام أطلقت النيران من أسلحتها الرشاشة بشكل عنيف ومتقطع في أغلب أحياء المدينة. وكان لأحياء بابا عمرو والوعر وباب السباع نصيب الأسد فيها، خاصة حي باب السباع «حيث احتوى الأهالي الضباط والجنود المنشقين عن الجيش، مما أدى إلى دك الحي بالقذائف ونيران الرشاشات» وفق أحد الناشطين. وأكد الناشط أن الأهالي خرجوا بعد صلاة الظهر حشودا تطالب بـ«حظر جوي».

وقال ناشطون: إن منطقة الغنطو في ريف حمص شيعت عبد الحكيم عبد الباسط رابعة، وهو أربعيني ومتزوج ولديه 5 أطفال، قتل برصاص قناصة وهو متجه إلى عمله في شارع الصناعة بالقرب من دوار سوق الهال. وقال ناشطون إن عصابات الأمن قامت بإلقاء قنبلة على أحد المنازل في «حي الإنشاءات» قرب (مسجد الفرقان)؛ حيث أصيبت عائلة من آل الجوري.

وأكد ناشط ميداني في منطقة القريتين لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الأمن طوقت البلدة وزادت من تعزيزاتها بجانب مفرزات الأمن. وأكد أن اعتصامات حاشدة خرجت في الشوارع واجتمعت في ساحة البلدية وأطلق النار على المتظاهرين. وفي دير بعلبة سمع إطلاق نار كثيف على شارع الستين وطريق دير بعلبة الرئيسي وأفيد عن وقوع جريحين. وقد شيع عمار العمر، الذي قتل إثر إصابته من قبل قوات الأمن. وقد عرض على صفحات «فيس بوك» شريط مصور لشابة من دير بعلبة، قتلت بعد إصابتها برصاص قناص في صدرها تدعى إيمان محمد أدهم من عشيرة بني خالد في الـ23 من عمرها. وبث الشريط صوت والدتها وهي تقول باكية: «الله يدمرك يا بشار».

وأفاد الناشطون بخروج طلاب مدينة تلبيسة في مظاهرات ظهر أمس، عمت الأحياء التي قررت الإضراب بعد قصفها واستهدافها ليل السبت وقطع الكهرباء عنها، خاصة في «حي المس». وأكد ناشط لـ«الشرق الأوسط» أن «المدينة قصفت بعد انشقاق مدرعة وعدد من الجنود وإطلاق نار بطلقات مطاطية للتمييز بين المنشقين والجيش التابع للأسد». وقد خرج أهالي المدينة ليل السبت في مظاهرة سموها «ما منحبك ومنحيي كل مين بسبك». وأكد الناشط أن «عدد القذائف تجاوز الأربعين قذيفة بشكل عشوائي على الأحياء، وأطلقت أعيرة نارية من الرشاشات و(الشليكا)، التي أطلقت النار بواسطتها مباشرة على المنازل الآمنة وتحركت المدرعات على الطريق الزراعي».

وأفاد الناشط بأن جموعا من الأهالي خرجوا بمظاهرة تكبير وتهليل نصرة لأهل حمص. وأكد أن حي الخالدية شهد إطلاق نار كثيفا وعشوائيا من مصفحات عسكرية شاهرة الأسلحة والرشاشات لترهيب الناس في الحي. وأكد أن «عناصر قوات الأمن أرادوا إسكات أصوات التكبير بقنابلهم».

وقد علمت «الشرق الأوسط» أسماء القتلى في حمص، وهم: فاطمة عبدو الضيخ، محمود جنيد، ناصر الحموي، خالد حسن الياسين، محمد عبد العزيز الطالب، الحاج محمد مسلماني (90 عاما)، من آل بويضاتي، ملهم شلار، نور الدين العطار، محمود قاسم النمر. ومعظم هؤلاء القتلى من مناطق تلبيسة وبابا عمرو وجب الجندلي ودير بعلبة والقصير.

وأفاد ناشطون بارتفاع عدد المعتقلين إلى 13 معتقلا أمس، ومن بينهم طلاب مدارس. وأكد شاب اسمه عامر من بانياس لـ«الشرق الأوسط» أن عربة أمن مليئة بالعناصر المدججين بكامل أسلحتهم وقفت في الساحة العامة في البيضا، وانتشرت في محيط المدرسة الابتدائية لمنع خروج مظاهرة. لكن الطلاب أبوا إلا أن تعلو هتافاتهم وهم يقولون: «الشعب يريد إسقاط النظام»؛ حيث استهدفوا برصاص الأمن وجرح 5 منهم. وأوضح عامر أن «قوات الأمن داهمت بناء حماد في حرستا مقابل جامع الزهراء واعتقلت كل الشباب الموجودين فيه، ودمرت المنازل التي داهمتها وسرقت منها أغراضا ومؤنا».

وأكد عامر لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ فترة بدأت قوات الأمن بأسلوب جديد في متابعة النشطاء في الداخل؛ حيث تقوم بتفتيش منزل أحد الناشطين ثم تنصرف. وبعد فترة تعود وتفتش البيت بشكل سريع مرة أخرى. والنتيجة أن النظام بعد فترة قصيرة يعتقل الناشط في مخبئه، والسبب أن أجهزة الأمن تقوم بزرع أجهزة تجسس في بيوت الناشطين، وبذلك تتعرف إلى أماكن اختبائهم من خلال أحاديث عائلاتهم عنهم أو معهم بعد مغادرة الأمن».

وقال ناشط لـ«الشرق الأوسط»: إن ألف جندي مدعومين بالمصفحات وعدد من الـ«بي تي آر» قاموا بمداهمات واسعة في مدينة زملكا القريبة من ريف دمشق، مستعينين بالجواسيس الملثمين». وأشار إلى أن المداهمات شملت معظم مناطق زملكا حول جامع التوبة وجامع البلد وفي محيط جامع الرضوان، وجرى إطلاق نار هناك وفي منطقة مزرعة زملكا أيضا جرت أعمال الدهم والاعتقال ورافق ذلك تكسير وتخريب وترويع للسكان، وشوهدت سيارات مدنية تقوم بالعمل معهم سيارة «كيا ريو» فضية وسيارة «سوزوكي». وجرى اعتقال عدد من الأشخاص واقتيادهم إلى جهة غير معروفة.

وفي تدمر، أكد ناشطون لـ«الشرق الأوسط» أنه بعد انقطاع الكهرباء ليلة السبت لمدة 20 دقيقة وسماع دوي رصاص من السجن العسكري تم صباح أمس إخراج عدد من الجثث من السجن العسكري في سيارة وذهبت إلى مكان مجهول. وأضاف الناشطون أن عربة أمنية وسيارات الأمن العسكري وقلاب «وتركس» في منطقة بعيدة عن تدمر تسمى «العليانية»، قد اعتقلت أكثر من 40 شخصا، وشوهدت «هليكوبتر» تحوم فوق المنطقة.

وفي دير الزور - شرق - تظاهر طلاب داخل مدرسة الفرات ثم خرجوا إلى الشارع والتقوا مظاهرة طلابية أخرى خرجت من مدرسة الشهيد معاذ الركاض للمتفوقين. وفي اللاذقية شنت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في منطقتي العوينة والقلعة منذ صباح أمس وجرت اعتقالات، في وقت تم تكثيف الوجود الأمني فيه في منطقة الصليبي.