الغنوشي يؤكد قناعة «النهضة» بأنه لا تناقض بين الإسلام والديمقراطية

الوزارات السيادية موضوع تفاوضي.. والدولة التونسية ليست علمانية بل عربية إسلامية

امير قطر لدى استقباله راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي في الدوحة أمس (واق)
TT

أكد راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة التونسي، قناعة الحزب بأنه لا تناقض بين الإسلام والعقل، ولا تناقض بين الإسلام والعلم والحداثة والديمقراطية.

وقال الغنوشي، في حديث لوكالة الأنباء الألمانية، عقب استقبال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، له أمس، في أول زيارة له لقطر بعد تحقيق حزبه الفوز في أول انتخابات ديمقراطية تجرى في تونس، «لا يمكن تصور تناقض بين الإسلام ومصلحة الإنسان. فكل ما فيه مصلحة للإنسان ويحقق العدل، فهو من الإسلام وإن لم يأخذ اسم الإسلام».

وحول مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في تونس، قال الغنوشي إن «المشاورات قد بدأت منذ أيام مع حزبين هما حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل الديمقراطي.. ونأمل خلال أسبوع أو أسبوعين أن يتم التوصل إلى تشكيل حكومة ائتلاف وطني لأول مرة في تاريخ تونس».

وأوضح أن الحكومة غالبا ما ستكون برئاسة حمادي الجبالي «الحكومة ستكون في كل الأحوال برئاسة حزب النهضة». وقال إن الوزارات السيادية: «موضوع تفاوضي.. وكذلك بالنسبة لشخصية الرئيس واختياره من بين عدة أسماء مطروحة لمنصب الرئاسة»، مشيرا إلى حرص «النهضة» على توسيع قاعدة التشاور لتشمل مزيدا من القوى السياسية.

وحول أولويات الحزب في المرحلة القادمة، قال إنها تنموية ولمواجهة الفساد، ووضع البلاد على طريق التنمية وإعطاء الأولوية للمناطق الأكثر حرمانا في سيدي بوزيد والقصرين وغيرها ومناطق الشمال الغربي والجنوب، «الأولوية لهذه المناطق التي عانت طويلا». وأضاف أن «هناك برنامجا للحركة لمواجهة البطالة، خاصة بين الشباب ودفع عجلة التنمية، وستنعقد لجان مختصة من الأحزاب المتحالفة للوصول إلى برامج للحكومة».

وحول رؤيته للأوضاع في بعض الدول العربية، قال: «نحن متفائلون بمصير الثورة العربية التي نجحت في مناطق وهي بصدد تحقيق النجاح في مناطق أخرى مثل سوريا واليمن، وربما هناك بلاد أخرى تتهيأ».

وعما إذا كان توجه «النهضة» هو استمرار للنظام الليبرالي العلماني في تونس، قال: «الدولة التونسية ليست دولة علمانية، بل دولة عربية إسلامية وفق ما هو مدرج في الدستور السابق، وسيدرج في الدستور الجديد أيضا».

وأضاف: «نحن لا نحتاج للعلمانية من أجل التسامح والتعددية والديمقراطية، فليست العلمانية والديمقراطية قرينتين لا تنفصلان، فهناك دول علمانية ديكتاتورية مثل الاتحاد السوفياتي، والفاشية كانت علمانية، وبورقيبة (الحبيب) وأتاتورك (كمال) علمانيان ديكتاتوريان، وهناك علمانيات ديمقراطية، وليس هنالك اقتران حتميا بين العلمانية والديمقراطية». وأكد الغنوشي قناعة الحركة بأنه لا تناقض بين الإسلام والعقل ولا تناقض بين الإسلام والعلم والحداثة والديمقراطية. وأضاف «لا يمكن تصور تناقض بين الإسلام ومصلحة الإنسان. فكل ما فيه مصلحة للإنسان ويحقق العدل، فهو من الإسلام وإن لم يأخذ اسم الإسلام».

وحول ما إذا كان الحزب، وهو على أعتاب تشكيل حكومة جديدة، قلق بشأن انتشار السلاح في الجارة ليبيا، قال الغنوشي: «هذا موضع قلق، ولكن نرى ليبيا تتجه للاستقرار وتجميع السلاح وضبط الأمن، وهناك تنسيق بين تونس وليبيا في كل المجالات بما في ذلك الأمني. فأمن تونس من أمن ليبيا».

وحول زيارته لقطر ولقائه الأمير القطري، قال الغنوشي إن «أمير قطر هنأه بالنجاح في الانتخابات في تونس، كما هنأ الشعب التونسي على نجاح أول انتخابات من نوعها تجرى في العالم العربي، ووعد أمير قطر بدعم مشاريع التنمية في تونس».