المجلس الوطني السوري خارج إطار المبادرة العربية.. وأعضاؤه يتابعونها عبر وسائل الإعلام

أحدهم لـ «الشرق الأوسط»: لم ترسل لنا أي ورقة رسمية ونحن من يمثل الثورة سياسيا

صبي سوري يرفع لافتة في درعا أمس يدعم فيها مطالب «الجيش السوري الحر» بتشكيل منطقة عازلة (أوغاريت)
TT

يعلق أعضاء المجلس الوطني السوري على المبادرة العربية باتجاه سوريا بالاستناد إلى البنود التي عممت إعلاميا، فحتى الساعة وكما يؤكد أنس العبدة عضو الأمانة العامة للمجلس أنه لم تصل إليهم أي ورقة رسمية من جامعة الدول العربية وهم وكما يقول يحاولون تتبع التعديلات التي يقال: إنها دخلت على النسخة الأصلية عبر الإعلام.

وبينما يتفادى بعض أعضاء المجلس التصويب على المبادرة مع العلم بأنهم يرفضون رفضا قاطعا بندا أساسيا فيها ألا وهو الجلوس على الطاولة لمحاورة النظام، يسعون وكما يقول أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إلى إعطاء فرصة لوقف نزيف الدم، مشددا على أن لا تنازل عن المبدأ الأساسي بأن أي تفاوض قد يتم مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لن يبحث إلا في كيفية تسليم السلطة.

وفي هذا السياق، يقول أنس العبدة لـ«الشرق الأوسط»: «ما هو أهم اليوم من قبولنا للمبادرة أو عدمه هو غياب أي مسعى جدي لدى النظام لبناء إجراءات ثقة على أرض الواقع. أول من أمس قتل 14 شهيدا ويوم الجمعة الماضي أسقط نحو 46 وبالتالي لا مؤشرات تدل على أن النظام بصدد الدخول بمناخ حواري مع المعارضة» متوقعا أن يستخدم الأسد في الساعات المقبلة «آخر ما توصلت إليه تقنيات التسويف والمماطلة والخداع للالتفاف حول المبادرة العربية والاستمرار بالحل الأمني».

وكشف العبدة أن «جامعة الدول العربية لم ترسل حتى الساعة أي ورقة رسمية عن المبادرة للمجلس الوطني»، قائلا: «حتى هذه اللحظة لم ترسل إلينا أي مبادرة رسميا ونحن نسمع بأن النسخة الأصلية تخضع لتعديلات عبر الإعلام وبالتالي وكوننا الممثل السياسي للثورة والمعنيين بالموضوع ننتظر أن تصلنا المبادرة للتعليق عليها واقعيا مع العلم بأننا كنا واضحين منذ البدء برفضنا مفهوم الحوار الذي يبحث بما هو خارج إطار تسليم السلطة» مشددا على أن «أي حوار مبني على البحث بالإصلاحات وبقاء الأسد حتى الـ2014 مرفوض».

ولم يقر العبدة بعدم وضع المجلس الوطني بأجواء المبادرة حتى الساعة أي تخط لدوره لافتا إلى أنه «وإذا تحدثنا من الناحية البروتوكولية فإن بحث المبادرة مع النظام أولا أمر مفهوم كونه عضوا في جامعة الدول العربية»، وأضاف: «ما نطالب به جامعة الدول العربية اليوم التوقف عن إعطاء المهل التي تسمح للنظام بالتسويف والمماطلة، تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية والعمل على إيجاد آلية واضحة وفعالة لحماية المدنيين والاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا سياسيا للثورة بعد أن حصل على تأييد شباب الثورة في الداخل».

واعتبر العبدة أن المبادرة العربية «بمثابة فرصة أخيرة للنظام ليوفر على نفسه مزيدا من الجرائم وكي يتفادى المحاكمة»، وقال: «تعاونه لوضع آلية لتسليم السلطة فرصة ذهبية للنظام كي لا يلقى مصير نظام العقيد الليبي معمر القذافي. نحن لن نساوم على شرط تسليم السلطة وإذا رفض النظام هذا الشرط فسيكون هو من يفشل المبادرة العربية».

بدوره، يمتلك مأمون النقار عضو المجلس السوري نظرة تفاؤلية للوضع، إذ يؤكد أن «مسألة سقوط النظام أصبحت مسألة أيام»، متوقعا أن ينهار كليا الشهر المقبل. وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدد النقار على «عدم إمكانية محاورة نظام يقتل شعبه إلا في كيفية انتقال السلطة حتى ولو قدمنا مليون شهيد»، وأضاف: «المبادرة العربية انتهت، والنظام السوري هو من وضع حدا لها».

واعتبر النقار أن «المعارضة لم تعد بحاجة لطلب أي تدخل عسكري أجنبي لأن النظام ينهار نتيجة الحراك الشعبي الداخلي»، لافتا إلى أن «هذه المعارضة تبحث اليوم في ما بعد بشار الأسد»، متحدثا عن «مئات الخبراء الذين يضعون الخطط الاقتصادية والسياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة».