قيادي في طالبان الأفغانية يرفض المساعي الأميركية للسلام

أفغانستان: مقتل شخصين في هجوم انتحاري على مركز إمدادات تابع للناتو

TT

أعلن مسؤولون أفغان أن مدنيين اثنين قتلا أمس عندما اقتحمت سيارة مفخخة، بداخلها انتحاريان، مركز إمداد تابعا للقوات العاملة تحت قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في غرب البلاد. وقال نور خان نيكزاد المتحدث باسم شرطة ولاية حيرات إن الانتحاريين اندفعا بسيارتهما المفخخة لتقتحم بوابة مركز الدعم اللوجيستي، ثم فجرا نفسيهما.

وأضاف: «أعقب الانفجار (هجوم) نفذه ثلاثة أشخاص آخرون، على الأقل، يرتدون زي الجيش الأفغاني»، مضيفا أن تبادلا لإطلاق النار دار بين هؤلاء المهاجمين وقوات الأمن الأفغانية.

وقال إن تبادل إطلاق النار انتهى بعد ساعات قليلة، حيث قتل المسلحون الثلاثة. ودعمت القوات الدولية العاملة تحت قيادة الناتو القوات الأفغانية خلال الاشتباك.

تجدر الإشارة إلى أن مركز الدعم اللوجيستي في منطقة جوزارا بولاية حيرات على مشارف عاصمة الولاية يوفر الإمدادات اللازمة للجيش الأفغاني والقوات الإيطالية المنتشرة العاملة تحت لواء الناتو.

إلى ذلك قال زعيم من القيادات الوسطى في حركة طالبان الأفغانية، احتجز مقاتلوه اثنين من الصحافيين الفرنسيين لمدة أكثر من عام، إن سعي الولايات المتحدة لإجراء محادثات سلام ما هي إلا محاولة لإحداث شقاق بين الإسلاميين.

وفي فرصة نادرة لمعرفة طريقة تفكير أحد قادة طالبان، قال قاري محمد مجاهد إن الولايات المتحدة تحاول حفظ ماء الوجه بعد خسائرها في ساحة المعركة.

وقال لـ«رويترز» في مقابلة ببلدة تشامان الباكستانية على الحدود الأفغانية: «دماء الآلاف من مجاهدينا بدأت تؤتي ثمارها، والآن الولايات المتحدة وحلفاؤها يستجدوننا لمساعدتهم على الخروج من أفغانستان بشكل مشرف».

وترغب الولايات المتحدة في تحقيق الاستقرار في أفغانستان لأقصى درجة ممكنة قبل نهاية عام 2014، موعد انسحاب كل القوات القتالية التابعة لحلف شمال الأطلسي، وهي تؤكد على الحاجة إلى سعي كل الجماعات المسلحة للسلام. وتقول الولايات المتحدة إنها ما زالت مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع المسلحين المستعدين لقطع العلاقات مع تنظيم القاعدة ونبذ العنف واحترام الدستور الأفغاني.

ومجاهد الذي تبدو على ملامحه الصرامة، وكان يحمل مسدسا أميركيا، ليس عضوا في تشكيل القيادة العليا لطالبان، وهو قائد في إقليم كابيسا إلى الشمال الشرقي من كابل.

لكن آراءه تلقي بالضوء على كيفية تفسير زعماء القيادات الوسطى للحملة الأميركية للمصالحة. وقال مجاهد الذي كان يحيط به حراس يحملون بنادق كلاشنيكوف: هذه هي دعايتهم في الولايات المتحدة لتقسيم جماعاتنا المقاتلة المختلفة. لقد هزمتهم طالبان في ساحة القتال، وهم الآن يعملون على التوصل إلى خروج مشرف من أفغانستان.

وخلال زيارة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد في الآونة الأخيرة، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن الوقت حان لإشراك كل الجماعات المسلحة في المفاوضات.

وتقول الأمم المتحدة إن العنف بلغ أسوأ مستوى منذ عام 2001، لكن تقريرا صدر مؤخرا لوزارة الدفاع الأميركية البنتاغون قال: إن العنف تراجع.

وقال مجاهد إن طالبان اكتسبت ثقة بما يكفي لتخوض المعارك طوال العام. وكانت هجمات المسلحين تنحسر في الشتاء نظرا لأن الثلوج في هذا الوقت تكسو الممرات الجبلية التي يستخدمونها في العبور من مخابئهم في باكستان. وقاري محمد مجاهد هو الاسم الحركي له في طالبان. وهو لا يرغب في استخدام اسمه الحقيقي خشية أن تعتقله أو تقتله القوات الغربية أو الأفغانية. وقال مجاهد إنه أصبح وثيق الصلة بزعيم طالبان، الملا محمد عمر، بمرور السنين، وإنه أمضى وقتا في قندهار، معقل طالبان، حيث رأى ذات مرة أسامة بن لادن زعيم «القاعدة» السابق وعددا من أنصاره من المقاتلين العرب.

وقال مجاهد إن أنصاره احتجزوا الصحافيين الفرنسيين ايرفيه جيسكيير وستيفان تابونييه في أفغانستان لمدة عام ونصف العام، قبل الإفراج عنهما في يونيو (حزيران).

وأضاف: «الصحافيان الفرنسيان اللذان تشير إليهما لم يبلغانا قبل المجيء إلى مناطقنا. كان من الممكن أن يكونا جاسوسين لأن الأعداء كثيرا ما كانوا يتجولون في مناطقنا متنكرين كصحافيين. لم نعلم أنهما صحافيان».