حركة الشباب الإسلامية الصومالية تتوعد بـ«حرب لا نهاية لها» في كينيا

واشنطن تعرب عن حذرها من دعوة كينيا لفرض حصار على مرفأ كيسمايو الصومالي

TT

توعدت حركة الشباب الإسلامية الصومالية أمس كينيا بـ«حرب لا نهاية لها»، بسبب دخول قوات كينية إلى مناطق في جنوب الصومال. وقالت حركة الشباب الصومالية أمس إنها تقوم ببناء دفاعات ستدخل القوات الكينية التي تقاتلها في «حرب لا نهاية لها»، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

ودخلت دبابات وجنود كينيون إلى مناطق جنوب الصومال التي تسيطر عليها حركة الشباب الشهر الماضي لقتال المسلحين وتقليص قدراتهم على شن هجمات عبر الحدود.

وجاء في بيان لحركة الشباب المرتبطة بـ«القاعدة» أن «المجاهدين الشباب سيدافعون عن الصومال، وسيدخلون كينيا في حرب لا نهاية لها». وأضاف البيان «سنهزمهم مثل الدول الكبرى الأخرى التي عانت عندما هاجمت الصومال، وسترون العواقب».

ومنذ دخول الصومال في حرب أهلية عام 1991، حاولت العديد من الجيوش الأجنبية بما فيها القوات الأميركية وقوات حفظ السلام الدولية والقوات الإثيوبية في عام 2006، إرساء الاستقرار في البلد المضطرب، إلا أنها فشلت في ذلك. ويقول الجيش الكيني إن مقاتلي حركة الشباب تلقوا ثلاث دفعات من الأسلحة والذخيرة هذا الأسبوع، وأوعز لسكان عشر بلدات في جنوب الصومال بمغادرة المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب قبل هجوم وشيك.

وقال الميجور إيمانويل شيرشير، المتحدث باسم الجيش الكيني، في رسالة على موقع «تويتر» أمس «سنعمل في وقت قريب على عرقلة تدفق الأسلحة، وسنضمن ألا تكون فعالة». إلا أن حركة الشباب نفت وصول أسلحة لها جوا، وقالت إن تلك حجج تسوقها كينيا لتشريع قتل المدنيين قبل شن هجومها المتوقع.

وقالت الحركة في البيان الذي نشرته على موقع إسلامي «هذه دعاية رخيصة لتشريع القتل العشوائي للصوماليين». وأعلنت كينيا أنها ستحقق في أنباء عن مقتل مدنيين أثناء غارات جوية على مدينة جلب التي يسيطر عليها المتمردون في عطلة نهاية الأسبوع، حيث قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن خمسة مدنيين قتلوا. إلا أن المسلحين أعربوا عن خشيتهم من وقوع أعداد أكبر من المدنيين في الهجمات العسكرية التي شنها الجيش الكيني على مواقعهم. وقالوا في البيان «هذه خطة لشن عقاب جماعي ضد شعب الصومال المسلم.. إن قتل كينيا للمدنيين في جلب هو شهادة واضحة على ذلك».

وفي واشنطن، أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن حذرها حيال طلب كينيا والصومال دعما دوليا لفرض حصار على مرفأ كيسمايو، معقل حركة الشباب الإسلامية في الصومال، مشيرة إلى أن هذا النوع من العمليات قد يؤدي إلى «نتائج غير منتظرة».

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن «فرض احترام عمليات الحصار هو بشكل عام صعب التحقيق، وقد تكون له نتائج غير متوقعة في ظل أزمة إنسانية»، في إشارة إلى الجوع الذي يضرب منطقة القرن الأفريقي. وأضافت أن «هذا الاقتراح يجب أن يبحث مع الشركاء الدوليين خصوصا الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن، مع وضع استراتيجية شاملة من أجل فرض السلام والاستقرار في الصومال».

ودعت كينيا والصومال يوم الاثنين الماضي إلى دعم دولي من أجل فرض حصار على مرفأ كيسمايو (جنوب)، معقل حركة الشباب الإسلامية التي أعلن البلدان استراتيجية مشتركة ضدها.

من جهة أخرى، ذكرت وسائل الإعلام الكينية أمس أن شحنة أسلحة - تفيد تقارير بأنها الثالثة من نوعها - جرى توصيلها لمسلحي جماعة «الشباب» في الصومال، بينما نفت ذلك بشدة إريتريا - التي كثيرا ما يلقى عليها باللوم في تهريب الأسلحة.

وذكرت وزارة الخارجية الإريترية في وقت متأخر أول من أمس في بيان رسمي نادر أن «حكومة إريتريا تعلن بشكل قاطع أن هذه الاتهامات مجرد اختلاقات وأكاذيب، حيث إن إريتريا لم ترسل أي أسلحة إلى الصومال».

ووصف البيان، الذي جاء ردا على اتهامات بوصول شحنتي سلاح كبيرتين لجماعة الشباب يوم الثلاثاء الماضي، هذه الاتهامات بأنها «منافية للعقل». وألقت وزارة الخارجية الإريترية باللوم على إثيوبيا في إطلاق «حملة المعلومات المضللة».

واتهمت لجنة خاصة من الأمم المتحدة معنية بمنطقة القرن الأفريقي، إريتريا بدعم جماعة الشباب في ما يعتقد أنها حرب بالوكالة مع إثيوبيا.

وتعهدت كينيا، التي تعمل قواتها في جنوب الصومال وتقاتل الجماعة الإسلامية، بأن تشن غارات جوية لتدمير الأسلحة التي وصلت لجماعة الشباب.