مساعد كلينتون: مساعداتنا العسكرية لإسرائيل ليست عملا خيريا

قال إن إدارة أوباما تضغط على الكونغرس لمنح تل أبيب 30 مليار دولار.. وإيران تهدد أمن المنطقة

TT

أكد آندرو شابيرو، مساعد وزيرة الخارجية للشؤون العسكرية، على التزام الولايات المتحدة الدائم والمستمر والعميق بأمن إسرائيل والحفاظ على تفوقها العسكري. وأعلن خلال ندوة أقامها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أمس، أن إدارة الرئيس أوباما تضغط على الكونغرس للموافقة على تخصيص مبلغ 30 مليار دولار كمساعدات لإسرائيل خلال السنوات العشر القادمة، موضحا أن هذا المبلغ هو أكبر مساعدات عسكرية تتقدم بها الولايات المتحدة في تاريخها. وقال إن دول منطقة الشرق الأوسط تحصل على مساعدات أميركية بمبلغ إجمالي 5.5 مليار دولار، وتحصل إسرائيل على 60 في المائة من هذا المبلغ، حيث تحصل على 3 مليارات دولار سنويا.

وأوضح شابيرو أن التزام الإدارة الأميركية بدفع 30 مليار دولار على مدى عشر سنوات لإسرائيل قد يراه البعض مبلغا كبيرا من أموال دافعي الضرائب الأميركيين، ويتساءل عن مدى ضرورة استمرار ذلك، مؤكدا أن استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل يصب في مصلحة الأمن القومي الأميركي. وقال «إن دعم أمن إسرائيل وتفوقها العسكري في مصلحتنا، لأن إسرائيل تحافظ على الاستقرار في المنطقة، وإذا ضعفت إسرائيل فسيشجع ذلك أعداءها على شن هجوم عليها، وبذلك يتم تقويض السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف شابيرو «إننا لا نقدم المساعدات لإسرائيل كنوع من العمل الخيري، وإنما نقدمها لضمان استقرار الأمن في المنطقة».

وأشار مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة تغييرات، وأن الأحداث تحمل قدرا من عدم اليقين. وقال «خلال تلك التغييرات التي تجري في المنطقة، يمكن لإسرائيل أن تتأكد أن الولايات المتحدة تساندها، وأننا ندرك التحديات التي تواجه أمنها، ونأخذ عوامل عدم التيقن في الحسبان وفي تحليلنا لما يحدث في هذا الإقليم». وأشار شابيرو إلى أن التزام الولايات المتحدة ببرنامج التفوق الكيفي العسكري (QME)، ووصفه بأنه «التزام لا يهتز»، حيث تضمن الولايات المتحدة التفوق العسكري الإسرائيلي عن كل دول المنطقة. وأشار إلى التدريبات العسكرية المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، وإلى قدرات إسرائيل على النفاذ إلى أحدث التكنولوجيات العسكرية وأحدث التدريبات، وإلى التزام الولايات المتحدة بتعزيز الترسانة العسكرية الإسرائيلية بأحدث الأنظمة الدفاعية وأنظمة التحذير ضد أي هجمات صاروخية، وحصول القادة العسكريين من إسرائيل على أحدث الخبرات من المدارس العسكرية. وأوضح أن المبيعات العسكرية الأميركية لإسرائيل تؤكد حصول إسرائيل على أعلى التقنيات الحديثة، ومنها مبيعات المقاتلة «إف 35» للطيران العسكري الإسرائيلي.

وقال شابيرو إن «إسرائيل هي الدولة الوحيدة المسموح لها بالاشتراك في الأبحاث العسكرية وتسويق ربع المبيعات العسكرية الأميركية خارج البلاد (أوف شور)». وأشار مساعد وزيرة الخارجية إلى التدريبات المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة في الخريف الماضي تحت اسم «تدريبات الكوبرا»، التي تعد أكبر تدريبات مشتركة تقوم بها الولايات المتحدة، وإلى مجالات تعاون أميركية إسرائيلية في مجال المعدات الطبية التي وفرتها إسرائيل لعلاج القوات الأميركية في العراق، وإلى تعاون اقتصادي في مجال تبادل السلع والخدمات والتي توفر فرص عمل للأميركيين.

وأكد شابيرو أن إدارة الرئيس أوباما فعلت الكثير لمساندة إسرائيل أكثر مما فعلته الإدارات الأميركية السابقة، ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال. وأشار إلى مناقشات بين وزارة الخارجية والبنتاغون حول السياسات التي يمكن اتخاذها لمواجهة أي تهديدات خاصة في المنطقة العربية.

وأكد شابيرو كذلك أن مساندة إسرائيل مهمة للأمن القومي الأميركي، حيث تتشارك كلتا الدولتين في الأهداف والمصالح منذ أكثر من ستة عقود، وهي أهداف ومصالح تتعلق بمكافحة الإرهاب ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل خاصة لدى إيران أو لدى الجماعات الإرهابية، والحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتعاون مع دول المنطقة والوصول إلى حل إقامة الدولتين مع فلسطين من خلال المفاوضات.

وقال شابيرو إن إيران متمسكة بتهديد استقرار المنطقة من خلال استمرارها في برنامجها النووي، وأشار إلى تصريحات وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأنه «لا يوجد خطر أكبر على أمن إسرائيل من إيران نووية»، وإلي قيام إيران بمساندة حزب الله وحماس لمهاجمة إسرائيل. وأوضح أن إيران أصبحت اليوم معزولة عن المجتمع الدولي وأصبح حصولها على مواد لصنع القنبلة النووية صعبا. وحذر شابيرو إيران من أنها ستشهد تغييرات داخلية كما شهدت دول المنطقة.

وأشار مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إلى أن سوريا تشكل تهديدا لأمن إسرائيل باعتبارها الرابط والقناة بين حزب الله وإيران، وتقوم بتقديم مساعدات لوجيستية لهما، وتوفر التكنولوجيا لصواريخ حزب الله التي تطلق على إسرائيل، حيث يمتلك كل من حماس وحزب الله ترسانة من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وهو ما يهدد أمن إسرائيل. وأشار إلى قيام الكونغرس الأميركي بتوفير 205 ملايين دولار العام الماضي لتطوير أنظمة مكافحة الصواريخ لدى إسرائيل. وأضاف أنه مع تصاعد أعمال العنف والقمع للمحتجين في سوريا، ورفض نظام الرئيس بشار الأسد القيام بخطوات لتحقيق انتقال سلمي للسلطة «في ظل هذه الظروف فإن تحقيق انتقال سلمي للسلطة هو الحل، ونشجع الأسد على القيام بذلك». ودافع شابيرو عن رؤية الإدارة الأميركية لتحقيق حل إقامة الدولتين عن طريق المفاوضات وليس عن طريق المنظمات الدولية.

وألقى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الضوء على مباحثات ومفاوضات أميركية مع دول المنطقة العربية لتوثيق العلاقات في مجال الدفاع المشترك والقيام بمبادرات لتكون المعاهدات العسكرية مع دول المنطقة أكثر عمقا بما لا يسمح بأي هزة للاستقرار في المنطقة. وأشار إلى العلاقات الأميركية المتميزة مع الأردن ومصر والتي تستفيد منها إسرائيل في تعزيز أمنها، وقال «نقدم للأردن 300 مليون دولار كمساعدات، ونقدم لمصر 1.3 مليار دولار، ونؤمن بأن مصر تمر بعملية انتقال لتكون مثالا للديمقراطية والاستقرار في المنطقة، ولتقوم بدورها الريادي وتستمر في علاقات جيدة مع إسرائيل». وأثنى شابيرو على التعاون المصري الإسرائيلي في تنفيذ صفقة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وأكد على دور كلينتون في إثناء الكونغرس الأميركي عن فرض شروط على المعونة الأميركية العسكرية لمصر.