حملة عربية لمعايدة أهالي حمص تنطلق على «تويتر» و«فيس بوك»

من المتوقع أن تمتد إلى مدن أخرى

TT

تبنت مجموعة من الشباب السعوديين حملة بعنوان «callHoms» لتهنئة أهالي مدينة حمص بالعيد في أيام تعاني منها المدينة من القصف. وكانت الحملة التي ظهرت على «تويتر» و«فيس بوك» لاحقا قد جذبت أعدادا هائلة من مستخدمي الموقعين من جميع البلاد العربية وطرحت بديلا عمليا لمن أراد أن يعبر عن تضامنه مع الشعب السوري في محنته. النداء كان كالتالي «حمص تتعرض لهجمة شرسة، لا أقل من مكالمة معايدة ومواساة، مفتاح حمص:

فقط اطلب 00963 ثم 31 ثم 21 أو 22 أو 24 أو 25 ثم 5 أرقام عشوائية، لا تتحدث بالسياسة أو الأخبار، فقط دعاء عام وكلام طيب، ثم اكتب تجربتك هنا».

أما حملة «فيس بوك» فكانت عبارة عن دعوة للمشاركة في حدث عام أطلقته مجموعة تحمل اسم «معكم» وفي خلال ساعات بلغ عدد المشتركين في الصفحة 1674 مشاركا.

هذه الدعوة تحولت إلى حديث الساعة على المواقع الاجتماعية العربية وانطلقت المشاركات تتوالى بعضها تشجع الفكرة والأخرى تسأل عن أرقام للاتصال بها وأخرى تحذر المتصلين من الحديث بالسياسة ولكن كان هناك أيضا من دعا لعدم الاتصال بأهالي المدينة خوفا من المخابرات السورية.

وعلى مدى ساعات حرص المشاركون في حملة «callHoms» على تدوين نتائج محاولاتهم فكتب أحدهم أنه لم يوفق في الاتصال بأي منزل ولكنه سيستمر بالمحاولة وقال ممثل كوميدي سعودي إنه اتصل على شخص من مؤيدي النظام وانتهت المكالمة بينهما بمشادة حادة ولكن ذلك لم يمنعه من المحاولة مرة أخرى ليوفق هذه المرة بالاتصال بامرأة تمنى لها عيدا مباركا.

ولكن البعض أيضا حذر من أن يكون الاتصال سببا للأذى للطرف السوري مثل أحد الأشخاص الذي كتب «يا جماعة الخير الفكرة حلوة بس والله إزعاج وهمه عندهم قصف وخطوطهم مراقبة بتضروهم أكثر ما تنفعوهم». وآخر قال «يا جماعة الفكرة هذه غير حميدة، النظام السوري من أقوى الأنظمة المخابراتية في المنطقة ويعرف كل صغيرة». وعلق البعض أن المخابرات السورية قد تنزل العقاب بمن يتلقى تلك الاتصالات، خصوصا إذا دار الحديث حول معاناة أهل حمص وسوريا. ورغم حرص الكثيرين على التأكيد على المتصلين أن تكون صيغة الكلام عامة وتقتصر على التهنئة بالعيد، فإن هناك من أضاف على التهنئة الدعاء بالنصر للسوريين وزاد آخرون بالدعاء على بشار الأسد وهو ما أنهى المكالمات بشكل فجائي.

وحيث إن المتصلين لم يكونوا يعرفون الأرقام فقد قاموا بتكوين أرقام عشوائية وكانت نتيجة ذلك أن خابت الكثير من المحاولات ولكن ذلك لم يثن عزم البعض، حيث كتب أحدهم عن تجربته على «تويتر» مؤكدا أنه قام بعمل 20 محاولة فاشلة ولكنه سيستمر حتى الوصول إلى أي شخص. وقالت إحدى المشتركات «حظي ما ييجي إلا بالتجارة والمؤسسات وآخر شيء ردت على حرمة عجوز تشكر اتصالي وتقول أكثروا لنا من الدعاء». أما ماجد فكتب «تونا مقفلين أنا وأبوي دقينا مسك معانا الخط على ولد بس سلمنا عليه كان مرا ذوق وقال لا تنسونا من دعائكم». وأخرى وضعت نص المكالمة كالتالي: «اتصلت على بابا عمرو قبل شوي وردت علي صبية - السلام عليكم - وعليكم السلام مين معي؟

- كل عام وأنت بخير - وأنت بخير مين معي؟

- أنا أختك من قطر حبيت أقلك إن إحنا معكن وعم ندعيلكن دايما - تسلمي الله يخليكي - كيف العيد عندكن؟

- الحمد لله كل شيء تمام ما في شيء (كانت خايفة ومتفاجأة ومو عارفة كيف تتصرف وأنهت المكالمة سريعا)». وكتبت أخرى على «تويتر»: «حادثت قبل قليل إحدى الحمصيات وحين أخبرتها عن الفكرة ضحكت بفرح وقالت مبسوطة كثير لأن الناس متذكرينا وهذه فكرة جميلة جدا».

ولكن المكالمة التي تحولت إلى ما يشبه نجم الحملة فكانت من السعودي محمد الملحم الذي قام بتسجيل مكالمته مع إحدى السيدات في حمص وقام بوضع التسجيل على الموقع وتداوله الكثيرون من بعده معلقين على المكالمة المؤثرة وأضافوا دعواتهم للمدينة الباسلة، حيث كتبت لولوة «مكالمة من أخ سعودي لامرأة حمصية حرة.. بكتني المكالمة الله ينصرهم»، وآخر كتب «مكالمة من أخ سعودي لامرأة حمصية حرة الله يجزيه خيرا أدخل البهجة عليها».

ومع انتهاء يوم أمس قرر الكثيرون أن حملة المعايدات ستستمر طوال أيام العيد وأنها ستمتد من حمص إلى مدن سورية أخرى، واقترح أحد المشاركين في حملة «فيس بوك» أن يبدأ الأعضاء بإرسال رسائل على الجوالات قائلا «ما عم يعلـقوا الخطوط.. جاري إرسال رسائل! هل من طريقة لتحديد موبايلات حمص؟ الرسائل ستكون لكل سوريا وليست لحمص فقط».