غوانتانامو: المتهم بتفجير المدمرة الأميركية «كول» يمثل أمام المحكمة اليوم

عبد الرحيم الناشري يواجه عقوبة الإعدام

TT

من المقرر أن يمثل الرجل المتهم بأنه العقل المدبر لحادث تفجير المدمرة الأميركية «كول» في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، أمام المحكمة اليوم في معسكر الاعتقال البحري الأميركي في خليج غوانتانامو. ويعد عبد الرحيم حسين محمد الناشري، السعودي المولد (46 عاما), أول معتقل في قاعدة غوانتانامو يحاكم أمام محكمة عسكرية، منذ أن أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مارس (آذار) الماضي باستئناف محاكمة بعض المتهمين بالإرهاب المعتقلين في غوانتانامو، ويمكن أن يواجه الناشري عقوبة الإعدام. يذكر أن الناشري متهم بالتآمر لتفجير السفينة الأميركية أثناء رسوها قبالة ساحل اليمن، حيث قتل في الانفجار الذي أحدث فجوة واسعة في جانب السفينة 17 بحارا أميركيا، كما أصيب في الهجوم أكثر من أربعين بحارا آخرين، وتعرض الناشري عدة مرات لأسلوب في التعذيب يسمى «الإيهام بالغرق»، وهو أسلوب يقوم على جعل الشخص الذي يجري تعذيبه يشعر كأنه يشرف على الغرق، وذلك بحسب الوثائق الصادرة في عام 2009، وفي عام 2007 اعترف المتهم بارتكاب حادث الهجوم على المدمرة «كول»؛ نتيجة تكرار تعذيبه بأسلوب «الإيهام بالغرق». وبحسب الوثائق التي كشف عنها هذا الشهر يرغب المحامون الذين يتولون الدفاع عن الناشري في الإفراج عنه في حال ثبوت عدم إدانته.

وتزعم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الناشري كان أيضا وراء محاولة الهجوم على المدمرة الأميركية« يو إس إس سوليفان» في خليج عدن في يناير (كانون الثاني) 2000، والهجوم على ناقلة النفط المدنية الفرنسية «إم في ليمبورج» بخليج عدن في أكتوبر (تشرين الأول) 2002، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل شخص واحد. ويواجه الناشري مجموعة من الاتهامات تشمل القتل، والشروع في القتل في انتهاك لقانون الحرب والإرهاب، والتآمر لارتكاب الإرهاب، وجرائم أخرى.

يذكر أن أوباما يحاول المضي قدما في محاكمة المتهمين في إطار خطته الرامية إلى إغلاق معسكر السجون الأميركي في كوبا، الذي لا يزال يضم نحو 170 سجينا مقابل قرابة 800 متهم في مطلع العقد الحالي. وكان الرئيس الأميركي وعد أثناء حملته الانتخابية عام 2008 بإغلاق معسكر السجون في غوانتانامو الذي كان محلا للانتقاد الدولي؛ لكونه يمثل انتهاكا للأعراف القانونية الأميركية والمعايير الحقوقية، حيث جرى احتجاز المعتقلين طيلة سنوات دون أي تهمة، وفي مارس الماضي وإزاء معارضة الكونغرس ومسؤولين آخرين، قرر أوباما تعليق قرار الإغلاق.

ومن بين المعتقلين في معسكر غوانتانامو أيضا خالد شيخ محمد، الذي يزعم أنه هو المنسق لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، التي أودت بحياة قرابة ثلاثة آلاف شخص في نيويورك وواشنطن.

قضية شيخ محمد تؤكد الجدل الدائر حول معسكر السجون، فقد كان من المقرر قبل عامين محاكمته أمام محكمة مدنية في نيويورك، لكن وزير العدل الأميركي، إريك هولدر، أحال قضيته إلى محكمة عسكرية في أبريل (نيسان) الماضي، في ظل معارضة المسؤولين في بلدية نيويورك وعامة الشعب.