مفتي سوريا: الأسد سيترك السلطة بعد الانتهاء من الإصلاحات.. ويريد العودة لممارسة طب العيون

البيانوني لـ «الشرق الأوسط»: من سيسلم عيونه لبشار.. هذا الرجل الذي تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء؟

مظاهرة في النعيمة بحوارن أمس
TT

لم تلق تصريحات مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون الأخيرة والتي أعلن خلالها أن الرئيس السوري بشار الأسد يريد العودة إلى مزاولة «طبابة العيون وأنه سيترك السلطة بعد أن ينتهي من عملية الإصلاحات»، الكثير من الأخذ والرد بين صفوف المعارضة التي لم تقرأ أي جدية بما تم إعلانه، واضعة تصريحات المفتي في إطار مساعي الأسد للمناورة وعملية الالتفاف على الأزمة.

وكانت مجلة «دير‎ ‎شبيغل» الألمانية نقلت عن حسون قوله: إن الرئيس السوري بشار الأسد «يريد العودة إلى مزاولة طبابة العيون بعدما ينتهي من عملية الإصلاحات في سوريا ومنها السماح بتشكيل أحزاب وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا»، مشيرا إلى أن «بشار الأسد لن يبقى رئيسا مدى الحياة لسوريا، وأنه سيترك السلطة بعد أن ينتهي من عملية الإصلاحات».

وكرر حسون تحذيره للحلف الأطلسي من تدخل عسكري في سوريا قائلا: «إن التدخل العسكري ستكون له ‏تداعيات كارثية تؤدي إلى القيام بتفجيرات انتحارية في الدول الغربية». ‏وأضاف: «إن مثل هذا التدخل العسكري سيؤدي إلى إشعال العالم» وإن «حمام الدم سيطال أوروبا». وأشار حسون إلى أن «الرئيس الأسد هو المسؤول عن الأخطاء السياسية والاقتصادية في سوريا»، لكنه أضاف أن الأسد «سيفي بتعهداته تجاه المبادرة العربية»، مطالبا الأوروبيين «أن يكونوا أكثر التزاما تجاه سوريا، لأنهم الأفضل للوساطة لإقرار السلام في سوريا مقارنة بجامعة الدول العربية».

غير أن مفتي سوريا حمل من سماهم بـ«المتشددين القادمين من دول مجاورة وخطباء السنة في السعودية ودول الخليج، الجزء الأكبر من المسؤولية عن العنف الحالي» في سوريا، وقال إن «هؤلاء الخطباء يحرضون الناس في سوريا».

من جهة اخرى وصف علي صدر الدين البيانوني، القيادي في الإخوان المسلمين في سوريا، الشيخ حسون مفتي سوريا بأنه «مفتي السلطان»، أي أنه يأتمر بأوامر حزب البعث، وقال البيانوني (أبو أنس)، المرشد العام الأسبق لإخوان سوريا، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «في كل زمان ومكان ستجد علماء السلطان، ينسون دينهم من أجل الحاكم، ومنهم المدعو حسون». وأوضح أن الشيخ علي الصابوني وصف من قبل حسون بأنه «مفتي البعث، وليس البلاد، أي أنه اشترى دنياه بآخرته».

وعلق البيانوني بقوله: إن المدن السورية قالت كلمتها في مظاهرات سلمية «ارحل»: «ألا يكفيه 12 عاما من الفساد والظلم والاستبداد؟ لقد طلع عيون الشعب الأبي خلال سنوات حكمه، وهو رابض على قلب الشعب السوري مع زمرته من الشبيحة، وبعد ذلك يريد أن يعالج عيون السوريين، فليرحل عنا».

وتساءل: «بالله عليكم من سيسلم عيونه لبشار، هذا الرجل، الذي تلطخت يداه بدماء الأطفال والنساء الأبرياء؟». وأضاف: «لأول مرة نسمع أن مفتيا يحذر من عمليات إرهابية سيقوم بها الشبيحة، في الغرب هذا هو ما يمثل صورة النظام السوري» وأكد البيانوني أن الثورة السورية ماضية إلى تحقيق أهدافها حتى النهاية «والموضوع مسألة وقت». وقال: «سيسقط هذا النظام، ألا يكفيه دماء 3500 قتيل في غضون 8 شهور؟».

وتساءل البيانوني: «بعد كل الجرائم التي يقشعر لها البدن ما زال حسون ينصب نفسه مفتيا، أين ستذهب يا حسون ومئات القتلى من الأطفال وآلاف القتلى وعشرات الآلاف المعتقلين وغيرها من الجرائم التي لم يسبق لها مثيل بسبب فتاواك وعلمك بكافة الانتهاكات اللاإنسانية من قبل شبيحك الأكبر وشبيحته؟».

وتوقع البيانوني أن «ينحاز الجيش السوري بأكمله في نهاية المطاف إلى صف الشعب السوري، وأن يرفض إراقة دماء السوريين».

واعتبر عضو المجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري سمير نشار أن ما ورد في حديث المفتي «لا يعكس أكثر من محاولة للأسد لامتصاص النقمة الشعبية عليه والإيحاء بأنه ربما يترك منصبه في عام 2014»، واصفا ما أعلنه المفتي بـ«المناورة» ولافتا إلى أن الأسد يقوم «بهذا الإطار بعملية التفاف على الأزمة على غرار موقفه من مبادرة جامعة الدول العربية». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، شدد نشار على أن «كلام المفتي لا يلزم الرئيس الأسد لأنه هو نفسه (أي المفتي حسون) قد يتغير بعد أشهر»، متسائلا: «لماذا لم يخرج الأسد نفسه ليعلن رغبته بالتنحي؟ هو وحتى الساعة يرفض مخاطبة الشعب ما يجعل سقف المطالب الشعبية يرتفع للمطالبة أبعد من تنحي الرئيس بمحاكمته».

وإذ أكد نشار أن الأسد وبنظر الشعب السوري «فقد مصداقيته»، لفت إلى أن «كل ما تريده الجماهير حاليا هو أن ترى الأسد وطاقمه يرحلون» متوقعا أن «تكون نهايتهم أشبه بالمشهد الليبي»، وأضاف: «نحن لا نتمنى هكذا نهاية لأننا نتوق لأن تنتشر في منطقتنا ثقافة العدالة والقانون البعيدة عن منطقي الثأر والانتقام، ولكن لسوء الحظ فإن الطغاة هم الذين يرسمون لأنفسهم هذا المصير».

وعن الخطوة المقبلة للمجلس الوطني في ظل ما يحكى عن فشل المبادرة العربية، قال نشار: «نحن نسعى اليوم لتأمين الحماية الدولية ولإحالة الملف إلى مجلس الأمن آملين أن تثمر الجهود الدبلوماسية التي نبذلها من البوابة الروسية لإقناع روسيا بأن الفيتو يعني تأييدا لعملية إبادة الشعب السوري».