قوى المعارضة في سوريا تدعو إلى إضراب عام غدا تضامنا مع «عاصمة الثورة وأهلها»

TT

أعلنت قوى المعارضة المحلية في سوريا يوم غد الخميس يوم إضراب عام في كل المحافظات السورية، تضامنا مع «عاصمة الثورة» حمص ودعما لأهلها، على خلفية الحملة العسكرية غير المسبوقة التي تتعرض لها المدينة منذ أيام عدة، والتي أدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى. وتأتي الدعوة إلى المشاركة في الإضراب العام، والموجهة من «الهيئة العامة للثورة السورية»، و«لجان التنسيق المحلية» و«المجلس الأعلى لقيادة الثورة» وعدد من التنسيقيات الأخرى، عشية مظاهرات يوم الجمعة الأسبوعية، وقبل يومين من انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب، المقرر يوم السبت المقبل، لبحث الوضع في سوريا بعد إعلان الجامعة العربية عدم التزام النظام السوري بتطبيق التعهدات الواردة في ورقة الحل العربية.

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، عمر إدلبي، لـ«الشرق الأوسط»: «دعونا لإضراب عام يعم كل سوريا تضامنا مع مدينة حمص يوم الخميس، على أن تليها مظاهرات يوم الجمعة، عشية انعقاد اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب؛ بهدف إيصال رسائل واضحة إلى جامعة الدول العربية لكي تقدم على اتخاذ مواقف أكثر حسما وحزما».

وأكد إدلبي أن «محاولة النظام السوري استرداد مدينة حمص هي محاولة فاشلة ويائسة، تهدف لضرب الحراك الشعبي بعد أن فقد سيطرته الشعبية على المدينة»، لافتا إلى أن «مدينة حمص المنتفضة منذ بداية التحركات الشعبية، هي من بين المدن التي لم ولن تشهد خروج أي مظاهرة مؤيدة للنظام طوعا أو قسرا». وشدد على أن «النظام السوري يسعى جديا وبكل الوسائل لاستعادة حمص إلى بيت الطاعة، أي إلى سلطته، ولكن محاولاته ستبوء بالفشل».

ويشير أحد الناشطين الميدانيين لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الاجتياح الذي تتعرض له حمص اليوم هو الاجتياح السابع للمدينة منذ بدء الانتفاضة الشعبية، لكن الفرق أن النظام يحاول هذه المرة ضرب المدينة عسكريا بعد أن ضربها أمنيا بقسوة في المرات السابقة».

وتعتبر مدينة حمص، وفق ما يوضحه ناشطون سوريون، من المدن السورية السباقة في المطالبة بإسقاط النظام، في حين كانت المظاهرات الأخرى لا تزال تطالب بالحرية وبإجراء إصلاحات سياسية. موضحا أن «التحركات الشعبية لا تقتصر على مدينة حمص وأحيائها فحسب، بل تشمل البلدات الملحقة بها، وأبرزها الرستن وتلبيسة والقصير وتلكلخ...».

وفي سياق متصل، أحصت «لجان التنسيق المحلية في سوريا» سقوط أكثر من 1400 قتيل وأربعة آلاف معتقل قيد الاحتجاز التعسفي حاليا، ومئات المفقودين ومثلهم من الأسر المهجرة، وعشرات المنازل المهدمة، كـ«حصيلة أولية لرد فعل النظام على صمود أهل حمص في وجه النظام ومطالبتهم بالحرية». وأعلنت تنسيقيات حمص المنضمة لـ«لجان التنسيق المحلية» في سوريا، محافظة حمص «منطقة منكوبة»، مناشدة «كل الجهات المسؤولة عن إطالة أمد معاناة الشعب السوري، وأهل حمص خصوصا، سرعة التحرك لتقديم الدعم والمساعدة».

وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية «في مواجهة تغول كتائب الاحتلال الأسدية على أحرارنا في حمص، يوم الخميس يوم إضراب عام في كل أنحاء سوريا لأجل عاصمة الثورة حمص، ودعما لأهلنا فيها».