ناشط من «الخالدية» لـ «الشرق الأوسط» : الحي منكوب بسبب القصف العشوائي.. والقنص يستهدفنا

محاصر بالدبابات وممنوع دخول المازوت والخبز إلى سكانه

TT

حاصرت القوات العسكرية والأمنية السورية حي «الخالدية» في حمص منذ صباح أمس. «الحصار ليس الأول منذ اندلاع الانتفاضة»، هذا ما يؤكده أحد الناشطين الميدانيين في اتصال مع «الشرق الأوسط»، ويضيف: «مشهد الحي يبدو منكوبا. دخلت الدبابات والمدرعات منذ ساعات الصباح الأولى، وبدأت بالقصف العشوائي على البيوت التي صار معظمها عبارة عن ركام». ويقول إن «القناصة حاضرون فوق أسطح البيوت والمدارس والمستوصفات لقتل كل من يفتح شباك بيته»، مؤكدا أنه من المستحيل الخروج من البيت، موضحا أن سكان الحي يعانون من انقطاع الخبز عنهم بعد إقفال الأفران في الحي وفرض حظر تجول». ويؤكد الناشط أن السبب الأساسي لاستهداف الحي يعود لـ«الإطباق عليه ومنع التنقل عبره في حمص»، حيث إن موقعه «استراتيجي»، نظرا لاعتباره حيا قديما من أحياء حمص ونقطة التقاء للأحياء الفرعية فيها. ويوضح الناشط أن «الحي محاط بـ45 حاجزا موزعين على أحياء حمص وهو مقطع بحواجز صغيرة داخلية فيه»، مضيفا أن «تقطيع الحي عبر الحواجز هو لتمشيطه واعتقال الناشطين فيه». ويضيف: «الحي استهدف مرات عدة من قبل دبابات القوى الأمنية، واحتلت المدارس فيه والمستوصفات، وتحولت إلى مراكز أمنية للاعتقال»، مشيرا إلى أن «عدد المعتقلين من الحي يصل إلى 1000 شخص على الأقل، ووصل عدد القتلى فيه منذ استهدافه إلى 400 شخص».

يتحدث الناشط عن الحي بشيء من «التحدي»، وهو يروي «مشاهد العنف المتوالدة مع كل حصار». يؤكد أن «العنف مستشر منذ بداية الانتفاضة لكنه ازداد حدة بعد أن تحول الحي في الآونة الأخيرة إلى وجهة للمنتفضين في حمص» مشيرا إلى أن «ساحة حديقة (العلو) الكبيرة في وسط الحي، كانت مركزا لتجمع المتظاهرين الخارجين من المساجد داعين لإسقاط النظام. وكانت قبل احتلالها من قبل (شبيحة) النظام وعناصر الأمن التابعة له عبارة عن مركز للنقل المباشر لقنوات عربية فضائية عن مجريات المظاهرات». مشيرا إلى أن «قناة (الدنيا) التابعة لرامي مخلوف إحدى أذرع النظام، قد تسلمت الساحة وصادرت كل الأجهزة الصوتية الموجودة فيها، وصارت تقوم بتغطية موجهة لتقول للعالم إن الحي على ما يرام ولا توجد فيه أي حركات احتجاج». مؤكدا أن «أحد الأطفال الذين قاموا بمقابلة تلفزيونية معه قال: إنه مضرب عن المدرسة إلى حين إسقاط النظام، فقام أحد الشبيحة المرافقين لفريق التصوير بضربه وتعنيفه».

يقول الناشط: «صار الحي أشبه بهدف يحاول نظام الأسد من خلاله توجيه رسائل للمنتفضين، يدخل بدباباته ويرهبهم عبر القصف العشوائي على بيوتهم وشققهم»، مشيرا إلى أن «الحي معاقب مثل بعض أحياء حمص كبابا عمرو وباب السباع، بمنع دخول المازوت إليه رغم رداءة الطقس وبرودته، حيث تعيش العائلات في ظروف تعيسة بسبب انقطاع التدفئة عن بيوتها لا سيما أن الكهرباء مقطوعة منذ ليلتين والمياه غير موجودة في معظم البيوت».

يصف الناشط حصار النظام بـ«الدنيء»، مؤكدا أن «خوف الأجهزة الأمنية من الناس ومظاهراتهم دفعها إلى محاصرتهم، رغم أنهم عزل ولا يملكون سوى الإرادة لا السلاح»، موضحا: «لقد تمت محاصرة الحي مرارا، لكن لم يفلح النظام بعزله لأن موقعه في وسط حمص فرض على النظام فك الحصار على الدوام بحيث لا يبقى أكثر من يومين». إلا أن الناشط يبدو غير متفائل هذه المرة، حيث أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «النظام قد يدخل لأيام الحي ويستوطنه. لأنه على ما يبدو أن هناك حملة تمشيط كاملة ستبدأ للاعتقال والقتل». ويقول الناشط إن «مئات من النساء تم اعتقالهن وعدد من الأطفال تمت الإساءة لهم بالضرب والتعنيف والإساءة اللفظية». مشيرا إلى أن «الشباب يتم اعتقالهم وأخذهم إلى سجون المخابرات الجوية في طريق حماه، وسجن الأمن المركزي في حي الميدان»، مشيرا إلى أن «المعتقلين لا يخرجون من السجون إلا معطوبين أو مقتولين ولا تسلم جثثهم إلى أهاليهم إلا بعد أن يوقعوا أوراقا تثبت أنهم قتلوا على يد عصابات مجهولة»، موضحا أن «بعض المعتقلين من الحي قتلوا أثناء التحقيق معهم عبر الصعق بالكهرباء»، ويروي قصة أحد المعتقلين الذي «تم تعذيبه بقسوة إلى حين كسرت رقبته». مشيرا إلى أن أهالي الحي يقومون بتقديم الطعام والبطانيات للعساكر الذين صاروا ينشقون عن الجيش وينضمون إلى الأهالي، موضحا أن عدد المنشقين منذ أيام من الجنود يصل إلى 30 جنديا.