شركة إيطالية تجهز النظام السوري بنظام مراقبة متطور تعلن تعليق العمل بالمشروع

مديرها التنفيذي: نبحث خيار وقف المشروع

TT

أعلنت الشركة الإيطالية «إيريا سبا» التي كلفت من قبل النظام السوري بتركيب نظام تجسس متطور على الرسائل الإلكترونية الواردة إلى سوريا، أنها تبحث في خيار وقف المشروع، بحسب ما ذكر موقع «بلومبروغ» أمس. وقال الرئيس التنفيذي للشركة أندريا فورمانتي، في اتصال هاتفي مع «بلومبروغ»: «قبل أن نتخذ القرار النهائي، علينا أن نقيم تأثيره علينا». وأكد فورمانتي أن «كل العمل على النظام جرى تعليقه منذ أكثر من شهرين»، رافضا تفسير الأسباب، إلا أنه قال إن المشاكل التقنية «قد تكون أحد الأسباب». ولم يؤكد فورمانتي ما إذا كان يفضل التخلي عن المشروع، مشيرا إلى أن هناك أطرافا أخرى معنية، وقال: «هناك عوامل لا تعتمد فقط علينا، لا يمكننا الإجابة الآن لأنه ليس لدينا كل المعلومات». وكان موقع «بلومبورغ نيوز» قد كشف قبل أيام، أن الشركة الإيطالية تجهز النظام السوري بنظام لمراقبة كل الرسائل الإلكترونية الداخلة إلى البلاد بهدف تعقب الناشطين السياسيين الذين يعملون ضد النظام. وذكر الموقع نقلا عن مصادر مطلعة على المشروع، أن مهندسين إيطاليين يزورون سوريا، ويعملون من مكاتب الاتصالات من دمشق إلى حلب، لتزويد نظام الرئيس بشار الأسد بالقوة على اعتراض وفحص وتصنيف كل رسائل البريد الإلكتروني التي تصل إلى البلاد. ومنذ نشر القصة، تخضع شركة «إيريا سبا» لضغوط، خصوصا من منظمات حقوقية مثل «هيومان رايتس ووتش»، لوقف العمل بالمشروع. ونشرت «بلومبروغ» أن شركة «إيريا» تستخدم معدات من الشركات الأوروبية والأميركية، بحسب برنامج العمل والوثائق الأخرى التي حصلت عليها «بلومبورغ نيوز»، والشخص المطلع على العمل. وقال المصدر إن موردي هذه الأجهزة لم يصدروها بشكل مباشر إلى سوريا، لكن شركة «إيريا» نقلتها من إيطاليا.

وفي الإطار نفسه، قالت مجلة «شبيغل» الألمانية أمس، إن الاستخبارات السورية «يبدو أنها تراقب حركات التظاهر في البلاد عبر استعمال تكنولوجيا طورتها شركة (يوتيماكو) الألمانية، ومقرها أوبورورسيل، في ضواحي فرانكفورت». ونفت الشركة الألمانية لـ«شبيغل»، أن تكون قد باعت أي من منتجاتها بشكل مباشر لـ«سيريا تيليكوم»، شركة الاتصالات المملوكة من النظام السوري. ولكنها أكدت أنها أوصلت معدات لشركة «إيريا» الإيطالية التي قالت إنها تتعامل معها منذ سنوات. وأضافت شركة «يوتيماكو» أن ليس بإمكانها التأكيد ما إذا كانت «إيريا» قد باعت منتجاتها إلى نظام الأسد. وأشارت إلى أنها اتصلت بـ«إيريا» للحصول على توضيح منها إلى أين صدرت المواد التي اشترتها منها، وما إذا كانت قد التزمت بقوانين التصدير. وقال مسؤولون في الشركة إنهم أوقفوا تعاونهم مع «إيريا» بانتظار الحصول على التوضيح. وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض سلسلة من العقوبات على سوريا منذ مايو (أيار)، تضمنت حظرا على بيع الأسلحة وتجميد أصول للأفراد في النظام. لكن هذه الإجراءات لم تمنع الشركات الأوروبية من بيع معدات لسوريا من نوعية ما تقدمه شركة «إيريا».