مسؤول ميداني لـ «الشرق الأوسط»: حمص أنهكت النظام الذي يخشى تحولها إلى بنغازي ثانية

رغم التضييق والحصار والمجازر التي يرتكبها بحق المدينة

TT

قال المسؤول الميداني في منسقية الثورة في حمص حسين عريان: «إن حمص استطاعت في الأسابيع الأخيرة أن تنهك النظام السوري وتضعفه إلى أقصى الحدود، من خلال حركات الاحتجاج المتواصلة رغم كل التضييق والحصار والمجازر التي يرتكبها النظام بحق المدينة وأبنائها». وأشار عريان لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الجرائم والمجازر المروعة التي تشهدها حمص يوميا ستبقيها عصية على التطويع ولن تزيدها إلا إصرارا وتصميما على المضي بالثورة وتحقيق أهدافها وأول هذه الأهداف إسقاط النظام ومحاكمة رموزه وكل المسؤولين عن الجرائم التي طالت الشعب السوري».

وردا على سؤال عن أسباب ضراوة الحملة العسكرية على حمص قال المسؤول: «لهذه الحرب الشرسة عدة أسباب أولها أن النظام في سوريا يخشى أن تتحول حمص إلى بنغازي 2 بفعل قربها جغرافيا من الحدود اللبنانية ما قد يخرجها عن طور سيطرته، وثانيا لأن الانشقاقات عن الجيش النظامي بدأت في حمص حيث أنشئت كتيبة خالد بن الوليد التي تستقطب معظم المنشقين عن الجيش وتقاوم بشراسة الهجمات التي يشنّها الجيش يوميا، وثالثا لكون حمص أول مدينة نفذت العصيان المدني وامتنع الأهالي عن تسديد الضرائب المفروضة عليهم، وامتناع موظفي الدولة فيها عن مزاولة عملهم، ورابعا لأن الثوار في حمص استطاعوا استنزاف الجيش النظامي والمخابرات والشبيحة على مدى الأشهر الماضية، وهو ما وضعها في عين الاستهداف وزاد من شراسة الحرب العسكرية عليها». ولفت عريان إلى أن «حمص أصبحت اليوم مدينة منكوبة بكل ما للكلمة من معنى ومقطعة الأوصال، لا سيما في الأسبوعين الأخيرين». مشيرا إلى أن «مدينة حمص وباقي المدن والقرى التابعة لمحافظة حمص مثل القصير دفعت ما يزيد على ألف قتيل منذ انطلاقة الثورة، في حين أن هناك اتصالات تردنا عن وقوع مجازر، وعن مقابر جماعية دفن فيها المئات، ولم نتمكن من تصويرها أو الوصول إليها بسبب الحصار المفروض على المدينة، وهو ما سيتكشّف بعد سقوط هذا النظام».

وعمّا إذا كانت الحملة الأخيرة على حمص أدت إلى حركة نزوح جديدة من المدينة، قال المنسق الميداني: «ليس باستطاعة أي إنسان التحرك بأي اتجاه، فالداخل إليها مفقود والخارج منها مولود». موضحا أن «أكثر من 70 حاجزا عسكريا للجيش والأمن ينتشرون في مناطق حمص ويقطعون أوصالها». وقال: «في كثير من الأحيان نعجز عن دفن جثث الشهداء، وإذا سمحوا لنا بذلك فإنه لا يسمح لأكثر من عشرين شخصا بالسير في موكب التشييع خوفا من تحولها إلى مظاهرة مناهضة للنظام». وسأل: «أين وعود النظام لجامعة الدول العربية بسحب الجيش من المدن والمناطق؟ وما هو موقف العرب من مضاعفة قوات النظام لجرائمها منذ أن التزم هذا النظام بالمبادرة العربية؟». وأمل «أن لا تتحول مبادرة الحلّ العربي إلى إجازة من العرب للنظام السوري لارتكاب المزيد من جرائمه بحق الشعب السوري الأعزل».