العربي يناشد الجميع إعطاء المبادرة العربية فرصة: لا يوجد فشل أو نجاح وهناك خطة نتعامل معها

التقى وفدا بقيادة المعارض السوري عبد العظيم

TT

التقى نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس بمقر الجامعة قياديا بالمعارضة السورية، بعد أن منع متظاهرون دخول باقي أفراد وفد من معارضي الداخل والخارج، الذين يطالبون الجامعة بإصدار قرارات جديدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، من بينها تجميد العضوية في الجامعة وفرض حظر جوي، وقد وعد العربي المعارضين بأن يطرح مطالبهم على الاجتماع الوزاري العربي المقرر عقده السبت المقبل.

وشكل عدد من المتظاهرين السوريين المعتصمين أمام مقر الجامعة بالقاهرة دروعا بشرية أمام بوابات الجامعة لمنع وفد من معارضة الداخل من دخول الجامعة لإجراء حوار مع الأمين العام، متهمين هؤلاء المعارضين بالعمل سرا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، مثل الوفد هيئة التنسيق الوطنية وتيار بناء الدولة السورية، وضم حسن عبد العظيم وعبد العزيز الخير ورجاء الناصر وبسام الملك وصالح مسلم وأحمد فايز الفواز ولؤي الحسين، ومن الخارج هيثم مناع وسمير العيطة ومنذر حلوم وحازم النهار. وفشلوا جميعا في الدخول، باستثناء حسن عبد العظيم الذي نجح في الإفلات من المعتصمين السوريين ومقابلة الأمين العام للجامعة، في حين اضطر باقي أعضاء الوفد للانصراف.

وقال العربي في مؤتمر صحافي عقده أمس «إننا نعمل من أجل تنفيذ خطة العمل العربية التي تقضي باتخاذ خطوات على الأرض، وإننا على اتصال مع الحكومة السورية ووزراء الخارجية العرب وسوف نضع كافة النتائج لتقييم الموقف من كافة جوانبه على خلفية كل المعلومات».

وردا على التخوفات من قيام الحكومة السورية بتغليب موضوع التدخل والتحريض الأميركي خلال الاجتماع الوزاري بما يطغى على المطالب الخاصة بخطة العمل العربية والمعارضة، قال العربي «كل شيء مطروح ولا يوجد تخوف من تغليب قضية على أخرى، لأن ما يهمنا هو استقرار سوريا وحفظ الأمن وحماية المدنيين وتلبية مطالب الشعب».

وأشار العربي إلى أنه التقى مع المعارض السوري حسن عبد العظيم «المعروف بتاريخه الكبير، رغم أن بعض الأشخاص استخدموا ضده العنف لمنعه من الوصول للجامعة ورفض الحوار»، مؤكدا أنه من حق أي معارض الحضور للجامعة والاستماع إليه وفق قرارات الاجتماعات الوزارية، وعبر العربي عن أسفه لاستخدام العنف ضد المعارضين. وتابع: «لم نحدد ضوابط ونحن نلتقي مع كل من يطلب اللقاء بنا وقد التقيت أكثر من مرة بوفود من المجلس الانتقالي والمعارضة وحتى المتظاهرين والمعتصمين أمام الجامعة وسوف نقدم تقريرا للاجتماع الوزاري بنتائج كل هذه اللقاءات».

وعما إذا كانت الجامعة العربية قد فشلت في التعامل مع الملف السوري، قال العربي «لا يوجد فشل أو نجاح وهناك خطة نتعامل معها وسوف يبحث المجلس الوزاري كل الخطوات»، مضيفا أن الولايات المتحدة ليست عضوا في الجامعة العربية، وليس لنا شأن بها، وناشد كل الأطراف أن تعطي فرصة للمبادرة العربية.

من جانبه، أعلن حسن عبد العظيم المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى لتغيير الديمقراطي الوطني، أن الهيئة التي تعمل في الداخل السوري ترفض التدخل الأجنبي العسكري، لكنها تؤيد إسقاط النظام السوري بكل مرتكزاته، وطالب عبد العظيم الجامعة العربية بإرسال مراقبين عرب ودوليين لحماية الشباب الثائر من القمع، مؤكدا أن الثورة السورية سلمية.

ورفض عبد العظيم اتهامات المعارضة السورية لوفده بأنه يمثل معارضة مهادنة للنظام تقوم بدور «المحلل»، واصفا ذلك بالهراء، وقال: «سبب هجوم معارضة الخارج عليه أنهم يرفضون التدخل الأجنبي». وتابع: «لقد طلبنا من الجامعة العربية ألا تعطي مهلة جديدة للنظام يضاعف فيها القمع والقتل، وإنما يجب أن توفر آليات عمل للحماية من القتل والقمع والاعتقال والتعذيب من خلال إرسال مراقبين عرب ودوليين وفتح المجال لمنظمات حقوقية وإنسانية ووسائل الإعلام العربية والدولية لتزور سوريا لتعرف أن هذه الثورة سلمية».

وأوضح عبد العظيم أنه قبل المطالبة بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، نريد من الجامعة أن تمارس دورها، وحتى الصين وروسيا يطالبون بالتمسك بمبادرة الجامعة العربية، لكن هذه المبادرة إن لم تقترن بوسائل حماية للثورة والشباب سوف تكون خطرا على الثورة.

وقال عبد العظيم: نحن معارضة وطنية تريد إنتاج نظام وطني ديمقراطي يضم كل طوائف المجتمع السوري، ونرفض الإقصاء والبعض يريد إقصاءنا لأننا نرفض التدخل الأجنبي.