المعلم مهاجما القرار العربي: مخاطبة الجيش السوري «قلة حياء».. ولا يشرفنا التشاور مع العربي

وزير الخارجية السوري: هناك أزمة لكنها تتجه إلى النهاية.. ونحن مقصرون في الحوار

وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

شن النظام السوري مجددا هجوما على الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي في أعقاب قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا على خلفية قمع المتظاهرين المناهضين للرئيس السوري بشار الأسد. وعقد وزير الخارجية السوري مؤتمرا صحافيا في دمشق دعا إليه عددا من الصحافيين لتوضيح موقف دمشق من التطورات الأخيرة، وقال إن بلاده لا يشرفها الحوار مع العربي وإن موقف الجامعة العربية مشين. لكنه اعتذر عن سلسلة الهجمات التي طالت عددا من البعثات الدبلوماسية في دمشق وغيرها من المدن من قبل عدد من الموالين للنظام.

وقال المعلم إن السوريين فوجئوا بتصريحات العربي ونائبه قبل يومين من صدور قرار الجامعة (السبت) التي تفيد بعدم التزام سوريا بخطة العمل العربي. وهاجم المعلم القرار العربي والأمين العام للجامعة العربية وقال إن أحد بنود القرار أفاد بـ«التشاور مع المعارضة» وأنه «لم يقل مع الحكومة السورية»، وقال إن هذا «خزي وعار للأمين العام للجامعة»، وأضاف في إشارة إلى العربي «لن يشرفنا التشاور معه».

كما وصف المعلم أحد بنود القرار العربي الذي يدعو الجيش السوري لعدم التورط في قتل المدنيين بأنه «قلة حياء»، وتساءل «هل هناك قلة حياء أكثر من دعوة الجيش السوري لعدم قتل المدنيين؟! هل نسوا الدفاع عن استقلال الكويت؟! وهو يمثل حماة الديار وهو الآن يقوم بحماية الشعب السوري من هذه المجموعات المسلحة، عليهم أن يخجلوا أمام هذا الجيش العربي الجبار».

وقال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق أمس إن القرار الذي اتخذته الجامعة العربية السبت «مشين وخبيث لذلك يمكن أن نتوقع منه أشياء أخرى تبنى عليه»، وأضاف أن هذا القرار «ما كان ينبغي أن يصدر احتراما للحقائق على الأرض وما تمثله سوريا من مكان ثقل في العمل العربي المشترك وفي الأمن القومي العربي»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع الوزير السوري أن خطة إصدار القرار «مبيتة ومقررة والقرار الصادر غير قانوني» لأنه «يحتاج إلى إجماع من كل الدول العربية والدولة المعنية وهذا لم يحدث»، وأكد أن القرار «وما تضمنه من بنود أخرى يشكل خطوة بالغة الخطورة على حاضر ومستقبل العمل العربي المشترك وعلى مقاصد مؤسسة جامعة الدول العربية ودورها».

وكان تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية المطلب الأساسي للمعارضة السورية التي زارت وفود من مختلف أطيافها القاهرة في الأيام القليلة الماضية واجتمعت مع الأمين العام للجامعة نبيل العربي.

وأقر المعلم بوجود «أزمة في سوريا» التي «تهب عليها عواصف تآمر من جهات عدة»، معتبرا أن «سوريا الدولة بكل مكوناتها تدفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها». إلا أنه أكد أن «سوريا لن تلين وستخرج من أزمتها قوية بفضل الإصلاحات الشاملة التي ستطال جميع مناحي الحياة»، مشيرا إلى أن «الوضع ليس في تصاعد بل نتجه نحو نهاية الأزمة».

وشدد على أن السلطات السورية «تتعامل مع ملفات الإصلاح والحوار وحقن دماء المواطنين بانفتاح تام وتدرك حجم المؤامرة من جهة، وتدرك أهمية وحدة شعبها بكل مكوناته في مواجهتها من جهة أخرى».

وبعدما قال «نحن مقصرون في موضوع الحوار وأرجو أن نتدارك ذلك»، أكد المعلم أن «سوريا ستبقى رغم ما يرميها به بعض الأشقاء قلب العروبة وحصنها الحصين، وأن التآمر على سوريا مصيره الفشل».

واستبعد المعلم تدويل الأزمة السورية بفضل موقف روسيا والصين. وقال ردا على سؤال في هذا الشأن إن «الموقف الروسي والصيني الذي حظي بشكر وامتنان شعبنا لن يتغير ما دمنا على تنسيق وتشاور».

وأكد المعلم أنه «لا حدود لتعزيز علاقاتنا مع روسيا لتكون أنموذجا للعلاقات الاستراتيجية وفي مختلف المجالات».

ورأى وزير الخارجية السوري أن «السيناريو الليبي لن يتكرر في سوريا (...) إذ لا يوجد أي مبرر لكي يتكرر هذا السيناريو، وما يجري في سوريا مختلف عما كان يجري في ليبيا».

وقال وزير الخارجية السوري إن السلطات سحبت قوات من مدن وأفرجت عن سجناء وعرضت العفو عن مسلحين بموجب بنود مبادرة تم الاتفاق عليها مع جامعة الدول العربية قبل أسبوعين لإنهاء ثمانية أشهر من الاضطرابات.

ووصف المعلم ترحيب واشنطن بقرار الجامعة العربية بأنه «تحريض». واعتذر عن الهجمات التي استهدفت بعثات دبلوماسية في سوريا بعد الإعلان عن تعليق العضوية. ومضى المعلم يقول «بالنسبة لمهاجمة السفارات المقيمة في دمشق أو اللاذقية.. أنا كوزير خارجية سوريا أعتذر عن هذا الموضوع».

إلى ذلك، أكد المعلم أن بلاده لا تهتم كثيرا بدعوة الجامعة العربية سحب السفراء العرب من دمشق، قائلا «هذا شأن سيادي لكل دولة». وقال: «سحب السفراء شأن داخلي لكل دولة، وسوريا لا تكترث كثيرا لهذا الأمر»، مشيرا إلى أن إيطاليا سحبت سفيرها ثم أعادته وكذلك فعلت اليابان، وواشنطن استدعت سفيرها للتشاور، ويتردد أنه سيعود، والجزائر أعلنت أنها لن تسحب سفيرها، ودول مجلس التعاون الخليجي سحبت سفراءها بالفعل قبل شهرين.