مؤتمر المعلم يثير عاصفة من الانتقادات والسخرية بين الناشطين

ناشطون قالوا إن تصريحاته كانت مليئة بـ«التناقضات»

TT

أثار المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم أمس عاصفة من الانتقادات الساخرة في أوساط المناهضين للنظام، واعتبروا أنه ليس أكثر من «بروباغندا (دعاية) ما قبل السقوط»، بحسب تعبير أحد الناشطين الذي قال إنه كان ينتظر من المعلم «إعلانه شطب الدول العربية من الخارطة كما سبق وفعل حين شطب أوروبا»، في حين رأى البعض من السوريين المصنفين ضمن الصامتين أنهم فهموا من كلام المعلم أنه لم يبق للنظام سوى الشعب، أي المؤيدين، وعليهم تقع مسؤولية الدفاع عن النظام.

أما الموالون للنظام السوري فكان لهم رأي آخر إذ كانوا ينتظرون خطابا أكثر حدة حيال الجامعة العربية والدول العربية للتعبير عن الغضب السوري، وقال سكان في دمشق إنهم شاهدوا نساء من المؤيدين للنظام كن يقصصن شعورهن في الشارع قريبا من ساحة الأمويين تعبيرا عن حزنهن واستنكارهن لقرار الجامعة العربية.

وفي موجة الاستنكار التي اجتاحت صفحات السوريين المناهضين للنظام على موقع «فيس بوك» وجهت انتقادات لاذعة لبعض المراسلين الصحافيين السوريين المشاركين في مؤتمر وليد المعلم، وكتب صحافي سوري معلقا: «‎أكثر ما لفتني في مؤتمر المعلم ليس أجوبة الرجل الذي حاول قدر المستطاع الظهور بمظهر الهادئ وتبديد الأثر السلبي للردود غير المنضبطة التي ظهرت عقب صدور قرار الجامعة، بل أسئلة بعض (الصحافيين) الحاضرين للمؤتمر والذين قدموا أنفسهم كممثلين لوسائل إعلام خارجية مختلفة، لكن كثيرا منهم بدوا كموظفين في قناة (الدنيا) (الموالية للنظام) ويحثون الوزير باستماتة على الرد بعنف على الاستهداف الخارجي».

وكان لافتا أن عددا من المراسلين السوريين المعتمدين في دمشق كانوا ينطقون بلسان النظام السوري وهم يوجهون أسئلة أقرب إلى توجيهات للوزير المعلم، فمثلا طالب أحدهم النظام بالتوجه إلى منظمة المؤتمر الإسلامي واعتماد سياسة الهجوم بدلا عن الدفاع، كما سألت صحافية كيف سيكون الرد السوري في حال «فاجأتنا الجامعة العربية واعترفت بالمجلس الوطني»، متمنية على المعلم أن «لا يكون الرد على نمط الدبلوماسية التي تراها الآن» أي التي أظهرها المعلم في المؤتمر.

ومن جانبها، طالبت مراسلة أخرى المعلم برد أقوى على الجامعة، فقال لها «ليت موقفك هذا هو موقف دولة الكويت»، أما مراسل وسيلة إعلام تركية فحين قال للمعلم إن الأجواء الآن في المؤتمر «متوترة»، ويقصد بين الصحافيين، قال له الوزير «ما في توتر؟ مين متوتر؟ نحنا هادئين».

وتعليقا على اعتذار وزير الخارجية السوري للدول التي تعرضت سفاراتها لاعتداءات في سوريا كتب ناشط آخر: «ألم يكن من الأجدر الاعتذار للشعب السوري أيضا عن القمع والقتل الذي يمارس بحق المحتجين على النظام السوري؟».

إلى ذلك قال ناشطون إن تصريحات المعلم كانت مليئة بالتناقضات، وأوردوا أمثلة لذلك، مثل قوله «نحن ننعى العمل العربي المشترك»، إلا أنه قال لاحقا «ما زلنا نعول على العمل العربي المشترك».

واتهم اللجنة الوزارية العربية بأنها «لجنة عميلة لقوى الغرب»، لكنه دعاها في الوقت نفسه إلى زيارة سوريا.

كما انتقد التدخل الدولي في لبنان والعراق وقال «انظروا ماذا فعل التدخل الدولي في العراق ولبنان؟!»، إلا أنه أضاف لاحقا «نشكر لبنان والعراق على موقفهما العروبي والميثاقي».