الجزائر والرباط تتفقان على ضرورة عقد اجتماع «عاجل» لاتحاد المغرب العربي

وزير الإعلام المغربي: لا يمكن أن يكون هناك مغرب عربي من دون انسجام بين إسهامات البلدين

TT

أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية أن وزير الخارجية مراد مدلسي التقى نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري في الرباط، واتفقا على ضرورة عقد اجتماع «عاجل» لمجلس وزراء اتحاد المغرب العربي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، إن الوفدين الجزائري والمغربي اعتبرا أن «اجتماع مجلس وزراء اتحاد المغرب العربي أصبح أمرا عاجلا لتقييم الوضع في المنطقة وأفق التعاون المغاربي».

وجرى لقاء الوفدين على هامش منتدى التعاون التركي - العربي الذي جرى الأربعاء في الرباط بمشاركة وزراء خارجية دول الجامعة العربية. وتأسس اتحاد المغرب العربي في 1989، وهو يضم بالإضافة إلى المغرب والجزائر موريتانيا وليبيا وتونس. ويأتي اللقاء الجزائري المغربي بعد أسبوع من خطاب العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي وجهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى الـ36 لتنظيم المسيرة الخضراء السلمية لعام 1975، التي تم بموجبها استرجاع الصحراء إلى حظيرة المغرب من الاستعمار الإسباني.

ودعا الملك محمد السادس، الجزائر إلى التعاون من أجل بناء «نظام مغاربي جديد» يكون «محركا حقيقيا للوحدة العربية» ويضمن «الاستقرار والأمن في منطقة الساحل والصحراء». واتحاد المغرب العربي مجمد بسبب نزاع الصحراء.

وفي سياق ذلك، قال خالد الناصري، وزير الاتصال (الإعلام) المغربي الناطق الرسمي باسم الحكومة أمس، إن اللقاء الذي جمع وزيري خارجية المغرب والجزائر، على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية بالرباط، يعكس تشبث البلدين بخلق الظروف المواتية لتطبيع العلاقات بينهما. وأبرز الناصري، في لقاء مع الصحافة عقب انعقاد مجلس الحكومة، أن وزير الخارجية الجزائري أجرى مع نظيره المغربي «مباحثات جادة شكلت مناسبة فعلية لكلا الوزيرين للتعبير عن مدى تشبث البلدين بتهيئة الظروف المواتية لتطبيع العلاقات». وأضاف أنه «من المؤكد أن هذا التطبيع يمر عبر عدد من الخطوات القبلية التي تعتبر ضرورية بالنسبة لنا». وقال الناصري «نعتبر في المغرب أنه ليس هناك مانع للتحاور بجدية مع إخواننا الجزائريين لطي الصفحة، ولنعمل معا من أجل بناء المغرب العربي الذي هو في مصلحتنا المشتركة».

وشدد الناصري على أنه «لا يمكن أن يكون هناك مغرب عربي من دون مساهمة إيجابية ومن دون انسجام بين إسهامات المغرب والجزائر». وأشار، من جهة أخرى، إلى أن اللقاء بين الوزيرين المغربي والجزائري يندرج في إطار استمرارية التعامل الإرادي الإيجابي من لدن المغرب إزاء العلاقات المغربية - الجزائرية.

وكان وزير خارجية المغرب قد أكد مساء أول من أمس، أن مسلسل تعزيز العلاقات المغربية - الجزائرية الذي يندرج في إطار خارطة طريق مقررة على أعلى مستوى، يعكس تطلعات شعبي البلدين الشقيقين، وينطلق من رؤية مشتركة.

وقال الفاسي الفهري عقب مباحثات أجراها مع نظيره الجزائري، وحضرها الوزير الجزائري المنتدب المكلف بالشؤون الأفريقية والمغاربية، عبد القادر مساهل، إنه «تم الاتفاق على الكيفية والوسائل الكفيلة بتفعيل خارطة الطريق هذه». وذكر الوزير المغربي بتبادل الزيارات بين وزراء مغاربة ونظرائهم الجزائريين، والتي تمحورت حول مواضيع «ذات أهمية قصوى» من قبيل الزراعة والطاقة، مضيفا أنه تقرر «اليوم توسيع هذا التعاون ليشمل قطاعات أخرى».

وأشار الفاسي الفهري إلى أن المنتدى العربي التركي أتاح الفرصة للطرفين المغربي والجزائري للتباحث في القضايا الثنائية في إطار الأفق المغاربي، مبرزا أن الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، خاصة دولتي ليبيا وتونس، تدعو إلى إعطاء دينامية أكبر للعلاقات بين الرباط والجزائر في إطار مغرب عربي مندمج.