اعتقال سيف الإسلام قبل هروبه للنيجر ومبايعته زعيما للمعارضة ضد الثوار

روايات متضاربة حول إصابات في أصابع يده اليمنى.. والكيب لـ «الشرق الأوسط»: سنلتزم القانون في محاكمة نجل القذافي

سيف الإسلام القذافي على متن الطائرة التي أقلته إلى الزنتان بعد اعتقاله في جنوب ليبيا أمس (رويترز)
TT

تعهد المجلس الوطني الانتقالي بحسن معاملة سيف الإسلام النجل الثاني للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي وتوفير محاكمة عادلة له، بعد ساعات فقط من إعلان اعتقاله في مدينة أوباري جنوب غربي البلاد في المنطقة الصحراوية المتاخمة لحدود ليبيا المشتركة مع الجزائر والنيجر، فيما بدا أنه بمثابة إحباط لمحاولة هروب كان يعتزم نجل القذافي مع ثلاثة من مرافقيه القيام بها إلى النيجر.

وتضاربت الروايات حول ظروف وملابسات اعتقال نجل القذافي وإصابة بدت واضحة على أصابع يديه، فيما قال سيف الإسلام القذافي إنه بصحة جيدة بعد أن اعتقله عدد من المقاتلين الذين أطاحوا بوالده، مضيفا أنه أصيب بجروح في يده اليمنى أثناء غارة جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل شهر.

وردا على سؤال لمراسلة «رويترز» التي كانت على الطائرة التي نقلته إلى مدينة الزنتان عما إذا كان يشعر أنه على ما يرام، قال نجل القذافي بشكل مقتضب «نعم».

وسئل سيف الإسلام (39 عاما) الذي تحدث باقتضاب أيضا عن ضمادات حول 3 من أصابع يده اليمني، فاكتفى بالقول «القوات الجوية.. القوات الجوية»، وردا على سؤال إن كان يقصد غارة لحلف الأطلسي، فقال «نعم.. قبل شهر».

وكان مساعدون لسيف الإسلام قالوا إن موكبه تعرض لغارة جوية شنتها طائرات حلف الناتو أثناء محاولته الفرار من مدينة بني وليد معقل المؤيدين للقذافي قرب طرابلس في التاسع عشر من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وهو اليوم السابق على القبض على والده وقتله في مدينة سرت مسقط رأسه.

وبعد تبادل حديث مقتضب مع السجين ذي اللحية الكثة، قال صحافيون ليبيون التقوا سيف الإسلام إنهم لا يشكون في أنه هو نجل القذافي فعلا رغم أنه أحجم مرارا عن تأكيد هويته بشكل قاطع.

ونقل سيف الإسلام إلى مدينة الزنتان تمهيدا لتسليمه إلى المجلس الانتقالي الذي يعتزم إجراء محاكمة علنية لنجل القذافي عن دوره خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي وانتهت بالإطاحة بنظام القذافي ومقتله.

وقال مسؤولون ليبيون لـ«الشرق الأوسط» إن نجل القذافي يخضع حاليا للاعتقال وسط إجراءات أمنية مشددة خوفا على حياته ولتفادي تعرضه لمصير والده القذافي وشقيقه المعتصم اللذين قتلا على أيدي الثوار فور اعتقالهما الشهر الماضي.

وقبل لحظات من إقلاع الطائرة التي أقلته إلى الزنتان، تدفق مئات على مدرج إقلاع وهبوط الطائرات مما حال دون تمكن محتجزيه من نقله وأربعة آخرين من رفاقه الذين اعتقلوا معه أثناء الليل قرب بلدة أوباري. وحاول البعض الصعود إلى الطائرة ولكن المقاتلين الذين حضروا من الزنتان منعوهم.

وقال أحد الثوار الذين رافقوا نجل القذافي في رحلته إلى الزنتان لـ«الشرق الأوسط» إنه كان قليل الكلام بشكل عام ويوزع نظراته في كل جانب. وأضاف: «كان مضطربا رغم محاولته إظهار تماسكه، عيونه كانت تشي بالخوف من مصيره المجهول».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن تعليمات مشددة قد صدرت من المجلس الانتقالي الليبي إلى الثوار الذين اعتقلوا نجل القذافي بعدم الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال لتفادي المزيد من الانتقادات الدولية حول الطريقة التي تعامل بها الثوار مع والده وشقيقه المعتصم.

وفي أول رد فعل يصدر من مسؤول رفيع المستوى في المجلس الوطني الانتقالي الذي يدير السلطة في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي ومقتله الشهر الماضي، قال الدكتور عبد الرحيم الكيب رئيس الحكومة الانتقالية الجديدة في ليبيا لـ«الشرق الأوسط» إنه شخصيا سيعد بنبأ اعتقال نجل القذافي.

وبدا الكيب حذرا في التعامل مع نبأ اعتقال نجل القذافي وقال لـ«الشرق الأوسط»: «دعونا نتأكد وننتقل إلى مكان اعتقاله، نعم اطلعت على صوره وهو قيد الاعتقال لكني في حاجة إلى مزيد من التأكيد».

وأضاف في تصريحات خاصة عبر الهاتف من مقره في العاصمة الليبية طرابلس «دعوني أتأكد شخصيا، أين هو موجود وكيف تم اعتقاله، ووضعه الحالي».

وتابع: «بشكل عام أنا مبسوط بالخبر، وأنا أؤكده، وهو خبر صحيح لكنني أود التأكد شخصيا من الأمور التي ذكرتها».

وسئل هل سيحاكم نجل القذافي في ليبيا أم سيسلم إلى المحكمة الجنائية الدولية؟ فقال الكيب لـ«الشرق الأوسط» هذه مسائل قانونية وأكون مخطئا إذا تحدثت فيها دون التأكد من كل الجوانب، ولكننا سنلتزم القانون على مستوى الدولة والمستوى الدولي، ونحن لدينا قانونيون محترفون من الدرجة الأولى وسنقوم بأخذ القرار السليم دون حدوث أي مشاكل وأريد أن أطمئن الجميع على هذا الأمر.

وظل نجل القذافي هاربا ومتواريا عن الأنظار منذ سقوط طرابلس نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي، قبل أن يعتقله مقاتلون متمركزون في بلدة الزنتان بالجبل الغربي مع عدد من حراسه الشخصيين.

ووسط عبارات التكبير قال مسؤول عسكري من الثوار في مؤتمر صحافي عقد على عجل في العاصمة الليبية طرابلس، «يعلن ثوار الزنتان أنه تم إلقاء القبض على المدعو سيف الإجرام القذافي ومعه ثلاثة من معاونيه هذا اليوم نتمنى في هذه اللحظة التاريخية العظيمة أن يكون مستقبل ليبيا مشرقا بعد هذا اليوم».

وقال بشير التعيلب رئيس غرفة عمليات الزنتان إن سيف الإسلام القذافي سيحتجز في الزنتان إلى أن تكون هناك حكومة يمكن تسليمها إياه، معتبرا أن قرار تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية يرجع إلى المجلس الوطني الانتقالي.

وأكد البشير الطيب وهو مسؤول عسكري آخر من الثوار أنه لن يتم قتل سيف الإسلام مثل والده القذافي وأنه سيقدم للمحاكمة، موضحا أنه تم اعتقال نجل القذافي أثناء هروبه ومعاونيه إلى النيجر وأنه لم يصب ولا توجد به أي إصابات، مضيفا أنه لم يكن معه أي مسؤولين كبار آخرين من النظام الليبي السابق.

لكن الصور الأولى لنجل القذافي وهو قيد الاعتقال أظهرت أنه يعاني من إصابة ما في 3 أصابع من يده اليمنى، حيث ظهر وقد وضع ضمادات على 3 من أصابع يده، بينما كان متكئا على سرير صغير ويغطي ساقيه بملاءة. وفيما قالت مصادر من الثوار لـ«الشرق الأوسط» إن الضمادات التي وضعت على 3 من أصابع اليد اليمنى لنجل القذافي ترجع إلى إصابة قديمة تعرض لها في إحدى الغارات التي كانت مقاتلات حلف شمال الأطلسي (الناتو) تشنها على أماكن وجود فلول نظام القذافي، قالت مصادر أخرى غير رسمية إن أصابع يد نجل القذافي تم قطعها في عملية انتقام سريعة من الثوار الذين قاموا باعتقاله، كانت على ما يبدو تنفيذا لقسم قطعوه على أنفسهم بقطع أصابع يده التي استخدمها في خطاب شهير ألقاه في شهر فبراير الماضي وظل خلاله يشير بأصابعه في وجه مشاهديه الليبيين كعلامة على التحدي والتهديد.

لكن عبد الله أحمد ناكر رئيس مجلس ثوار طرابلس نفى في المقابل لـ«الشرق الأوسط» صحة هذه الرواية، وأكد أن إصابة نجل القذافي قديمة، مؤكدا أنه لم يتعرض لأي اعتداء من قبل الثوار.

وشرح ناكر لـ«الشرق الأوسط» تفاصيل اعتقال نجل القذافي، حيث أشار إلى أن الثوار حصلوا على معلومات قبل 4 أيام تفيد بأن عبد الله السنوسي صهر القذافي ورئيس جهاز المخابرات الليبية السابق يعرض على بعض الأطراف في المناطق الحدودية، المال لمساعدته على الهروب إلى النيجر.

وأضاف «أرسلنا سرية تابعة لمجلس ثوار طرابلس متخصصة في عمليات التعقب وفوجئنا بأن نجل القذافي في المكان وقد سقط في أيدينا».

وفي مفاجأة غير متوقعة، قال ناكر لـ«الشرق الأوسط» إن الثوار رفضوا عرضا مغريا من نجل القذافي لإطلاق سراحه فور اعتقاله، وقال: «لقد عرض على السرية التي قامت باعتقاله مبلغ 2 مليار دولار أميركي لكي يتم تهريبه، لكنهم رفضوا العرض».

وقال ثوار ليبيون إن نجل القذافي تلقى الكثير من الصفعات على وجهه فور اعتقاله لكن لم ترد أي تأكيدات لهذه الرواية.

ومع ذلك فقد قالت وكالة «سيفن دايز نيوز» الموالية لنجل القذافي في رواية مغايرة تماما، إن سيف الإسلام قد تم اعتقاله فعلا يوم الثلاثاء الماضي من طرف مسلحين من الزنتان، وإن هؤلاء المسلحين قد رفضوا تسليمه اقتداء بمسلحي مصراتة الذين يحتفظون بالكثير من الأسرى.

ونسبت إلى مصادر لم تكشف هويتها أن المجلس الانتقالي قد أبلغ فرنسا والولايات المتحدة بالأمر مساء الأربعاء الماضي، مشيرة إلى مفاوضات جرت بين المجلس الانتقالي ومسلحي الزنتان لتسليم سيف الإسلام للمجلس، وخلال هذه الفترة كان المسلحون يستغلون هذه الساعات للتحقيق مع سيف الإسلام ومرافقيه وتسجيل جلسات التحقيق معهم، قبل الاتفاق مع المجلس على تسليمهم بعد تدخل الولايات المتحدة رسميا والضغط باتجاه تسلم المجلس لسيف الإسلام ومرافقيه.

وزعمت الوكالة أنها كانت قد حصلت في وقت سابق من نهاية الأسبوع الماضي على معلومات غير مؤكدة عن اعتقال سيف الإسلام، لكنها لم تستطع نشرها لعدم التأكد منها.

من جهتها، اعتبرت «جبهة تحرير ليبيا» التي يعتقد أن سيف الإسلام هو زعيمها أن اعتقاله لا يغير في الواقع شيئا، ولا يحقق حلم المعتدين على ليبيا بالأمن والاستقرار.

وقالت الجبهة في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن الذين يربطون المقاومة بعائلة معمر القذافي واهمون وسيدركون أنه حتى بعد اعتقال سيف الإسلام سيستمر رفض الليبيين الأحرار بكل الوسائل والطرق لهذا الاحتلال وعملائه».

وأضافت أن «اعتقال سيف الإسلام قد عرى حقيقة القاعدين والسلبيين الذين كانوا يطالبون سيف الإسلام كما طالبوا أباه من قبله باجتراح المعجزات في هزيمة العدوان بينما يكتفون هم بالتفرج من بعيد».

وقالت: «إن الشعب الليبي اليوم يقف أمام أكبر امتحان ومسؤولية تاريخية، وعليه أن يختار المقاومة لاسترداد حقه، أو التسليم بالأمر الواقع والرضا به».

وأعلنت الجبهة أنها قد حسمت أمرها منذ زمن، وهي ماضية في خطها، خط المقاومة الذي لا تتزحزح عنه مهما كان، وعلى الأعداء أن يفهموا أنهم لا يستطيعون إنهاء كل أبناء القائد معمر القذافي لأن أبناءه وبناته بالملايين.

وأضاف البيان: «اليوم هو يوم الفصل بين الكلام والعمل، بين انتظار أن يفعل سيف الإسلام شيئا، وبين أن يأخذ الشباب الليبي مكانه بدل سيف الإسلام لئلا تسقط الراية التي حافظ عليها الرجال رغم المحن ورغم تكالب وتكاثر الأعداء المدججين بالسلاح والحقد».

وخلصت إلى القول «إننا على قناعة أن التحدي سيبرز قادة جددا، لم يكن يعرفهم أحد، وسيفرضون بطولاتهم ميدانيا ولن يستطيع الإعلام إغماض عينيه عن بطولاتهم وعملياتهم، ومن اليوم هؤلاء مدعوون ليقولوا كلمتهم لأن حركات المقاومة تستمد قوتها لا موتها من اعتقال أو موت قادتها».

وكان موسى إبراهيم الناطق الرسمي باسم حكومة القذافي والمختفي عن الأنظار منذ الشهر الماضي، قد أعلن في صفحته الخاصة عبر موقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي قبل تأكد اعتقال نجل القذافي، أنه ستتم مبايعة سيف الإسلام زعيما للمعارضة ضد الثوار وحلف الناتو خلال ساعات.

وقال مسؤول بالمجلس الانتقالي إن اعتقال نجل القذافي يمثل ضربة كبيرة إلى فلول النظام الليبي السابق التي كانت تسعى لتشكيل ميلشيات للقيام بعمليات إرهابية بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

واعتبر المسؤول، الذي طب عدم تعريفه، أن التحقيقات التي ستتم مع نجل القذافي ستكشف المزيد من التفاصيل حول أماكن وجود بقايا فلول النظام الموالي للقذافي.

وبدا أمس أن ثمة خلافا قانونيا بين المجلس الانتقالي والمحكمة الجنائية الدولية حول مكان محاكمة نجل القذافي، وفيما قال محمود شمام مسؤول الإعلام بالمجلس الوطني الانتقالي إن نجل القذافي سيحاكم في ليبيا ولن ينقل إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أبلغ فادي العبد الله الناطق باسم المحكمة «الشرق الأوسط» أن هنالك مذكرة توقيف صادرة بحق نجل القذافي من المحكمة الجنائية الدولية، والسلطات الليبية ملزمة قانونا بالتعاون التام مع المحكمة، بما في ذلك التعاون في مجال تسليم المشتبه بهم المطلوبين، وذلك وفقا لقرار صادر عن مجلس الأمن.

وبعدما لفت إلى أن لويس أوكامبو مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية قد تلقى بالفعل تأكيدات من وزير العدل الليبي باعتقال سيف الإسلام القذافي، أكد فادي العبد الله لـ«الشرق الأوسط» في تصريح خاص عبر البريد الإلكتروني، أنه سبق إبلاغ السلطات الليبية بأمر القبض الصادر كما سبق الطلب إليهم التعاون في شأن تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وتابع: «نحن ننسق مع وزارة العدل لضمان أن تكون الإجراءات التالية متوافقة مع القانون ومع النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية».

لكن محمود شمام الذي اعتبر أن اعتقال سيف الإسلام يمثل «الفصل الأخير في الدراما الليبية»، قال بشكل قاطع إن نجل القذافي سيحاكم في ليبيا وفقا للقانون الليبي على جرائمه.

وقال شمام إن رئيس المخابرات السابق عبد الله السنوسي - وهو المطلوب الثالث من قبل المحكمة الجنائية الدولية - ما زال هاربا، وإن السلطات الليبية ستواصل ملاحقته حتى القبض عليه أو قتله.

وأمس قال لويس مورينو أوكامبو كبير ممثلي الادعاء بالمحكمة الجنائية الدولية إنه سيذهب إلى ليبيا في غضون أسبوع لمناقشة الخطوات التالية بعد اعتقال نجل القذافي، حيث أبلغ أوكامبو الصحافيين «أنا ذاهب إلى ليبيا لمناقشة كيف سنعالج هذه المسألة، سيف الإسلام سيمثل أمام العدالة، أين وكيف؟، ذلك هو ما سنناقشه».

من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية المجلس الانتقالي إلى نقل نجل القذافي إلى المحكمة الجنائية الدولية ليحاكم فيها.

وقالت حسيبة حاج صحراوي نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنه «يجب تسليم (سيف الإسلام) إلى المحكمة الجنائية الدولية ويتعين ضمان أمنه وحقوقه».

وأوضحت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها أنها تحمل المجلس الوطني الانتقالي مسؤولية حماية سيف الإسلام القذافي، بعد مقتل والده المثير للجدل وشقيقه المعتصم القذافي «لذا فهو يستطيع مواجهة العدالة على جرائمه المزعومة في محاكمة عادلة من دون عقوبة الإعدام».

وقالت متحدثة باسم حلف شمال الأطلسي إن الحلف يثق بأن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ستكفلان محاكمة عادلة لسيف الإسلام القذافي بعد أن ألقي القبض عليه.

وأضافت المتحدثة وانا لونجسكو قائلة في بيان أمس «علمنا بالتقارير عن القبض على سيف الإسلام.. نثق بأن السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية ستعملان على إنجاز العدالة حتى يمكن بناء ليبيا الجديدة على سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان».

كما حث الاتحاد الأوروبي السلطات الليبية على ضمان تقديم نجل القذافي إلى العدالة في تعاون كامل مع المحكمة الجنائية الدولية.

ووصف مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون القبض على سيف الإسلام بأنه «تطور مهم» قد يساعد جهود المصالحة الوطنية في ليبيا بعد حرب أهلية دموية.

وقال «ينبغي للسلطات الليبية أن تضمن الآن أن يقدم سيف الإسلام إلى العدالة طبقا للإجراءات القانونية المرعية وفي تعاون كامل مع المحكمة الجنائية الدولية». وتابع «من المهم لمستقبل المصالحة الوطنية أن يقدم للعدالة أولئك المسؤولون عن ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان سواء قبل أو أثناء الصراع الأخير».

يشار إلى أن سيف الإسلام مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما فيها القتل والاضطهاد، أثناء الثورة الليبية التي أطاحت بوالده وانتهت بمقتله على يد مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي.

ويعد سيف الإسلام الابن الثاني للقذافي، من زوجته الثانية صفية، التي لجأت في وقت سابق مع عدد من أبنائها إلى الجزائر قبل مقتل زوجها، وقد أتم تعليمه في المملكة المتحدة، ويتحدث الإنجليزية بطلاقة.

وقبل اندلاع الثورة في ليبيا، كان ينظر إلى سيف الإسلام على نطاق واسع بأنه خليفة والده في حكم ليبيا، إذ كان يتم إعداده لتولي السلطة، لكن عبر مشاريع إصلاح روج لها طويلا.