قتلى في حمص وإدلب واستمرار العمليات العسكرية عشية انتهاء مهلة التوقيع على البروتوكول العربي

الأمن يهدد بخطف طفلة عمرها 4 أشهر.. ومداهمات في حمص والبوكمال

صورة بثها أحد مواقع المعارضة السورية لمظاهرة بحوران صباح أمس تدعو لإسقاط النظام
TT

عشية انتهاء المهلة العربية لتوقيع البروتوكول المقدم إلى سوريا، قتل 12 مدنيا على الأقل يوم أمس في استمرار للعمليات العسكرية ضد المدنيين في محاولة لإخماد الثورة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن 7 من القتلى الـ12 الذي سقطوا أمس، كانوا في بلدة كفر تخاريم وقرى مجاورة لها بمحافظة إدلب، إضافة إلى 4 قتلى في محافظة حمص، أحدهم تأثرا بجراح أصيب بها قبل يوم، في إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن في حي البياضة، إضافة إلى قتيل في بلدة حلفايا بريف حماه.

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية إن 19 شخصا قتلوا أمس، بينهم عسكري. وقال نشطاء إن قتلى أمس يضافون إلى قائمة متزايدة من القتلى منذ مساء الجمعة عندما قتل 25 مدنيا في هجمات للقوات السورية ومسلحين يشتبه في انتمائهم للمعارضة. كما قتل عشرة جنود من الجيش السوري في اشتباكات مع منشقين عن الجيش. وتقول الأمم المتحدة إن الحملة الأمنية ضد المحتجين تسببت في مقتل 3500 شخص على الأقل منذ مارس (آذار) الماضي. وتنحي السلطات السورية باللائمة على جماعات مسلحة تدعمها قوى أجنبية وقتلت حتى الآن نحو 1100 من قوات الشرطة والجيش.

وأسفرت المداهمات الليلية التي قامت بها قوات الأمن أول من أمس الجمعة عن مقتل نحو خمسة من سكان حمص ومدينة البوكمال بالقرب من الحدود مع العراق. وشهدت المدينتان احتجاجات مطالبة بالديمقراطية، كما أنهما تستضيفان مجموعات مسلحة من المنشقين عن الجيش.

وفي حمص التي أصبحت مركزا للانتفاضة المسلحة والتي شهدت الكثير من العنف الطائفي، هاجم مسلحون حافلة تنقل عمالا، بحسب وكالة «رويترز». وقال ناشط محلي إن هذا الهجوم أسفر عن مقتل 11 شخصا على الأقل. وقال الناشط إن السبب في مهاجمتهم على الأرجح هو أنهم ينتمون إلى الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد. وقال أحد سكان حمص بعد أن رفض الكشف عن هويته لـ«رويترز» إن جنودا منشقين عن الجيش هاجموا سيارة كانت تقل أفرادا من مخابرات القوات الجوية وقتلوا 4 منهم. ويأتي هذا الهجوم بعد يومين من إعلان مصادر معارضة عن قيام قوات من الجيش السوري الحر بقتل أو إصابة 20 من قوات الشرطة في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية على مشارف دمشق، وهو الهجوم الأول من نوعه منذ بدء الانتفاضة.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل 4 عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية - حمص (وسط)، مما أسفر عن مقتلهم جميعا».

من جهتها، قالت لجان التنسيق المحلية في بيان مساء أمس، إن الأمن يهدد باختطاف طفلة عمرها 4 شهور في داريا بريف دمشق. وجاء في البيان أن الأمن اعتقل «صهيب محمد العمار ابن المفكر السلمي المعتقل الدكتور محمد العمار، حيث كان صهيب ذاهبا إلى بيت أخته ميمونة، وهي زوجة الناشط أسامة النصار المعتقل سابقا والمطلوب حاليا، وقبل وصول صهيب إلى بيت أخته، اعتقلته المخابرات الجوية على الحاجز، وعندما علموا أنه صهر أسامة اقتادوه إلى منزل أخته، وهددوها بأخيها لكي تخبرهم عن مكان أسامة النصار، كما هددوها بأخذ ابنتها البالغة من العمر 4 أشهر، وبعد إصرارها على عدم معرفتها بمكانه، اقتادوا أخاها صهيب، وقالوا لها بالحرف الواحد: سيعود إليك مقطّعا».

ويأتي ذلك غداة مقتل 15 مدنيا بينهم طفلان برصاص الأمن: 4 وطفل في بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب)، و3 في ريف دمشق، و5 مدنيين في حمص (وسط)، وآخر في ريف حماه (وسط)، وطفل في درعا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وذكرت لجان التنسيق أيضا أن الجيش «بدأ اقتحام بلدة شيزر (ريف حماه) وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة».

ومن جانبها، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن «الجهات المختصة نفذت عميلة نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوبا في مناطق متفرقة من جبل الزاوية بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما»، وفي شمال غربي البلاد.

وباتت مواجهات متزايدة تقع بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الأمن النظامية في مختلف أنحاء سوريا، مما ينذر بشبح «حرب أهلية» صدرت تحذيرات منها في تركيا والولايات المتحدة وروسيا على حد سواء.