وصول 3 مصابين سوريين إلى شمال لبنان أمس.. و«مفوضية اللاجئين»: ارتفاع عدد النازحين من حمص

المرعبي لـ «الشرق الأوسط» : حزب الله يرفض تطبيب الجرحى السوريين بعد دخولهم إلى البقاع

مظاهرة مسائية في حرستا بريف دمشق تطالب بحظر جوي وتدخل عسكري
TT

في موازاة استمرار تدفق النازحين السوريين إلى لبنان في الأسابيع الأخيرة، يستمر إدخال عدد من الجرحى السوريين وتحديدا من معبر القاع الحدودي، في منطقة البقاع الشمالي، إلى لبنان للمعالجة، وآخر الأنباء الواردة أمس أفادت عن وصول 3 جرحى إصابة أحدهم حرجة، نقلوا إلى مستشفيات الشمال للمعالجة (القبيات وطرابلس الحكومي).

واللافت أن وصول الجريح السوري إلى لبنان لا يعني دخوله فورا إلى المستشفى لتخفيف آلامه وتلقي العلاج السريع والمناسب، إذ يلي عملية دخوله نقله من بلدة القاع البقاعية إلى شمال لبنان، خلال رحلة تستمر قرابة الساعتين والنصف، وأدت سابقا إلى مفارقة بعض منهم الحياة قبل وصولهم إلى المستشفى.

وفي هذا السياق، انتقد النائب في تيار المستقبل معين المرعبي، الذي يواكب شخصيا عملية إدخال الجرحى إلى المستشفيات ومتابعة أوضاع النازحين السوريين، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عدم «تحرك الدولة اللبنانية لمعالجة الجرحى النازحين في منطقة البقاع، مع رفض حزب الله (وهو الحزب الذي يتمتع بنفوذ كامل في المنطقة) وجماعته تطبيبهم في مستشفيات المنطقة».

وشدد على أن «رفض معالجتهم هو أمر معيب»، وذكر أنه «خلال حرب يوليو (تموز) 2006، تدفقت مئات العائلات الجنوبية إلى سوريا، وتم استقبالهم أفضل استقبال وبكرم الضيافة وبكل احترام وإنسانية»، متسائلا: «كيف يسمح ضميرهم لهم بالتغاضي عن إعانة الجرحى ومعالجتهم الفورية». ورأى المرعبي أن «المنظمات الدولية والجمعيات الشريكة لا تزال مقصرة في إيلاء هذا الموضوع أهميته»، داعيا إياها «لإنشاء مشفى ميداني قريب من بلدة القاع الحدودية، على أن تتولى الدولة اللبنانية تأمين الطريق الآمن لوصول الجرحى إليه».

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أعلنت، في تقريرها الدوري الصادر منذ يومين، توصل «الهيئة العليا للإغاثة مؤخرا بالتعاون مع الهيئة الطبية الدولية، وهي المنظمة الشريكة للمفوضية، إلى عقد اتفاقيات مع 5 مستشفيات من أجل تخفيض تكاليف الرعاية الصحية التي تقدمها»، إلا أن الخدمات الطبية والرعاية الصحية تقدم فقط للنازحين المسجلة أسماؤهم لديها.

وفيما يرصد تقرير المفوضية «وجود 3.643 شخص مسجلين في الشمال وعكار، يعيش معظمهم لدى عائلات مضيفة، في ظل ظروف معيشية صعبة»، يوضح النائب المرعبي أن «قرابة 7500 نازح ليسوا مسجلين لدى المفوضية والهيئة العليا للإغاثة بسبب تخوفهم من وصول أسمائهم إلى السلطات السورية، التي تمارس عند معرفتها بأسماء النازحين، ضغوطا على عائلاتهم في سوريا تصل إلى حد الانتقام من بعضهم».

ووفق التقرير، فإن «الغالبية العظمى من النازحين السوريين الذين دخلوا إلى لبنان خلال الأسابيع الماضية قد أتوا من تلكلخ وحمص، وهم يعربون عن خوفهم وقلقهم حيال العودة إلى ديارهم، كما أن معظمهم يشعرون بأن الوضع الأمني هناك لا يسمح لهم بعد بذلك».

وتكرر مفوضية شؤون اللاجئين في كل تقاريرها الصادرة رفض النازحين السوريين «العودة قبل استتباب الاستقرار والأمن في القرى السورية، إذ أن الكثير من الأفراد والعائلات قد تأثروا بشدة جراء الأحداث التي أدت إلى فرارهم، وهم متخوفون من العودة إلى ديارهم قبل استقرار الأوضاع».

وفي سياق متصل، يشير المرعبي إلى أن «المجتمع المدني والجمعيات المحلية تعمل على مساعدة النازحين غير المسجلين وفق إمكاناتها وقدراتها، حيث يتم تقديم المساعدات الغذائية والبطانيات والفرش، كما يتم تأمين المسكن اللائق لعدد من العائلات سواء في شقق سكنية في طرابلس أو في عكار»، متحدثا عن حالات كثيرة يخلي فيها أصحاب البيت اللبنانيين منازلهم وينتقلون للإقامة لدى أقاربهم من أجل إيواء عائلات سورية نازحة.

ويشدد على أنه «من أبرز العوائق التي لم تتمكن السلطات اللبنانية بعد من إزالتها، عدا عن تأمين مسكن للنازحين، عدم تقديم شهادات تعريف عنهم، تمكنهم من التنقل والعمل لتدبير أمورهم اليومية».