بريطانيا تبدأ محادثات رسمية مع المعارضة السورية.. وهيغ يلتقي وفدا منها غدا

اجتماع لشخصيات معارضة اليوم لتحديد أعضاء الوفد

مظاهرة في باب السباع بحمص أمس
TT

بدأت بريطانيا، رسميا، محادثات مع المعارضة السورية، ومن المتوقع أن يستقبل وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، ومسؤولون في رئاسة الوزراء، وفدا من المعارضة السورية غدا. وعينت الحكومة البريطانية سفيرتها السابقة في بيروت، فرانسيس غاي، لتترأس المشاورات مع المعارضة، وقد التقت غاي، أول من أمس، معارضين سوريين في باريس، بحسب صحيفة الـ«إندبندنت».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مجموعة من المعارضين السوريين في الخارج، من بينهم أعضاء من المجلس الوطني السوري، سيلتقون اليوم لتحديد الوفد الذي سيلتقي المسؤولين البريطانيين. وقد بدأت بريطانيا اتصالات بالمعارضة السورية منذ أشهر، لكن بشكل غير رسمي.

وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «وزير الخارجية سيلتقي المعارضة السورية»، وأضافت أن هيغ سيجري الاثنين مباحثات مع ممثلين عن «المجلس الوطني السوري» و«لجنة التنسيق من أجل التغيير الديمقراطي في سوريا». وصرحت المتحدثة نفسها: «منذ أشهر نجري بشكل منتظم اتصالات مع مختلف الشخصيات السورية المعارضة، الآن نحن نكثف هذه الاتصالات».

وتابعت أنه في إطار «تكثيف» الاتصالات بالمعارضة السورية، قرر هيغ تعيين غاي مسؤولة عن الاتصالات مع المعارضة السورية في الخارج. وقالت المتحدثة باسم الوزارة: «إن وزير الخارجية كلف المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية فرانسيس غاي بالقيام بهذه المهمة». وسيكون هذا الاجتماع أول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية للرئيس بشار الأسد.

من جهة أخرى، قال مصدر حكومي بريطاني: «إن ممثلي المعارضة السورية سيلتقون أيضا في لندن مسؤولين كبارا في مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون». كان وزير الخارجية البريطاني قد دعا الأسد إلى التنحي. والاثنين، دعا هيغ في بروكسل إلى تشديد العقوبات ضد نظام الرئيس السوري. وقال: «من المهم جدا أن نفكر في إجراءات إضافية بهدف تشديد الضغط على نظام الأسد». وأضاف الوزير البريطاني أنه يدعم قرار الجامعة العربية في نهاية الأسبوع بتعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها إلى حين تطبيق الأسد بنود الخطة العربية لوقف العنف. وقال: «إنهم يلعبون دورا قياديا».

إلا أن صحيفة الـ«غارديان» البريطانية ذكرت أنه ليست هناك نية لمنح المتمردين السوريين اعترافا رسميا كما حدث مع المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الذي قاتل نظام معمر القذافي. وأضافت أن بريطانيا تدرس إجراءات لتوجيه رسالة إلى دمشق تفيد بأنه من غير اللائق دبلوماسيا مهاجمة سفارات أجنبية.

كان متظاهرون غاضبون قد هاجموا البعثات الدبلوماسية لفرنسا وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والمغرب. واستدعت فرنسا سفيرها لدى سوريا الأربعاء الماضي بسبب تدهور الوضع الأمني.

كانت دول أوروبية عدة قد ذكرت أنها حصلت على دعم عربي كبير للعمل على استصدار قرار من الأمم المتحدة يدين انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان الثلاثاء المقبل. وبريطانيا واحدة من 3 دول ترعى هذا النص. وأوضح السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، مارك ليال غرانت، أن الأردن والمغرب وقطر والسعودية وافقت على المشاركة في رعاية المشروع على أن تنضم دول عربية أخرى إلى هذه المبادرة.

وقال المتحدث باسم البعثة الألمانية في الأمم المتحدة من جهته إن سفراء كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا التقوا السفراء العرب في مقر الأمم المتحدة الأربعاء بعد أن أمهلت الجامعة العربية الأسد 3 أيام لإنهاء حملة القمع الدموية.

الى ذلك انضمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الأصوات الدولية المحذرة من خطر اندلاع «حرب أهلية» في سوريا بسبب قمع نظام الرئيس بشار الأسد للحركة الاحتجاجية. وقالت كلينتون في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الأميركية، أول من أمس، «أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية بوجود معارضة تملك التصميم ومسلحة بشكل جيد وفي نهاية المطاف ممولة بشكل جيد، بتأثير من منشقين عن الجيش إن لم يكن بقيادتهم». وحرصت كلينتون على القول: إن «الطريقة التي رد فيها نظام الأسد (على الحركة الاحتجاجية) هي التي دفعت الشعب إلى حمل السلاح ضده».

وأوضحت كلينتون أن الولايات المتحدة تفضل حركة احتجاجية سلمية ضد الأسد إذ تخشى الولايات المتحدة أن تبرر أعمال عنف تقوم بها المعارضة للأسد اللجوء إلى القمع.

واعترفت في مقابلات مع عدد من شبكات التلفزيون بأن للولايات المتحدة تأثيرا محدودا على الأحداث في سوريا عبر دعمها مبادرات لتركيا والجامعة العربية للضغط على الأسد لوقف العنف.

وقالت لشبكة «إن بي سي» أمس: «أعتقد أنه يمكن أن تندلع حرب أهلية بوجود معارضة تملك التصميم ومسلحة بشكل جيد وفي نهاية المطاف ممولة بشكل جيد، بتأثير من منشقين عن الجيش إن لم يكن بقيادتهم».

وأضافت الوزيرة الأميركية التي تقوم بجولة في آسيا «نحن بالفعل نرى ذلك وهو ما نكره أن نراه لأننا نؤيد احتجاجات سلمية ومعارضة غير عنيفة».

وكان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف صرح أول من أمس بأن هجوما مثل الذي استهدف مقرا للأمن وشنه منشقون عن الجيش، يمكن أن يقود سوريا إلى حرب أهلية.

وصرح مارك تونر بأنه لا يتفق مع الروس في تحليلهم معتبرا أن أعمال العنف التي تقوم بها المعارضة جاءت ردا على قمع نظام الأسد الذي يؤكد أن الحركة الاحتجاجية يقودها «إرهابيون».