«الربيع المصري» يغير جغرافية اجتماعات الجامعة العربية والمصالحة الفلسطينية

في ظل استمرار أحداث التحرير.. انتقلت من قلب القاهرة إلى الأطراف

TT

غيّر الربيع المصري جغرافية اجتماعات الجامعة العربية والمصالحة الفلسطينية، حيث إنه في ظل استمرار أحداث التحرير انتقلت الاجتماعات من قلب القاهرة إلى الأطراف. وتحول فندق «فيرمونت» الواقع قرب مطار القاهرة الدولي، وقصر «الأندلس» في ضاحية مصر الجديدة المجاورة له إلى مقرات للعمل الدبلوماسي العربي بدلا من مقر الجامعة العربية ومقرات وسط القاهرة التي أصبحت محاصرة من جانب ألوف المحتجين المصريين على حكم المجلس العسكري. ويقول المراقبون إن ثورة الربيع المصرية التي يرى البعض أنها لم تصل بعد إلى شاطئها الأخير، أصبحت تجبر الدبلوماسيين العرب على التساؤل عن مؤشرات سخونتها في كل مرة يعتزمون فيها القدوم إلى مقرات الاجتماعات المهمة في مقر الجامعة أو في مقرات وزارة الخارجية أو غيرها من المؤسسات المماثلة في وسط المدينة، مشيرين إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس المولع بالتجول في وسط القاهرة لم يتمكن من ممارسة هذه العادة رغم وجوده في العاصمة المصرية لأكثر من يومين هذا الأسبوع. وفي مقر اجتماع وزراء الخارجية العرب الجديد، في الفندق المجاور لمطار القاهرة، وقع الاختيار على طابقين تحت الأرض تميزا بالهدوء واتساع المساحات والمسافات. ويوجد فوق الطابقين مكاتب وبهو الاستقبال الخاص بالفندق الذي تنتشر به عدد من نوافير المياه والأشجار الطبيعية والصناعية المريحة لأعصاب السياسيين والرجال المهمومين.

وتم بناء فندق «فيرمونت» منذ أربعة أعوام تقريبا ويعتبر «فندق أعمال» لكونه قريبا من المطار ويقع في منطقة متميزة ويعقد فيه عادة الاجتماعات المهمة، والزيارات المكوكية التي يقوم بها في بعض الأحيان الدبلوماسيون الأجانب للقاء نظرائهم المصريين بعيدا عن الأضواء. ويوجد بالفندق نحو 12 نوعا من المطاعم العالمية المختلفة ويقام به مؤتمرات مهمة، وسبق أن عقدت به وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس مؤتمرات ولقاءات، وكذلك وزير الدفاع الأميركي ووزيرة الخارجية الحالية هيلاري كلينتون. كما التقى فيه خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مع جانب من الأسرى المفرج عنهم في صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وبسبب مظاهرات التحرير وخيام المعتصمين التي غطت كل المساحات المجاورة، حيث تقع جامعة الدول العربية في محيط الميدان، تحول فندق «فيرمونت» (كان اسمه من قبل: «شيراتون المطار القديم») إلى مقر جديد للجامعة العربية لعقد الاجتماعات الوزارية الخاصة بسوريا.

وطوال ست ساعات في اجتماعهم حاول وزراء الخارجية العرب مناقشة الموضوع السوري، وبعد أن انتهى الاجتماع، انتهى التعاقد بين الفندق والجامعة، حيث تم إنهاء كل مظاهر خلية العمل التي انتشرت في أروقة الفندق ما بين مكتب لسكرتارية الجامعة ومركز صحافي للإعلاميين وقاعة لعقد المؤتمر الصحافي الذي تم إلغاؤه في اللحظات الأخيرة. وبسبب أحداث التحرير أيضا، وحتى لا تتعطل أعمال المصالحة العربية والمصالحة الفلسطينية، تم نقل الاجتماعات في مقر قصر الرئاسة القريب من مطار القاهرة في شارع صلاح سالم، حيث قرر كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس استئناف المصالحة الوطنية في نفس مقر إقامة الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث كان يحل عرفات ضيفا دائما في هذا القصر إلى درجة أنه أطلق عليه لفترة اسم «قصر عرفات».